تواصلت المسيرات الاحتجاجية المطالبة بترك المجلس العسكرى للسلطة، والمنددة باستخدام العنف ضد المتظاهرين، لليوم الخامس على التوالى، بالإسكندرية، منطلقة من مسجد القائد إبراهيم حتى المنطقة الشمالية العسكرية، ثم مديرية الأمن بالإسكندرية للقيام بالاعتصام بميدان فيكتور عمانويل.
إلا أن مسيرات وتظاهرات أمس اتسمت بهدوء نسبى عن سابقتها، حيث لم يزد العدد عن بضع مئات من المتظاهرين ارتفع عددهم إلى قرابة 3 آلاف عند مديرية الأمن والشوارع المحيطة بها وميدان فيكتور عمانويل، مرددين نفس الهتافات أثناء سيرهم مثل، "يسقط يسقط حكم العسكر".
وأثناء سير المسيرات، شك بعض النشطاء فى أحد الأشخاص الذى يسير على أحد أرصفة بشارع بورسعيد المؤدى للمنطقة الشمالية العسكرية من مسجد القائد إبراهيم، فطلبوا منه بطاقته فرفض، عندئذ قاموا بتفتيشه واكتشفوا من هويته أنه مجند يدعى محمد شعبان عبد الدايم، ويعمل بإدارة السجلات العسكرية فقاموا بسحب "الكارنيه" الخاص به – حصلت "اليوم السابع" على صورة منه – ثم تركوه ينصرف بعيدا عن المسيرة.
وتوجه النشطاء السياسيون أمس صوب مديرية الأمن للمرة الأولى منذ اندلاع الأحداث، للحيلولة بين دخول المتظاهرين العاديين والألتراس ناحية المديرية نفسها، وقال عبد الرحمن الروبيشى، عضو الحملة الشعبية لدعم البرادعى، "لازم" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن النشطاء قرروا أن يتوجوا اليوم إلى ميدان فيكتور عمانويل بدلا من المنطقة الشمالية العسكرية لإيصال رسالة مفادها أنهم مع الاعتصام، لكن مع بيان أن المواجهة مع الشرطة عند مبنى مديرية الأمن يعطى الشرطة مشروعية ضرب المتظاهرين أمام الرأى العام، فضلاً عن عدم توازن كافة الجانبين فى المواجهة، متوقعا أن يكون غدا الجمعة مشابها لأحداث يناير، لتصاعد الغضب الشعبى ضد ممارسات الشرطة – على حد قوله.
هذا فيما توجه المستشار محمود الخضيرى أمس فى مبادرة أعلنها مع حزب الوسط وتضامن معه فيها عدد من سكان منطقة سموحة وبعض النشطاء، لإقامة دروع بشرية والحيلولة دون وقوع مصادمات جديدة، مرددين هتافات "ارجع يا مصرى".
وبالفعل نجحت المبادرة جزئيا، خاصة مع وصول أفراد من الجيش أقامت حواجز على مسافة 300 متر من تمركز قوات الأمن، وأقام المواطنون حواجز منعت الكثير من المرور صوب المديرية، إلا أنه وفى الساعة الثامنة والنصف تجددت الاشتباكات مرة أخرى بعد سريان شائعة بوفاة أحد المتظاهرين قبل أن يتم نفيها مرة أخرى، وقد أشعل المتظاهرون النار فى سيارة معطلة على جانب الطريق، دون سبب واضح لذلك.
وقد انسحبت قوات الجيش من أماكن تمركزها دون سبب واضح، الأمر الذى أدى إلى تجدد الاشتباكات مرة أخرى، لكن بوتيرة أقل من الأيام الماضية، حيث كان طريق السيارات الرئيسى مفتوحا حتى الساعة 12 ونصف مساء، بعكس الأيام الماضية، والتى كان يغلق فيها بدءاً من الساعة التاسعة، وشهد الميدان الذى يبعد مسافة 600 متر لأول مرة إقامة خيم للمبيت لبعض النشطاء، فيما حاول بعض أئمة وخطباء مساجد الأوقاف بمساجد المنطقة المشاركة فى تهدئة الناس.
أكثر الأيام هدوءا فى الإسكندرية ومبادرة الخضيرى تفصل بين المتظاهرين والأمن
الخميس، 24 نوفمبر 2011 03:27 م