يفصل بينهما كوبرى قصير لا تتجاوز مدة عبوره الـ15 دقيقة، ولكنك تشعر بعد عبوره أنك سافرت فى الزمن أو إلى عالم آخر تتغير فيه ملامح الأشياء.. إنه كوبرى "أبو العلا" الفاصل بين حى الزمالك الراقى ومنطقة بولاق أبو العلا التى اكتظت فى اليوم الأول لانتخابات "برلمان الثورة" بلافتات مؤيدة للأحزاب، وبعربات تحمل مكبرات الصوت استخدمها المرشحون فى الدعاية المخالفة.
"اليوم السابع" رصد منطقتين، داخل دائرة قصر النيل، لا يفصل بينهما سوى كوبرى قصير، ولكن اختلف بينهما مشهد اليوم الأول للانتخابات بشكل كبير.
المشهد الأول فى حى الزمالك الراقى الذى تركز فيه الناخبون فى ثلاث لجان، منها لجنة "كلية الفنون الجميلة"، حيث وقف أمامها الناخبون فى طابور منظم بطول شارع "محمد ثاقب"، فى شكل حضارى لانتخابات لم ترها مصر من قبل.. طابور طويل ساده الهدوء وناخبون ينتظرون دورهم بعد أن أوقفوا سياراتهم على جانبى الطريق فى شارع لم تظهر فيه تجاوزات تذكر.
أمينة خيرت، إحدى المراقبات التابعات للجنة العليا للانتخابات، قالت لـ"اليوم السابع" إن حالة اللجنة هادئة منذ الصباح، ولم تشهد تجاوزات سوى من بعض لافتات علقها المرشحون، وبعض مندوبى الأحزاب الذين حاولوا توزيع أوراق الدعاية، الأمر الذى رفضه الناخبون معترضين على أسلوب قديم فى الدعاية لم يصبح مرحبًا به الآن.
أهم ما شهدته لجان الانتخاب الثلاث هى الأناقة والشياكة، وكانت بالفعل مباراة فى التحضر والبساطة بين الناخبات.
اختلف المشهد تمامًا فى الناحية الأخرى من الكوبرى، حيث منطقة "بولاق أبو العلا" من نفس الدائرة.. الشارع يكتظ بأناس واقفين بلا نظام، فى طابور ممتد إلى ما لا نهاية.. بمجرد دخولك الشارع يقابلك مندوبون عن الأحزاب والمرشحين بأوراق الدعاية التى ملأت المكان، وكل موزع يحرضك على انتخاب حزبه أو المرشح الذى يدعو له.
لم يقتصر الأمر على لافتات الدعاية التى ملأت المكان، أو حتى السيارات التى تحمل مكبرات الصوت تأييدًا للمرشحين، بل زاد الأمر بعد نزول مجموعة كبيرة من الناس من سيارات "ميكروباص" تحمل صورًا كبيرة الحجم لأحد المرشحين.
التقينا سنية عبد الغنى، إحدى السيدات الجالسات على الرصيف انتظارًا لدورها، فقالت لـ"اليوم السابع": "جينا من الأزبكية لانتخاب ابن منطقتنا"، وأكملت: "دا راجل مجامل وكلنا بنحبه، بيجامل فى الأفراح، وبيساعد الغلابة، وبيجبلنا ميكروبصات تجيبنا وترجعنا".
أما بقية السيدات الواقفات فى الطابور فاختلفت آراؤهن حول سبب مجيئهن للتصويت.. فيهن من جاءت لمصلحة مصر، وأخريات جئن خوفًا من الغرامة التى أقرتها اللجنة العليا للانتخابات، من ثم تذهب أصواتهن لصالح من لديه القدرة الأكبر على الإقناع.
ناخبو الزمالك وبولاق أبو العلا.. وبينهما كوبرى
الأربعاء، 30 نوفمبر 2011 01:27 م
انتخابات أبو العلا
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة