د.حمزة زوبع

خارطة طريق لكل حاكم مستبد..!

الأربعاء، 09 نوفمبر 2011 10:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اسأل نفسى أحيانا ما هذا الإغراء الشديد أو المتعة اللانهائية التى تحملها كراسى السلطة لمن يعتلونها؟
أى متعة وأنت تحكم شعبا على غير إرادة منه؟
تماما كما يغتصب رجل امرأة جميلة رغم إرادتها معتقدا أنها تستحق الاغتصاب لأنها جميلة ولأنه ثرى؟
أى لذة تصيب هؤلاء المرضى وهم يجلسون فوق عروشهم وأصوات شعوبهم تهتف بسقوطهم ليل نهار!
هل صمت آذانهم؟ أم عميت منهم الأبصار..
أى حلاوة فى أن يسجن المرء فى قصره فلا يستطيع الخروج ولا الدخول إلا بإذن من كبير الحراس، وهو وحده من بيده أمر الحاكم بينما يعتقد الحاكم المسكين أنه يملك كل شىء!

انظر حولك وقل لى كم مرة شاهدت فيها حاكما عربيا من أولئك الذين ابتليت بهم شعوبهم يستطيع أن يمشى فى الأسواق ويمد يده ليأكل تفاحة أعجبته أو حبات عنب تدلت تسر الناظرين لكنه لا يستطيع خوفا من أن تكون محشوة بالسم بينما يمر فقير فيلتهمها غير عابئ بما يدور فى خلد الحاكم من وساوس ومخاوف أن يقتله شعبه!
ثم إذا كنت تخشى أن يقتلك شعبك فهذا أحد أمرين إما أن شعبك خسيس أو أنك أوغلت فى دمائه فحان وقت القصاص، وفى كلتا الحالتين فلا هذا شعب يستحق أن تحكمه ولا أنت حاكم أهل لأن تحكمه..

هذه حالة فصال وطلاق بالثلاث، فلماذا تستمر أيها المغتصب فى اغتصابك وتتشبث بإمتاع نفسك على حساب ملايين غيرك ؟ لماذا؟

لا يمكنك أن تحصل من حاكم عربى مغتصب للسلطة على إجابة لأنهم لا يستطيعون مواجهة الإعلام لذا فهم يستعينون بأسوأ ما أفرزته مؤسسات الإعلام لكى يردون عليك فمن قائل: هذا رئيس خدم بلاده ويحبه شعبه وما تراه من مظاهرات ما هو إلا مؤامرة أجنبية.
ومن قائل ولا أدرى كيف قال ما قاله: شعبنا والله محسود على ثرائه؟
ولا يدرى هذا المعتوه أن نسبة البطالة فى بلده النفطى تزيد عن الـ20 %!
لم يعرف التاريخ القديم ولا المعاصر مثل ربيع العرب الراهن، ففى شهور هرب رئيس وأى رئيس، واعتقل رئيس وأى رئيس وسحل وقتل عقيد وأى عقيد، وبقى على القائمة طبيب وشاويش وبعض الحكام ممن يحملون رتبة الإمارة أو ممن كانوا يوما عملاء لأجهزة مخابراتهم وجىء بهم ليكونوا واجهة للسلطة عوضا عن السلطة الحقيقية التى تحكم فعليا!
لا أدرى كيف يفكر البقية ممن بقى فى السلطة من هؤلاء الذين لا أجد لهم مخرجا إلا البقاء فيها حتى يعتقلوا ويسحلوا أو يقدموا للمحاكمة لو وصلت إليهم يد الساسة العقلاء قبل أن تصل إليهم مسدسات الشعوب المقهورة كما حدث مع العقيد القذافى!
لا مفر إذن ولا مخرج كل الطرق تؤدى إلى سرت!
هروب فاعتقال فضرب فسحل فقتل.. هذه هى خارطة طريق كل حاكم ظالم!
الغريب العجيب أنهم يمضون على نفس درب من سبقهم رغم أنهم يرددون ليل نهار:
لسنا مثلهم.. لسنا مثلهم..

آخر السطر
بن على هرب ومبارك خلعوه
والقذافى يا عينى عليه
الثوار قتلوه
وعلى صالح فجروه وحرقوه
وبشار يا نقتل
يا إما يحاكموه
والبقية السكوت عنهم رحمة
لأن معظمهم ح يموت م الخضة
قبل ما يمسكوه!





مشاركة




التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى أسامة إبراهيم

مقال جميل

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد أبو الغيط

مقال ممتاز

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة