تستضيف مدينة العين فى إمارة أبو ظبى، فعاليات مهرجان الصداقة الدولى الثانى للبيزرة "الصقارة"، وذلك خلال الفترة من 11 وحتى 17 ديسمبر 2011 فى مدينة العين، بتنظيم من هيئة أبو ظبى للثقافة والتراث، وبالتعاون مع نادى صقارى الإمارات والمجلس البريطانى للصقارة.
وقال يفغينى شيرغالين، أمين جمعية تراث الصقارة، إنه سيتحدث خلال المنتدى حول جهود الجمعية فى إتاحة جميع القطع الأثرية المهمة حول تاريخ الصقارة أمام العالم على الإنترنت، فيما يسمى "متحف الصقارة الافتراضى"، مُشيرًا إلى أنه خلال السنوات الست الماضية، حصلت الجمعية على حوالى 9000 صورة حول الصقارة فى 75 بلدًا، بعضها قديم وفريد من نوعه، كما انطلق منذ عام 2010 برنامج الجمعية للمنح فى مجال دراسات الصقارة، وفى فبراير 2011، قامت الجمعية بمسح إلكترونى لحوالى 1000 صورة للأغلفة وقوائم المحتويات الخاصة بكتب غير صادرة بالإنجليزية موجودة لدى محفوظات الصقارة فى ولاية إيداهو الأمريكية.
واعتبر د.نك فوكس، المُشرف الفنى للمهرجان وعضو مجلس إدارة جمعية تراث الصقارة فى المملكة المتحدة، إنّ الصقارة لم تشهد يومًا تظاهرة عالمية كبرى مثل هذه، وربما لن تشهد مثلها أبدا!، فقد كنا نعتقد أن 65 بلداً فقط تنتشر فيها ممارسة الصقارة، لكننا حين أعلنا عن إقامة هذا المهرجان، تلقينا ردودا من حوالى 80 بلدًا، وسوف يشارك ممثلون عن زهاء 75 منها فى هذه الدورة، ما يجعل المهرجان جديرا بأن يكون "أولمبياد الصقارة"، ونحن نتوقع حضور حوالى 700 صقار من الخارج، وهو ما يعنى أعمالاً تنظيمية ولوجستية غير مسبوقة، فلا بدّ من أن تسير الأمور وفقا لما هو مخطط لها بدقة، وكذلك فإن منتدى الصقارة الدولى المصاحب للمهرجان هذا هو الأكبر والأوسع نطاقًا حتى الآن بمشاركة ما يقارب 90 متحدثًا.
وفى المنتدى الدولى للصقارة المُصاحب لفعاليات المهرجان، يتحدث كل من باتريك بيلات وكاترين تساغاراكيس - أوستروفسكى حول إنشاء أرشيف الصقارة فى الشرق الأوسط، حيث لا تزال ثروة الشرق الأوسط من المخطوطات المعنية بالصقارة غير مستغلة إلى حد كبير، ويبقى الكثير من الكتب فى انتظار من يعيد اكتشافه أو على الأقل يعطيه القدر الكافى من التقييم، ولمعالجة هذه المسألة، قررت هيئة أبوظبى للثقافة والتراث، ولأول مرة فى التاريخ، إنشاء أرشيف محفوظات وثائقية – أرشيف الصقارة فى الشرق الأوسط - حيث سيتم جمع نسخ أصلية عن كل المخطوطات المكتوبة باللغة العربية حول الصقارة. وهكذا، فلن يتم حفظ النسخ الأصلية فحسب، لكنها ستصبح أيضا مراجع علمية متاحة أمام جميع المهتمين بالصقارة.
ويتحدث أس كنت كارنى، المدير المؤسس لأرشيفات الصقارة، عن الدروس المستقاة من الجهود الأمريكية على مدى ربع قرن، فيؤكد أن الاعتراف العالمى بالصقارة فى عام 2010 باعتبارها تراثا ثقافيا معنويا على مستوى العالم يسلط الضوء على الحاجة إلى الحفاظ على الجزء المعنوى من هذا التراث، ويحمل اعتراف اليونسكو فى طياته متطلبات للاستمرار فى صون هذا التراث، بحيث يمكن استخدامها من أجل تحسين الجهود المحلية فى مجال المحفوظات.
وخلال السنوات الخمس والعشرين والماضية، لعبت "أرشيفات الصقارة"، كأحد برامج صندوق الشاهين فى الولايات المتحدة، دورا متفردا وفاعلا فى جمع وحفظ الأدلة المادية حول تاريخنا، وهذا الجهد هو الأول من نوعه فى الأمريكتين ومؤخرا على مستوى الصقارة فى جميع أنحاء العالم.
وتعرض ورقة ياسوكو نيهونماتسو لكتب الصقارة اليابانية التى مثلت أدوات مهمة لتعزيز ثقافة الصقارة فى اليابان، وتوضح وجهات نظر اليابانيين الذين يفهمون الصقارة على أنها شكل من أشكال الفن أو الأدب، مُشيرا إلى أنّ (وقائع اليابان- 720م) التى تمثل أول سجل تاريخى مكتوب فى اليابان، تؤكد أن الصقارة ظهرت وترسخت فى اليابان إبان حكم الإمبراطور نينتوكو (355م).
مورست الصقارة فى الماضى فى أوساط النخبة الحاكمة بمن فيهم الإمبراطور والأرستقراطيين وكبار قادة الجيش، ولم يكونوا يمارسون الصقارة لصيد الحيوانات فحسب، بل استخدموها أيضا بفاعلية كأحد الطقوس التى ترمز إلى قوتهم أو كأحد أشكال الفن، ونتيجة لذلك، أنشئ عدد من المدارس بناء على الوعى الفنى لكل مجموعة.
وحول تطبيقات تعليم الصقارة عبر شبكة الإنترنت يتحدث لين-تشين هسيانغ عن منتدى الصقارين الصينيين عبر الإنترنت الذى يهدف إلى تناقل التراث الصينى فى مجال الصقارة وشرعنة الصقارة فى الصين، وتعليم الصقارين وتدريبهم على صون الصقور والصقارة، ومن الأهداف الأخرى إنشاء "صيدليات للجوارح" فى شرق الصين وغربها، شمالها وجنوبها.
وترى الصقارة الإيطالية باتريسيا سيمبيريو أن الصقارة وهى فن الصيد بالجوارح، تعتبر إحدى ممارسات الصيد ذات الجذور العريقة والمعانى الرمزية والقيمة الثقافية العالية، حسبما يدلل على ذلك اعتراف اليونسكو بها تراثا ثقافيا معنويا. وسوف تتحدث فى رحلة عبر التاريخ القديم للصقارة فى مناطق متعددة من إيطاليا: من اللومبارد إبان منتصف العصور الوسطى، إلى مدن القرون الوسطى فى توسكانى مع نخبة من الأدباء العظام من أمثال دانتى أليغييرى وفريدريك الثاني، وهو شخصية لعبت دورا رئيسيا فى نشر الثقافة العربية لدى العالم الغربي، وصولا إلى العصر الذهبى للصقارة فى بلاط سفورزا وغونزاغا. وتؤكد أن الصقارة لم تكن فقط هواية، بل تمرينا راقيا للجسد والعقل أيضا، وخطوة تمهيدية لفن قيادة البشر والنهوض بهم.