«محمد يوسف راشد البوفلاسة» قد تكون سمعت هذا الاسم قبلاً، فهو اسمٌ يعرفه جيداً كل من تابع - ولو سطحيًّا - مجريات الأحداث فى دوار اللؤلؤة وعموم البحرين، فـ«البوفلاسة» أوّل من اعتقلته القوات البحرينية فى اليوم الثانى لاندلاع الثورة البحرينية فى 14 فبراير 2011م بعد إلقائه كلمة مطالبة بالتغيير والحريّة والديموقراطيّة، وهو شاعر بحرينى اعتقل فى زنزانة انفراديّة بسجن قرين فى رأس البر، أضرب داخلها عن الطعام احتجاجاً على سوء معاملته ومنعه من حقوقه القانونية من الدفاع عن نفسه، تمّ تقديمه لمحاكمة عسكرية رغم كونه مدنيًّا، كما منع من الحق فى توكيل محامٍ للدفاع عنه، وتم الحكم عليه بالسجن لشهرين من تاريخ توقيفه، وتم نقله لسجن البحرية قبل موعد الإفراج عنه بقليل، ثم فوجئ «محمد» بتمديد فترة حبسه خمسة وأربعين يوماً إضافيًّا، لاقى فيها صنوف التعذيب النفسى والجسدى، كما تم منعه من الاتصال بأهله، ومنعهم من زيارته أو الاطمئنان عليه، وأصيب إثر تعذيبه بمشكلات فى الإبصار، وخلع فى الكتف وإصابة فى الأذن.
«البوفلاسة» لاقى من محاولات التشويه والنيل من سمعته والتشكيك فى وطنيته ما لاقى، وهذه طبائع المستبدين فى كل عصرٍ وزمن، حتى فرعون وجنوده اتهموا «موسى» وأخاه «هارون» بالسعى للسلطة، والرغبة فى جمع المال، وهو ما حدث مع البوفلاسة تقريباً حيث اتُّهم بالعمل لصالح أجندات خارجية من شأنها الإضرار بالصالح العام، وتنفيذ مخططات «معادية» للبحرين.
«البوفلاسة» الشاعر الثائر خرج من سجون الطاغية إلى دوار اللؤلؤة، ليؤكِّد أن السجن لا يقهر الأحرار، بل يزيد من عزمهم، ويثبت دعائم ثورتهم، ويدفع عجلة نضالهم آلاف الخطوات للأمام، فما أروع أن يكون هذا الثائر، أول من يعتقل على خلفية «ثورة البحرين» وخصوصاً أنّه «سنّى» ليدحض كل المزاعم التى تقول بأن ثورة البحرين ثورة طائفية لم يخرج فيها الشعب، بقدر ما خرج فيها الشيعة مطالبين بحقوق لهم، وراغبين فى إسقاط النظام.
ولعلّنا كنا نحتاج أن نحضر مراسم الاحتفال بخروج «البوفلاسة» من سجون الطاغية، لنستمع بأنفسنا إلى الهتافات التى رددها الجميع: إخوان سنة وشيعة هذا الوطن ما نبيعه، فكان «البوفلاسة» معبراً حقيقيًّا عن المواطن البحرينى كما هو، مجرداً بعيداً عن التقسيمات التى أصابتنا، فلم يكن يعبر عن مذهب بعينه، إنما تمثّل فيه «البحرين» وطناً، عشقاً، غاية، وجهاداً. لقد أصبح «البوفلاسة» بفعل الطاغية وجنوده أحد أيقونات الثورة البحرينية والعربية، بعد اعتقاله، ليكون درساً للطغاة مفاده: الثائرون لا تطفئ القضبان ثورتهم. ويؤكِّد - كذلك - هو ورفاقة الثائرون فى البحرين وغيرها من بؤر الثورات العربيّة، أن الثورة التى تندلع لا يمكن لكائن كان أن يقمعها، أو يقضى عليها، فالثورة قدرٌ لا مفرَّ منه إن وقع.
«المجد للشهداء ... النصر للشعب».
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود زنانيرى - مشتهر
برنس العرب - أنت برنس العرب و الثورات العربيه و ثورات أفريقيا و أمريكا اللاتينيه
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام
هه هه هه هـــــــــــــــــــــــــــــه
هى مصر معادش فيها رجالة ..عشان المراهقين يتكلموا
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام الجزيرة
نموذج لثائر عربى محترم ..
عدد الردود 0
بواسطة:
ســعيد متولـى
أحسـن حاجـة عملتهـا
عدد الردود 0
بواسطة:
عماد شطه
أبو دومه مرشح الفلاحيين
عدد الردود 0
بواسطة:
فاطمة
لم يعتقل هباءً