دمعت عيناها وهى تستمع لقصة أب منع بناته من الذهاب إلى المدرسة، لعدم قدرته على توفير مصروفات الدراسة وما تحتاجه البنات من ملابس جديدة وحقائب مدرسية، منذ هذه اللحظة قررت "ياسمين" أن تتدخل لإنقاذ طفل يتوقف مستقبله على مبلغ قد يعتبره الكثيرون من أصدقائها مبلغاً زهيداً لا يحتاج إلى معاناة مثل هذا الأب.
الصدفة التى جمعتها بهذا الأب غيرت حياتها تماماً، إذ قررت ياسمين هلال، 26 عاماً، أن تترك شركة الاتصالات التى كانت تعمل فيها وقتها، لتتفرغ تماماً لمشروع "علمنى" الذى ينقذ الأطفال من التسرب من التعليم، وبالفعل بدأت "ياسمين" فى البحث عن الحالات المماثلة، واختارت منطقة "الطالبية" بالجيزة التى يقطن بها هذا الرجل الذى بدأت معه الحكاية، ليتحول المشروع من مجرد تبرعات إلى برنامج تعليمى شامل يعيد تأهيل الطفل ليخرج منه مقبلاً على مستقبل أفضل.
اليوم السابع التقى "ياسمين" فى المركز التعليمى الذى أنشأته للأطفال وقالت: المشروع بدأ بفكرة، وهى أن كل طفل من حقه أن يتعلم دون أن يمنعه من هذا الحق الفقر، أو الحالة الاجتماعية، ومن هنا بدأت فى جمع أكبر عدد من التبرعات لإعادة الأطفال لمدارسهم، ولكن بعد فترة اكتشفت أن إعادة هؤلاء الأطفال إلى المدارس ليس هو الحل النهائى للمشكلة، وذلك نظراً لضعف مستوى هذه المدارس التى يخرج منها الطفل لا يعرف القراءة والكتابة، لذلك قررت توسيع نشاطى بشكل أكبر.
وتكمل "ياسمين": استعنت ببعض أصدقائى لإشهار جمعية بشكل رسمى ، وبدأت بعد ذلك فى وضع برنامج شامل، نستطيع من خلاله تأهيل هؤلاء الأطفال ، بطريقة مختلفة عما اعتادوا عليه، عن طريق إخراج الطاقات بداخلهم وتشجيعهم على اتخاذ قرار بأنفسهم ، وذلك لتعويدهم على أن قرارهم هو الذى سيصنع مستقبلهم، ويشتمل البرنامج على سؤال لكل طفل "عايز تطلع إيه؟" ومن خلال إجابة الطفل نستطيع تأهيله إلى الشخص الذى يريد أن يكون عليه فى المستقبل.
وعن إنجازات "علمني" تقول "ياسمين: المشروع استطاع حتى الآن تولى مسئولية 135 طفل، بجانب دفع مصاريف المدرسة، فنحن نقضى معهم الكثير من الوقت لتعليمهم مهارات الحياة، وبناء الشخصية وكيفية اتخاذ القرار، كما نساعدهم فى فهم المناهج المدرسية بطريقة أكثر عمقاً من مجرد حفظها دون فهم ، ومن خلالها نعلمهم تاريخ بلادهم إلى جانب مجموعة كبيرة من القيم التى تقدمها كتب الوزارة ولكن دون أن يفهم منها الطفل شيئاً.
مبادرة "ياسمين" لتأهيل المتسربين من التعليم
الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011 04:09 م
جانب من أعمال المبادرة
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد صقر
االكويت
عدد الردود 0
بواسطة:
rasha
حياك الله