"ابنى عريس النهاردة فرحة وهيتعمل ليه أحسن زفة" بهذه الكلمات القليلة، بدأت زينب على عبد السلام والدة الشهيد "أحمد سيد سرور" حديثها لـ"اليوم السابع" أثناء انتظارها خروج الجثمان من مشرحة زينهم، والدموع تنهمر من عينيها، والجميع يلتفون من حولها لمواساتها فى فقدان ابنها.
واكتفت والدة الشهيد بترديد "حسبى الله ونعم الوكيل"، وبعد محاولات تهدئتها من قبل المتواجدين من الأهل والمعارف قالت: "أحمد وأخوه التوأم أمجد شاركا فى أحداث ثورة يناير، وفى يوم السفارة الإسرائيلية أصيب بـ3 طلقات خرطوش فى قدمه، ورفض الخضوع للعلاج، ووصفها بطلقات فى حب مصر".
وأضافت والدة الشهيد، "ابنى كان يتمنى الشهادة كل يوم وهو نازل للميدان"، ودائما كان يحاول إقناعى بأهمية نزوله الميدان لمساعدة إخوانه فى الميدان بقوله "لا تبخلى على بالشهادة".
وحول دافع نزوله للميدان، قالت والدته "كان يروى لها المواجهات مع قوات الأمن، والعنف المفرط ضدهم، وكان دائما يقول "البنات بتتبهدل، واحنا نازلين نحمى اخواتنا البنات، وميبقاش راجل اللى يقعد فـ البيت والبنات تتسحل فـ الشوارع".
وأثناء حديثها نادت على أخته "هبة"، وطالبتها بإحضار علم مصر، وورود، ووضعها على جثمان أخيها أثناء التشييع، قائلة "أحمد مامتش، وأنا احتسبته عند ربنا شهيد، وكل الشباب اللى فـ الميدان أحمد ابنى، وابنى هيموت ودمه هيروح لو تنازلتوا عن مطالبكم".
وقطعت إحدى الفتيات حديثنا مع والدة الشهيد، وتدخلت لمواساتها، وسط دموعها، والتى دعت للفتيات والشباب بالنصر قائلة "يحفظكم ربنا وينصركم، وأحمد كان دايما بيقول كل البنات اللى فـ الميدان إخواتى"، مضيفة أن أحمد معروف دائما بشهامته، وأنه لا يبخل على أحد من جيرانه وأصدقائه بأى مساعدة. واختتمت حديثها قائلة "ابنى كان هيخطب، وكان نفسى أفرح بيه، خصوصا بعد وفاة والده".
وروى أحمد سيد مصطفى صديق الشهيد، وأحد شهود العيان على الواقعة، قائلا إن 6 عربات من قوات الأمن المركزى ومعها مدرعة حضرت صباح اليوم، وحاولت دخول شارع مجلس الشعب، ورفض المعتصمون دخولها، وكونوا كردونا بشريا، وألقت مجموعة من متظاهرى التحرير الحجارة على قوات الأمن ظنا أنها جاءت لفض الاعتصام، وأثناء تراجع قوات الأمن المركزى بسبب الحجارة التى يلقيها المتظاهرون، اصطدمت إحدى السيارات به، ثم دهسته، حيث إن أحمد كان مغشيا عليه، بسبب قنبلة غاز وحيدة ألقتها قوات الأمن لتأمين هروبها"، وتم نقله للمستشفى الميدانى بالتحرير وفشل الأطباء فى إسعافه، وتم نقله لمستشفى المنيرة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.
والدة شهيد اعتصام مجلس الوزراء: "ابنى كان يتمنى الشهادة كل يوم"
السبت، 26 نوفمبر 2011 02:44 م