خيم الهدوء على مقر مجلس الوزراء، اليوم، الأربعاء، واختلطت أجواء المجلس بساحابات دخان القنابل المسيلة للدموع القادمة من شارع محمد محمود المؤدى إلى وزارة الداخلية، وأغلق الموظفون والصحفيون والعاملون بالمجلس نوافذ البنايات، تجنباً للتعرض لرائحة الغاز الكثيفة التى ملأت أرجاء المجلس.
وأشيع نبأ قبول المجلس العسكرى لاستقالة حكومة الدكتور عصام شرف، عصر أمس الثلاثاء، قبل إلقاء المشير طنطاوى خطابه مساء نفس اليوم، فيما غادر "شرف" وعدد من الوزراء الذين التقاهم أمس، فى تمام الساعة الثالثة والثلث من عصر أمس، واكتفى بتصريحات قصيرة للصحفيين على باب سيارته وهو متوجه إلى منزله وتأكيده على ضرورة حماية مصر مما يحاك لها، وأن الحكومة قدمت استقالتها استجابة للشارع، رغم كونها كانت بصدد تحقيق أهم هدف للعبور إلى الديمقراطية وهو إجراء الانتخابات البرلمانية فى 28 من الشهر الجارى.
وصدرت تعليمات أمس للموظفين والعاملين بمجلس الوزراء ومجلسى الشعب والشورى، القريبين من ميدان التحرير، بمغادرة هذه المقار فى الثالثة من عصر أمس، تجنباً لما يمكن أن تسفر عنه مليونية "الإنقاذ الوطنى" بميدان التحرير.
وحضر الدكتور عصام شرف، القائم بأعمال رئيس الوزراء لحين تشكيل حكومة جديدة، إلى مقر مجلس الوزراء فى الحادية عشرة والنصف من صباح اليوم، وعقد اجتماعا وزارياً مصغراً، اليوم، ضم كلا من فايزة أبو النجا وزيرة التخطيط والتعاون الدولى، ومنير فخرى عبد النور وزير السياحة، والدكتور محمد فتحى البرادعى وزير الإسكان، وذلك فى إطار التنسيق والمتابعة وإنجاز الملفات المعلقة بدواوين عام الوزارات المختلفة، فى ضوء تعليمات المشير حسين طنطاوى رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة باستمرار حكومة "شرف" فى تصريف الأعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.
كما التقى كل من الدكتور على السلمى، نائب رئيس الوزراء للتنمية السياسية والتحول الديمقراطى، والمستشار عبد العزيز الجندى، وزير العدل، فيما غاب اللواء منصور عيسوى وزير الداخلية عن الحضور لمجلس الوزراء اليوم، واكتفى "شرف" بتوجيه خطاب إلى "عيسوى" نشرته الصفحة الرسمية لرئاسة الوزراء على "فيس بوك"، طالبه بعدم استخدام الأمن للعنف ضد المتظاهرين، وجاء فى نص الخطاب: "اتساقاً مع الموقف الثابت للحكومة، والذى سبق وأن أكدته فى اجتماع مجلس الوزراء المنعقد صباح الأحد الجارى، من عدم التعرض للمظاهرات والاعتصامات بأى شكل من أشكال العنف، أجدد وأؤكد تعليماتى لكم بعدم استخدام العنف مع المتظاهرين الموجودين فى ميدان التحرير أو فى أى من مدن الجمهورية تحت أى ظرف من الظروف، علما بأننى طلبت إحالة كافة الأحداث التى جرت منذ الثامن عشر من نوفمبر الجارى إلى النائب العام (بوصفه نائباً عن الشعب) للتحقيق، وتحديد المسئولية واتخاذ الإجراءات القانونية حيال مرتكبيها، أيا من كانوا".
وأكدت مصادر مطلعة لـ"اليوم السابع" أن العلاقة بين "شرف" و"عيسوى" وصلت إلى طريق مسدود، وأنه يتم البحث حالياً عن وزير للداخلية لخلافة "عيسوى" للتعامل مع الموقف قبل الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرة إلى أن تعيين وزيراً للداخلية يمكن أن يتم خلال الساعات القادمة، وأن المجلس العسكرى يميل إلى هذا الاتجاه، لأن موعد إجراء المرحلة الأولى من الانتخابات قد اقترب، والمجلس العسكرى لم يحسم مشاوراته مع المرشحين لتولى رئاسة الحكومة الجديدة.
من ناحية أخرى، عقد "شرف" اجتماعاً مع الدكتور حاتم حلمى وزير الصحة، وقدم الوزير تقريراً عن عدد المتوفين والمصابين فى أحداث ميدان التحرير وشارع محمد محمود المؤدى لوزارة الداخلية، والتى بدأت الأحد الماضى، مشيراً فى تقريره إلى ارتفاع حالات الوفيات إلى 32 حالة، بالإضافة إلى ارتفاع حالات المصابين إلى 871 حالة.
وأكد "حلمى" فى تقريره أنه تم نقل 294 حالة إصابة للمستشفيات وتم إسعاف 103 مصابين فى سيارات الإسعاف والعيادات المتنقلة المتواجدة فى الميدان ومستشفى سيمون بوليفيار المجاور لمسجد عمر مكرم، بالإضافة إلى 474 مصابا تم إسعافه داخل الميدان.
الهدوء يخيم على مجلس الوزراء.. ورائحة "الغاز" تملأ أرجاء مقر الحكومة.. وشرف يعقد اجتماعاً وزارياً لبحث الملفات المعلّقة فى غياب "عيسوى".. وأنباء عن تعيين وزير جديد للداخلية خلال الساعات القادمة
الأربعاء، 23 نوفمبر 2011 03:54 م
الدكتور عصام شرف
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د.أحلام
والله خيبت آمالنا فيك
والله خيبت آمالنا فيك ....الله يسامحك