قل لـ«الزعيم» إننى لا أكرهه ولكنها مسألة «بيزنس»، كانت هذه مقولة أحد أعضاء المافيا فى رواية العراب أو «الأب الروحى» عندما خان رئيس العصابة لصالح عصابة منافسة.
فى المقابل قرر زعيم العصابة قتل الخائن وأبلغه القاتل بأن الزعيم لا يكرهك لكنه بيزنس.
العلاقة داخل عصابات المافيا واضحة، يختار كل طرف انحيازاته وتحالفاته ومصالحه ويدفع ثمنها.
المافيا لم تكن مجرد عصابات للقتل والسرقة لكنها كانت شبكات تضم ضباط شرطة وقضاة وأعضاء فى الكونجرس وموظفين ورؤساء نقابات، وتتداخل مصالحها مع الصناعة والسينما والسلاح. وكانت لها علاقات واضحة بعالم السياسة، وكانت مفاتيح الأحزاب والسياسيين ومصالحهم مترابطة مع المافيا، مقابل أن يضمنوا مصالحها. وكانت مواقفهم المعلنة تعبيرا عن مصالحهم ومصالح المافيا.
انتهت المافيا التقليدية من أمريكا، لكن شبكات المصالح بقيت تحكم عالم السياسة والمال، والحروب والخطط، وهو أمر ليس بعيدا عما يجرى على الساحة الآن، حيث تتشابك عوالم المال والسياسة والقضاء والشرطة. وتخفى الظواهر والمواقف مصالح مختلفة للسياسيين ورجال المال. تنعكس فى مواقف معلنة تخفى مصالح. وهو أمر أصبح واضحا فى كل أزمة، حيث يدعى هذا أو ذاك من الزعماء أنه يتبنى موقف الثوار أو التحرير ويزايد بمواقف أصبحت تبدو مكشوفة. ويذهب للمجلس العسكرى ليقول كلاما مختلفا، هؤلاء الأراجوزات هل يلعبون لصالح النجومية أم أنهم يلعبون لصالح أطراف داخل اللعبة السياسية.
فى كل كارثة يتحدث المجلس العسكرى والداخلية عن طرف ثالث، تكرر الأمر فى موقعة محمد محمود وتم توجيه اتهامات لطرف ثالث بإطلاق النار على الشرطة والمتظاهرين، نفس الاتهامات التى توجهت فى أحداث السفارة وماسبيرو . ولم يتم تقديم أى من «الأصابع الخفية» ولا الشخصيات المتهمة بتمويل الفوضى. هذا الطرف الثالث - إن وجد - فهو ضمن شبكة مصالح سياسية. ولا يمكن أن يكون بعيدا عن الأجهزة، وأطراف فى النظام السابق تمتلك النفوذ والمال ولا تزال حرة تمارس عملها من وراء أقنعة مختلفة. فتش عن المستفيد من كل كارثة، والمستفيدون كثيرون داخل النظام وخارجه. لا يهمهم الدم ولا القتل وإنما تهمهم مصالحهم.
البيزنس يحكم تحركات كثير من السياسيين والأحزاب والمرشحين للانتخابات والمتصارعين على كعكة البرلمان القادم والدستور القادم، ليست مصالح سياسية فقط لكنها مصالح مالية واستثمارات، وأرباح، وقد رأينا كيف قام نظام عصابات فى النظام السابق تداخلت فيه السياسة بالمال، ولا تزال بعض هذه العصابات قائمة حتى لو كانت الرؤوس فى السجن، هؤلاء ضد الثورة حتى لو كان بعضهم يختفى خلف خطاب مزايد. بعض النجوم الجدد بخطاباتهم ومزايداتهم ما هم إلا جزء من مافيا تريد حماية نفوذها وحجز مكانها.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة