د.حمزة زوبع

د. السلمى.. شكر الله سعيك!

الخميس، 17 نوفمبر 2011 10:52 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكتب هذا المقال عشية المليونية التى أعلنت عنها القوى الوطنية التى تضررت كثيراً من "فوق دستورية على السلمى"، وأعتقد أن الضرر لا حق بمصر جميعاً إذا لم تسحب الوثيقة، وتعلن استقالة على السلمى، فلا مجال لوضع الوطن على المحك إرضاء لمغامرة موظف عام وإن علا شأنه وطموحه السياسى الذى بلا شك سوف ينقلب نقمة عليه، وعلى من شجعه على المضى قدما فى خطته الجهنمية. فلا مصر فى وضع يتيح لها صب المزيد من الزيت على النار المستعرة، ولا على السلمى لديه رصيد سياسى كبير يمكن أن يتكأ عليه وهو يتصدر مشهدا ملتهبا لا يقدر على الاقتراب منه، ناهيك عن عدم قدرته على إطفائه إن شب حريق سياسى فى مصر الثورة.

على السلمى مثله مثل يحيى الجمل كلاهما لديه ثأر، وإن كان خفيا "رغم ليبراليتهم المزعومة"، مع خيار الشعب بشكل عام، ومع الإسلاميين بشكل خاص.

هذه المقدمة لا تنفى أهمية التوافق السياسى، ولا البحث عن ضمانات سياسية لكافة الأطراف، ولكنها لا تعلو أبداً على أهمية سماع رأى الشعب، فالشعوب وحدها تتحمل مسئولية خياراتها، وأوروبا اليوم خير شاهد فقد اختارت رؤساء حكومات مضوا فى طريق الرأسمالية المطلقة، وهى ذاتها الشعوب التى قضت بإقصاء هؤلاء حينما تحولوا إلى عبء على الشعوب والأوطان والتاريخ.

الوثيقة التى كتبنا عنها مرارا، وانتقدناها وأشبعناها تحليلا، وأبرز المفكرين عوارها الفكرى والدستورى، ناهيك عن عوارها من ناحية الترتيب والشكل، كما تحدث فى ذلك مأمون فندى لهيئة الإذاعة البريطانية، هذه الوثيقة التى تحولت إلى كرة نار ملتهبة كان بإمكان المجلس العسكرى نزع فتيلها، وهو بحكم عسكريته يقدر تماما، ويعرف حق المعرفة أن نزع فتيل قنبلة، ولو بخسارة بسيطة خير ألف مرة من تركها لتصيب الكثيرين بنيران شظاياها.

كان بإمكان على السلمى، ولا يزال لديه سعة من الوقت لكى ينزع الفتيل، وربما يكون لكلماتى هذه صدى، وربما يمضى فى طريقه الذى يؤازره، ويسانده فيها نفر من السياسيين الذين احترقت أوراقهم بين الناس، وفى داخل ردهات أحزابهم، ولم يبق لهم سوء ضوء عدسات الكاميرات، ليثبتوا أنهم ما زالوا على قيد الحياة "السياسية".

لقد أثبتت الأيام أن ما يجرى هو محاولات مستميتة للالتفاف حول إرادة الشعب، وأثبت الشعب أنه أقدر وأكبر ممن يحيكون تلك المؤامرات، ولكن ما نراه اليوم من إصرار هؤلاء على موقفهم يعنى شيئا واحدا هو أنهم لا مؤاخذة "لا يفهمون"، وربما يتمتعون بقدر كبير من الغرور الذى يعمى عقولهم، ويحيلهم إلى أغبياء يضحك ويتندر عليهم الناس.

رحمة بنفسك وبالناس وبمصر أرجوك يا دكتور على.. الليلة قدم استقالتك.. وشكر الله سعيك.

آخر السطر:
لو أملى هو أملى.. لو حلمك هو حلمى.. كان واجبا عليك أن تستقيل من زمان يا عم على السلمى.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة