الود والصداقة بين الأبوين بعد الطلاق يحمى الأبناء من التشوهات

تقول الدكتورة منال الديب، مدرب التنمية البشرية، إنه عندما تستحيل العشرة بين الزوجين يكون الانفصال هو الحل الأسلم والأصلح لكل أفراد الأسرة، فزيادة الخلافات لتصل إلى الشجار والسباب أو الضرب بين الزوجين تكون علامة أكيدة أنه لا مجال للاستمرار فى هذه العلاقة.

ولا يجب النظر للانفصال على أنه نهاية الحياة، فقد يكون بداية لها، وفى حالة وجود أبناء قد يقول البعض أن الانفصال قد يدمر الأبناء نفسيا، وهناك حالات كثيرة تضطر الزوجة تحت ضغوط ممن حولها إلى الاستمرار فى هذه العلاقة المدمرة اعتقادا منها أن هذا هو الأفضل، ولصالح الأبناء، ولكن العكس صحيح فالأبناء الذين ينشأوا فى بيئة غير صحية لا تتمتع بالتوافق والمودة والرحمة بين الزوجين هم الذين يتعرضوا للتدمير، فكلما شاهدوا أو سمعوا أبواهم فى حالة من الصدامات المستمرة ينعكس عليهم فى صورة من الرعب والخوف والألم وينتج عن هذا ارتباط داخلى لديهم بين الألم وبين الزواج نفسه.

وتشير الدكتورة منال إلى أنه إذا اتفقنا أن الانفصال أحيانا يكون رحمة للزوجين والأسرة فلابد هنا من أسس معينة يتفق عليها الزوجين إذا كانا حريصين على صحة أولادهم النفسية والعقلية فأول هذه الأسس، أن يتفهم الزوجان المنفصلان أنهم ليسوا أعداء بل على العكس يتفقا على أن يكونا أصدقاء لأن لديهما أطفال لا ذنب لهم، على أن يقوم الأبوان بالاجتماع مع الأبناء والتحدث إليهم معا، وفى هذا أهمية كبيرة حتى يشعر الأبناء بالأمان ويحاول الآباء الحديث للأبناء فى هدوء شديد، ومحاولة إقناع الأبناء كل من الأب والأم سيقوم بدوره على أكمل وجه والتأكيد على مدى حبهما لهم وأن ما حدث لصالحهم.

وتشدد على ضرورة التزام الطرفين بالاحترام المتبادل بينهما وذكر بعضهما بكل خير وتقدير أمام الأبناء لأن التقليل من قدر طرف لطرف آخر يسبب خللا فى التوازن النفسي،
ولا يقوم أحد الطرفين باستقطاب الأبناء على حساب الطرف الأخر بالإكثار من التدليل بشكل يفسد الطفل.

يتم الاتفاق على زيارة الأب لأبنائه بصفة دورية ولا تقوم الأم بمنعهم أو إظهار مضايقتها من زيارة الأب ولكن على العكس تظهر مدى ترحابها وسعادتها وتساعد الأبناء على استقبال والدهم، وأخيرا لابد من وجود حلقات اتصال بين الأبوين لحل مشاكل الأبناء.