"اليوم السابع" يرصد كواليس الأسبوع الدامى للجان الشعبية بالتحرير

الجمعة، 25 نوفمبر 2011 04:54 م
"اليوم السابع" يرصد كواليس الأسبوع الدامى للجان الشعبية بالتحرير صورة أرشيفية
كتب محمد رضا محمود عبد الغنى عمر المليجى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتشرت بميدان التحرير اللجان الشعبية بشكل ملحوظ خلال الأيام الستة الماضية والتى شهدت اشتباكات دامية بين قوات الأمن المركزى ومتظاهرى التحرير بشارع محمد محمود وشارع التحرير وبعض الشوارع الأخرى المتفرعة من الميدان، حيث اختلفت اللجان الشعبية فى طريقة أداء عملها من مدخل لآخر، سواء من الميادين المتجهة من ميدان عبد المنعم رياض وشارع طلعت حرب وقصر العينى ومسجد عمر مكرم، حيث تنوعت بين لجان لتأمين المداخل وأخرى لتأمين المستشفيات، وثالثة للعمل على نظافة الميدان، كما اختلفت فى توقيتات ونوعية عمل كل لجنة عن الأخرى.
وبدأ عمل اللجان الشعبية مساء الجمعة بعد دخول عدد من البلطجية الميدان بأسلحة بيضاء وترويعهم للمواطنين حيث تمكن المتظاهرون بالتصدى لهم بعد تصاعد الأمر من تبادل السباب إلى التراشق بالحجارة من الجانبين، الأمر الذى أدى إلى إصابة بعض الأشخاص بإصابات خفيفة ثم بدأت اللجان فى اليوم التالى بالعمل بشكل منظم أكثر حيث انتشرت فى معظم مداخل الميدان والحرص على الاطلاع على تحقيق الشخصية للوافدين إلى الميدان وقامت بعض اللجان الشعبية بتأمين المستشفيات الميدانية وتشكيل كردونات أمنية حول كل مستشفى فى ظل ارتفاع عدد المتظاهرين فى الميدان لتوفير أقصى راحة ممكنة للمرضى ومساعدة الأطباء وعربات الإسعاف فى أداء عملهم ونقل الماصبين، كما قام عدد من المتظاهرين بعمل لجان تطوعية لتنظيف الميدان وجمع القمامة المنتشرة حول الميدان فجر كل يوم وأثناء هدوء الميدان.

ومن جانب آخر اختلف عمل اللجان الشعبية مع بدء الأيام التالية وخاصة فى ظل اشتعال الاحتقان بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى حيث بدأت اللجان التأمينية على مداخل الميدان بتكثيف تواجده والتدقيق فى مراقبة وتأمين الميدان والاطلاع على تحقيق الشخصية للوافدين على الميدان من مختلف مداخل الميدان.

كما قامت اللجان التابعة للمستشفيات بتقديم الإسعافات الأولية بالقرب من مواقع الاشتباكات وبشكل منظم ومكثف لسرعة علاج المصابين فى ظل ارتفاع عددهم بشكل ملحوظ واستخدام قوات الأمن للقنابل المسيلة للدموع بشكل كبير وقامت اللجان بنقل المصابين إلى المستشفيات وتوزيع المأكولات والعصائر والكمامات بين المتظاهرين بأماكن تمركز المستشفيات.

ولم يقتصر عمل اللجان على ما سلف، وإنما امتد إلى محاوله تهدئة الأوضاع بين المتظاهرين وقوات الأمن ورعاية الهدنة التى تمت بين الطرفين، حيث قاموا بتشكيل حواجز بشرية أثناء بناء الجدار العازل حيث حاولوا إبعاد المتظاهرين وبعض الصبية الصغار بعد إلقائهم الحجارة على قوات الجيش المتواجدة أعلى الجدار فى مواقع الاشتباكات وعمل هدنة بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى عند مداخل وزارة الداخلية، والتى يحاول بعض المتظاهرين اقتحامها وتكوين دروع بشرية مكونة من شباب المتظاهرين باللجان الشعبية فى حمايتها للثوار فى ميدان التحرير، حيث إنها تطلب من كل الأشخاص إظهار البطاقة الشخصية لدخول ميدان التحرير، تحسباً لأى محاولة لاقتحامه من قبل البلطجية.

وقام عدد آخر من اللجان الشعبية بتشكيل لجنة طعام كبيرة بوسط ميدان التحرير، توزع المأكولات السريعة والمشروبات من الألبان والعصائر على المتظاهرين، مستخدمين فى ذلك زجاجات البلاستيك الفارغة ومناضد كبيرة لوضع المأكولات عليها حيث تعتمد اللجان وفق أحد أعضائها بالجهود الذاتية، لدعم ثوار التحرير ومساعدتهم على استمرار الاعتصام فى الميدان، معلنين فتح باب التبرعات لقبول أى مأكولات أو مشروبات.
ومع تصاعد التوترات بين المتظاهرين وقوات الأمن المركزى كثفت اللجان الشعبية من تواجدها على مداخل ومخارج ميدان التحرير، تحسباً لأى هجوم من قبل رجال الأمن حيث نجحت اللجان الشعبية المرابطة بشارع محمد محمود فى يوم الاثنين الماضى بإلقاء القبض على 5 من اللصوص الذين اقتحموا مبنى الجامعة الأمريكية لمحاولة سرقة أجهزة حاسب آلى محمول ومعدات خفيفة من داخل المبنى حيث قامت اللجان الشعبية بتسليم المسروقات إلى أمن الجامعة، بعد أن تمكن المتظاهرون من ضبطهم أثناء محاولتهم الهرب، وبتفتيشهم وجدوا بحوزتهم أسلحة بيضاء، وتبين أنهم تسللوا إلى مبنى الجامعة من جانب أحد الأسوار التى تحطمت أجزاء منها نتيجة الاشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن، كما قامت اللجان الشعبية بتأمين سور الجامعة الأمريكية لمنع تسلل أحد داخل المبنى مرة أخرى.

كما نجحت اللجان الشعبية يوم الأربعاء الماضى فى إلقاء القبض على عقيد بأمن الدولة، المنحل، أثناء تواجده بميدان التحرير، وقاموا باحتجازه فى المقر الرئيسى للجان الشعبية بعد أن قاموا بتفتيشه فوجدوا معه سلاحا ناريا مدعما بكاتم صوت حيث تجمع حوله العشرات من المتظاهرين وتمكنت اللجان الشعبية من إنقاذه وتسليمه بعد أن كاد يلفظ أنفاسه الأخيرة على إثر التعدى عليه كما قاموا بالتصدى لمجموعة من البلطجية حاولوا اقتحام الميدان وكذلك التصدى لأى أعمال نهب أو سرقه أمام المتحف المصرى بشارع عبد المنعم رياض فى ظل عدم تواجد أمن فى تلك المنطقة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة