"السرطان عندنا ببلاش".. معرض متنقل لذكريات الميدان

الجمعة، 25 نوفمبر 2011 10:46 ص
"السرطان عندنا ببلاش".. معرض متنقل لذكريات الميدان أحمد ماهر
كتبت إيناس الشيخ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينطلق فى شوارع ميدان التحرير، بواسطة "الموتوسيكل" الخاص به، حاملاً معرضه المتنقل _الذى عكف على جمعه خلال خمسة أيام هى عمر اندلاع ثورة الغضب الثانية_ من عبوات فارغة لرصاصات وقنابل أوقعت مئات الشهداء والمصابين الذين تساقطوا فى شارع "محمد محمود"، مردداً الجملة التى تجذب انتباهك بمجرد أن تسمعها "السرطان عندنا ببلاش".

أحمد ماهر الشاب البسيط الذى لم يتجاوز عمره الـ 23 عاماً ويعمل "حلوانى" بجانب دراسته الأزهرية، قرر أن يخلد الثورة على طريقته الخاصة، لتبقى الثورة محفورة بداخله، فلم يكتف بجمع العبوات الفارغة للرصاصات والقنابل التى تناثرت فى الميدان، لتكون شاهداً حياً على ما ارتكبه أمن النظام من جرائم فى حق الشعب، ولكنه قرر أن يجمع كل ما له علاقة بـ "رائحة الثورة"، فكون فى منزله معرضاً من الطوب والرصاصات الفارغة، واللافتات التى حملها طوال أيام ثورة 25 يناير، واستكملها بالأيام الخمسة الأخيرة".

"هى دى الذكريات الى هتشهد على أعظم ثورة فى التاريخ" هكذا بدأ أحمد حديثه لـ "اليوم السابع" عن معرضه الثورى الخاص، ويكمل "جمعت كل ما يحمل رائحة الثورة، اللافتات والطوب الذى كتبنا به على الأرض، والرصاصات الفارغة وحتى الأكواب الفارغة والملابس التى انطبع عليه الدم الشاهد على جروحنا، وما تحمله من رائحة التراب الممزوج بالغاز".

أحمد ماهر الذى تركت الثورة فى نفسه ذكرى لن ينساها، كون فى منزله معرضا من أكثر من 100 عبوة فارغة من القنابل، جمعها أثناء مشاركته فى الثورة، بالإضافة إلى جلبابه الذى حمل مئات التوقيعات من رفقائه فى الاعتصام السابق.

"هذه الأشياء تشهد على ما فعله بنا النظام وأمنه، وستظل شاهدة على هذه الأيام طول العمر"، يقول أحمد الذى وجد فى الأيام الخمسة الأخيرة الكثير ليجمعه، وخاصة بعد أن اختلفت فى أنفه رائحة القنابل التى عرفها جيداً، ليسمع بعد ذلك أنها تحتوى على مواد مسرطنة، فقرر أن يحمل ما جمعه ويجوب به ميدان التحرير ليعرض على الناس شواهده على الثورة مردداً "السرطان عندنا ببلاش،اشترى سرطان من عندنا ومتدخلش على ولادك بإيدك فاضية".

"أى حاجة جمعتها هتفضل ذكرى ليا طول عمرى، وأنا فخور أنى أوريها لولادى بعد كده"، هكذا أنهى أحمد حديثه منطلقاً على دراجته البخارية ليكمل دورته دون ملل، بعد أن قرر أن يشارك فى تخليد الثورة ولكن بطابعه الخاص.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة