أكرم القصاص - علا الشافعي

أيمن نور

لمس أكتاف!

السبت، 12 نوفمبر 2011 07:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إيمانى مطلق بوعد الله وبشراه فى قوله تعالى: «وبشر الصابرين».. وقوله فى آل عمران: «الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ».

السياسة لا تعرف المهزومين، ولا تفتح أبوابها لليائسين، إنها تفتح أبوابها للأقوياء، للذين إذا سقطوا على الأرض حاولوا الوقوف من جديد، وإذا تلقوا الضربة فى ظهورهم دفعتهم للأمام، وليس للخلف!! وإذا هُزموا ثلاث مرات، حولوا الهزيمة فى المرة الرابعة إلى انتصار.
كم من الرجال ظُلموا، فاستسلموا للظلم، هُزموا فى جولة، فسلموا بهزيمتهم فى باقى الأشواط، انهاروا أمام أول صدمة، أفقدتهم أول لكمة توازنهم، فباتوا هدفاً سهلاً، لسيل من اللكمات!!
فى السياسة، والمصارعة، الهزيمة المحققة، أن تلمس أكتافك – أنت – أرض الحلبة، بغض النظر عن وضع خصمك، منكفئ على وجهه، أو واقف على قدميه، أو يستعد للإجهاز عليك، عبثاً وهزلاً فى موقف الجد، أن تسلم كتفيك للأرض، وتقول أنها – فقط – استراحة محارب!!
سنتيمتر واحد كان دائماً يفصل بين أكتافى وأرض الحلبة!! مهما كانت قوة الضربات، أو شدة الرياح والعواصف والأنواء!! خصومى دائماً كانوا يستعجلون صفارة الحكم، وكنت دائماً – بفضل الله – أنهض وأستكمل أشواط المباراة ثابتاً على المبدأ.. واثقاً من نصر الله.. ولو بعد حين!!

أحس أحياناً أنى عشت مئات السنين – وليس 47 عاماً – من كثرة الأحداث والمعارك فى حياتى، فى كل عام أتصور أنى رأيت ما يكفينى عمراً كاملاً، وإذ بى أرى فى العام التالى، أكثر مما رأيت، وأخطر مما تصورت.

أضحك أحياناً، عندما أنظر لحياتى فأكتشف أنها كالقصص والأساطير الأغريقية القديمة، دائماً البطل فيها مُلاحق بالزلازل والبراكين والصواعق والرعود!!

دخلت السجون فى فجر حياتى، وأنا تلميذ بالمدرسة، عقاباً على احتجاج مشروع على تطبيع العلاقات مع دولة إسرائيل قبل استعادة أرضنا!! وتكرر الاعتقال مرات لأسباب معلومة أحياناً، مجهولة فى معظم الأحيان!!

كنت رئيساً لاتحادات الطلاب لثلاث سنوات فى المرحلة الإعدادية، ثم لثلاث أخرى فى المرحلة الثانوية، وفى الجامعة، حتى أول صدمة كبرى فى حياتى العامة، وهى عزلى وشطبى من قوائم المرشحين لأسباب أمنية!!

لم أستسلم لعزلى وذهبت لمحكمة القضاء الإدارى لأرفع أول دعوى من نوعها – فى هذا الوقت – بإلغاء قرار عزلى وشطبى من قوائم المرشحين!! وقتها تعالت نصائح الناصحين، ألا أخسر إدارة الجامعة، وألا أخسر فرص التعيين!! وأكملت الطريق استردادا لحقى، رغم تهديدات عميد الكلية ثروت حبيب، وتوعد رئيس الجامعة كمال أحمد، وترصد أجهزة الأمن، ولم يقف إلى جوارى إلا أستاذى الدكتور الشافعى بشير حتى عاد لى حقى بالقضاء.

أزمة أخرى صادفتنى فى مقتبل حياتى الصحفية، عندما لفق وزير الداخلية زكى بدر شريطاً أذاعه فى مجلس الشعب رداً على تحقيقاتى المستمرة لمدة أربعة أعوام بالوفد عن التعذيب فى السجون، تركت عملى بالوفد، وعملت مديراً إقليمياً للحياة اللندنية، حتى طلب منها زكى بدر إقصائى وعزلى، وخرج زكى بدر من السلطة وعدت للوفد نائباً لرئيس التحرير!!
حياتى النيابية كانت لعشر سنوات رحلة صدام يومى مع السلطة، فكان كل استجواب أزمة، ولكل أزمة أفجرها حول قانون أو اتفاقية رد فعل، وكانت أكبر أزماتى عام 2000 عندما ترشحت ضد سرور وآمال عثمان فحصلت على 168 صوتا فغضب مبارك، وهدد بحل المجلس، وتدخل لدى الوفد ليصدر قرارا بعزلى منه، وفصلى من جريدة الوفد، ومنع نشر مقالاتى فى تسع صحف، وحظر ظهورى فى الإعلام الرسمى ونصف الرسمى، وتصور البعض أن أكتافى لمست الأرض!!

لم أستسلم وأسست فى 2004 حزب الغد وصحيفة «الغد» اليومية، وخضت الانتخابات الرئاسية، وبعد 89 يوما فقط سجوننى لأربع سنوات، وسرقوا الحزب وصحيفته، وحرقوا مقرى وجمعيتى الخيرية، وحاولوا تدمير حياتى الشخصية، فلم أستسلم، وقاومت الموت فى سجنى، وخرجت لأطوف مصر كلها داعيا للثورة، التى قامت، وقام معها حزب غد الثورة بحكم قضائى، بعد رفضه مرات بدعوى عزلى سياسيا.

ومرة أخرى يصدر حكم يقول إننى برىء من التهمة التى لفقها لى مبارك، لكنه لا يقضى بهذه البراءة بدعوى غريبة هى استقرار الأحكام، ليكون حكماً جديداً بعزلى سياسياً!! ومرة أخرى تبدأ رحلة جديدة من مقاومة الظلم والإقصاء، فيما تصوره البعض «لمس أكتاف» لجهله بتاريخى وصراعى التاريخى ضد «لمس الأكتاف»!!

أعترف أن أصعب المحن التى كادت أن تكسر قدرتى على مواجهة لمس الأكتاف هى عندما فقدت الذين أحبهم واحداً بعد واحد، أمى 1995، أبى 2005، زوجتى 2009، وأعترف أيضاً أنه بقدر ما كانت أيامى صعبة بقدر ما قدرنى الله على مقاومتها، وكلما شعرت بضعفى أحسست بقوة الله!








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس: سيد

حتي يعود إليك حقك

عدد الردود 0

بواسطة:

إسلام

حلو موضوع المذكرات ده..

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد رجب

وبشر الصابرين

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

أين الجديد ؟؟؟؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

جمال المصري

كلنا معاك

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى حر

فكرنى

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الببلاوى

لك الله يا د. نور

عدد الردود 0

بواسطة:

sherif el masry

اسأله الفرج , اسأله الصبر , اسأله الأجر

عدد الردود 0

بواسطة:

اسماعيل

ربنا مع الحق

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد الليثي

و لينصرن الله من ينصره

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة