"بغض النظر عن توجهك السياسى، لازم ننزل نحمى بعض" بهذه الكلمات الإيجابية بدأ شباب خيرنا فى تنفيذ مشروع "حماة الميدان"، بعد ظهور بعض السلبيات التى أثارت جدلاً بين المعتصمين، مثل تداول الحديث عن بعض حالات التحرش بالفتيات واندساس بعض العناصر التى توافدت إلى الميدان بهدف السرقة أو إثارة الشغب والمضايقات، الأمر الذى بدا غريباً على الميدان بعد أن غابت هذه المشكلات تماماً فى الاعتصام الأول لثورة 25 يناير فى ملحمة من التظاهر المنظم والحضارى رسمها ميدان التحرير أمام العالم كله.
"بدل ما نسأل عن أسباب هذه الظاهرة، يلا بينا نحلها" هكذا بدأت "أميرة صلاح" حديثها لـ"اليوم السابع" من داخل الميدان عن مشروع "حماة الميدان": هدفنا الأساسى إعادة المشاركة الفعالة للجان الشعبية التى أدت دورها بنجاح فى الاعتصام الأول، ومنعت وجود أى مظاهر للتحرش أو الشغب داخل الميدان، إلى جانب الهدف الثانى وهو التنسيق بين المستشفيات الميدانية المنتشرة بالميدان، لمعرفة المواد الطبية والغذائية التى تحتاجها هذه المستشفيات وتوزيع هذه المواد بالتساوى على جميع المستشفيات.
تضيف أميرة المشروع قائم على توزيع أجهزة اتصال لاسلكى على جميع المستشفيات الميدانية لتفعيل التواصل بينهم، بعد أن لاحظنا عدم التكافؤ بين التبرعات من مواد طبية أو غذائية على المستشفيات المختلفة، وهذا لصعوبة استخدام التليفونات المحمولة وضعف شبكة الاتصالات داخل الميدان، مما يسهل التواصل بينهم.
وعن اللجان الشعبية تقول أميرة: فى الثورة الأولى كنت مسئولة لعدد من المهام أنا وزميلاتى مثل النظام والأمن والنظافة داخل الميدان، وكانت أميرة تمارس عملها – كما تقول - بشكل منظم وغاية فى التحضر والذوق، وكنا نمر على أكثر من أربع أو خمس لجان لدخول الميدان التى كانت منتشرة بنظام على جميع المداخل، وهو ما نحلم أن نعيده للميدان، وذلك عن طريق مجموعة من الخطوات، أولها توزيع أجهزة اللاسلكى بين اللجان المختلفة لسرعة التواصل بينها، إلى جانب التواصل مع المتطوعين خارج الميدان لمعرفة احتياجات الميدان، أو التبليغ عن أى حوادث مما يتيح سرعة التصرف.
تكمل أميرة الخطوة الثانية، هى نشر عدد من المتطوعين فى مناطق متفرقة داخل الميدان، عن طريق الخريطة التى انتهينا من رسمها بالفعل للميدان، ووضعنا عليها أماكن تواجد "حماة الميدان" وتم تفعيلها على الإنترنت ويمكن من خلالها الإبلاغ عن النقاط التى تحتاج للدعم، وسنقوم بوضع شارة تشير إلى "حماة الميدان"، على أن يكون دورهم ضبط أى محاولة للتحرش أو الشغب داخل الميدان وإبلاغ اللجان الشعبية للمداخل على الفور بواسطة "اللاسلكى"، إلى جانب القيام بأعمال النظافة داخل الميدان.
وعن التنفيذ الفعلى للمشروع تقول أميرة: بدأنا بالفعل فى توزيع أجهزة اللاسلكى على المستشفيات الميدانية، ونقوم الآن بالتنسيق مع اللجان الشعبية، ووضع "حماة الميدان" فى الأماكن الموضحة على الخريطة داخل الميدان، وهدفنا من هذه التجربة هو إثبات أننا لسنا بحاجة للشرطة لتحمينا، فنحن قادرين على حماية أنفسنا.
"هذه التجربة غير مرتبطة باستمرار الاعتصام، فمن خلال نجاح هذه التجربة نستطيع أن نثبت، أن أبناء مصر قادرون على حمايتها فى أى تجمع بعد الآن"، تكمل أميرة التى قررت مع زملائها من مؤسسى المشروع على إطلاق هذه التجربة التى يمكن من خلال نجاحها تطبيقها فى تأمين الانتخابات التى توقع الكثيرون غياب الشرطة عن تأمينها، "المهم نحمى مصر".
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة