صحيفة أسبانية: السلطات المصرية تتلذذ بتعذيب ثورة 25 يناير

علقت صحيفة "ألباييس" الأسبانية حول أحداث التحرير الدامية التى حدث أمس السبت، التى تصاعدت بسبب المحاكمات العسكرية فى حق المواطنين المصريين.

وقالت نوريا تيسون المحللة السياسية الأسبانية التى شهدت ثورة 25 يناير خلال تواجدها بالقاهرة فى تقرير لها نشرته بالصحيفة الأسبانية: "إن مصر تتلذذ بتعذيب ثورتها"، على حد قولها، مضيفة "إنه قبل أقل من أسبوع من إجراء أول انتخابات ديمقراطية خلال 60 عاما، والأولى منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسنى مبارك، لم تتنفس مصر هواء الديمقراطية منذ انطلاق الثورة، خاصة فى ظل صراع الأحزاب والنشطاء السياسيين".

وأضافت تيسون: "أن كل قوى سياسية داخل مصر ترى أنها هى التى تستطيع إنقاذ ثورة 25 يناير، وبالتالى تزايدت التوترات فى الفترة الأخيرة باقتراب الانتخابات، ولم يحدث أى تطور فى الوقت الذى مضى، بل إن الأمر يزداد سوءا خاصة الانتهاكات التى يرتكبها رجال الأمن فى حق المتظاهرين المصريين من قمع وعنف وإطلاق نار واستخدام الأسلحة، وكأنهم لم يستفيدوا شيئا مما حدث فى أحداث يناير، وهذا ما يعزز اليأس لدى الكثيرين.

وأشار التقرير الأسبانى إلى أن البرلمان المنتخب يجب أن يضع الدستور، ولكن الجيش يرغب فى الاستمرار فى البقاء فى السلطة حتى الانتخابات الرئاسية التى لم يتحدد موعد لها حتى الآن، مضيفا أن المجلس العسكرى الحاكم الفعلى للبلاد منذ سقوط الفرعون، يموه بحكومة انتقالية ولكن فى الحقيقة فهم يفرضون وجودهم فى السلطة خلال المناورات التى يقوم بها للسعى إلى تمهيد الطريق للحفاظ على امتيازاتهم، من خلال الأسلوب الذى يتبعه والذى يذكرنا بنظام "المخلوع".

وأشار التقرير إلى أن حالات التعذيب فى السجون أصبحت تزداد بشكل كبير من الجلد على الصدر والظهر واستخدام العصا الكهربائية أثناء الاستجوابات، مستشهدا بتقرير لمركز نديم للرعاية الطبية والنفسية أنه منذ نهاية الثورة تم الكشف عن بعض حالات التعذيب، منذ يوم 10 مارس الماضى أى بعد تنحى مبارك بشهر واحد، بالإضافة إلى المحاكمات العسكرية التى وصلت إلى 12.400 منذ فبراير الماضى.

وأضاف التقرير، أن فى صباح يوم الخميس 10 مارس أحاط الأمن 6 مراهقين فى شارع جاردن سيتى، وقاموا بإزالة قمصانهم وقاموا، بتقييد أيديهم وراء ظهورهم وأخذوا يضربوهم، وقاموا باستخدام العصا الكهرباء ضدهم، وعذبوهم لمدة ساعة كاملة.

ونقلت الصحيفة قول جمال عيد مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان "التعذيب كان دائما موجودا فى البلد".

وزعمت تيسون فى تقريرها، أن مصر كانت دائما حليفا رئيسيا للولايات المتحدة الأمريكية فى المنطقة، وثانى دولة تتلقى المساعدة بعد إسرائيل، ومنذ هجمات 11 سبتمبر أصبح كل شىء ينسب للإرهاب لتطبيق التدابير القمعية وانتهاكات حقوق الإنسان.