نظمت واحة المعرفة مسقط، الذراع التقنى للمؤسسة العامة للمناطق الصناعية، صباح أمس الأحد، بفندق جراند حياة مسقط، ندوة "المؤسسات الافتراضية" ضمن سلسلة ندوات العصر الرقمى، وذلك تحت رعاية الدكتور حمد بن سالم الرواحى الرئيس التنفيذى لهيئة تنظيم الاتصالات، حيث شارك فى الندوة التى قام بإدارتها الدكتور عبد الله الزكوانى مدير مركز الابتكار الصناعى كمتحدثين رئيسيين كل من: موسى الفرعى المدير العام لسبلة عمان، والدكتورة آنا ستالينسكا أستاذ مشارك ورئيس قسم الدراسات التجارية فى كلية الشرق الأوسط لتقنية المعلومات، وماجد الطوقى المدير والشريك المقيم لدى تراورز آند هلمنز، وعبد الناصر الرئيسى نائب رئيس دائرة الائتمان التجارى فى بنك مسقط، وقد تمثلت أهمية هذه الندوة فى مدى توفير العوالم الافتراضية لفرص النجاح الرائدة وغير المسبوقة من الناحية الاقتصادية، وذلك من خلال المشاركة والتعاون بين الأفراد والشركات فى مختلف أنحاء العالم، لتوجيه أفكارهم وخدماتهم لملايين المستخدمين للشبكة العنكبوتية العالمية بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم، كما أن الندوة تقوم باستكشاف العوالم الافتراضية، وبالذات فيما يتعلق بالقطاع الخاص والمنافع والتحديات التى تواجهه فى السياسات العامة للعالم الافتراضى.
وفى بداية الندوة، ألقى المهندس محمد بن حمد المسكرى مدير عام واحة المعرفة مسقط على الأهمية التى تنبثق منها سلسلة ندوات العصر الرقمى العصر الرقمى، قائلاً: إن واحة المعرفة مسقط، ومنذ انطلاقتها الأولى، تحرص كل الحرص على تنظيم وإقامة الفعاليات والأنشطة المتنوعة التى من شأنها إثراء وتمكين شرائح مختلفة من المجتمع كرواد الأعمال، والأكاديميين، ومدراء تطوير المعرفة، والقائمين على سائل الإعلام، والطلبة ، ورجال الأعمال لتطوير أفكارهم ومشاريعهم فى المجالات التى تتعلق بالتكنولوجيا وتطبيقاتها، بالإضافة إلى إيجاد مفاتيح ذات دلالات مستقبلية تسهم فى فتح أبواب النجاح والتى تحتاجها لاندماج وتطوير الرؤى، وما سلسلة ندوات العصر الرقمى التى نحن بصدد إحداها اليوم سوى نموذج حى وفاعل على هذه الفعاليات التى نأمل من خلالها أن نقدم أكبر قدر من الفائدة لجميع المختصين والمهتمين بتلك المجالات.
وأضاف المسكرى تسعى واحة المعرفة مسقط من خلال تنظيمها لسلسة ندوات العصر الرقمى إلى دعوة شرائح مختلفة من الأفراد والمؤسسات العاملة فى شتى مجالات التكنولوجيا وتطبيقاتها، وبالأخص أصحاب المؤسسات الناشئة والعاملين فى القطاع الرقمى بشكل خاص، وذلك للاحتفاء بهم وتقديم المساندة اللازمة لهم، إذ أن هذه الندوات تمتاز بإتاحة التجمع والالتقاء تحت سقف واحد لجميع هذه الشرائح وفى بيئة خصبة تتسم بالتنوع اللازم لنمو الابتكارات وجنى الأفكار، حيث إنها تقام بصورة مستمرة وبموضوعات ومضامين ذات أبعاد متصلة تم اختيارها بعناية فائقة بعد الاطلاع على تجارب متحققة على الصعيدين العالمى والمحلى، ليتم التعرف على ماهيتها الأساسية، وجدوى تفعيلها تكنولوجيا واقتصادياً فى الواقع المحلى ومؤشرات نجاحها المستقبلية .
وأشار المسكرى فى كلمته إلى الأهمية التى تحظى بها المؤسسات الافتراضية فى الوقت الراهن، حيث قال: يأتى اختيار واحة المعرفة مسقط لموضوع "المؤسسات الافتراضية" ليكون عنوان النقاش لهذا اليوم، انطلاقاً من الأهمية القصوى التى أصبحت تقدمها هذه المؤسسات بمختلف منتجاتها وخدماتها فى العوالم الافتراضية المفتوحة من كل الاتجاهات، وكذلك إمكانياتها الهائلة فى خلق فرص رائدة وغير مسبوقة للنجاح من ناحية اقتصادية، وسهولة البدء والاستمرارية فيها مقارنة بالمؤسسات التجارية التى تنشأ على أرض الواقع من الناحية التكنولوجية والاقتصادية، وذلك من خلال عدد من المحاور التى تتناولها كالتعريف بماهية المؤسسات الافتراضية والعوامل التى أدّت إلى ظهور ها، والتقنيات التى تستخدم فى إدارتها، والأشكال التنظيمية الجديدة لها، بالإضافة إلى مقدرتها على التأثير الإيجابى فى السوق، وعلاقتها بالشبكات الاجتماعية.
وختم المسكرى كلمته قائلاً: فى الوقت الذى بدأت فيه المؤسسات الافتراضية بالانتشار فى السلطنة بصورة تدريجية، ونظراً لأهميتها المستقبلية فى تعزيز ودعم الاقتصاد الوطنى القائم على المعرفة، تحاول ندوة اليوم التركيز على آلية وعمليات الاتصال فى هذه المؤسسات، والخروج بنتائج إيجابية من خلال قيام المختصين والمهتمين فى المجالات المتعلقة بالعوالم الافتراضية بتبادل الآراء ووجهات النظر حول نظريات الاتصالات، والتنظيم والإدارة المتعلقة بها، مما يتيح لهم فرصة التعرف على التحليل النقدى لبعض القضايا التابعة لمثل هذه المؤسسات، ومنها إدارة المعرفة، والاتصالات، والإدارة التنظيمية، وعلاقات العاملين بها، والهوية التنظيمية.
وبدأ المشاركون بمناقشة مجموعة من المحاور المتعددة والمهمة التى تتعلق بالمؤسسات الافتراضية، كالتعريف بماهية هذه المؤسسات التى تعد شبكة ذات مرونة عالية لكيانات افتراضية مستقلة تماماً ومرتبطة مع بعضها بواسطة تقنية المعلومات لتبادل المهارات، والمعرفة والوصول إلى خبرات الآخرين بطريقة غير تقليدية كما هو الحال فى المؤسسات التى تنشأ على أرض الواقع، كما تم التطرق إلى العوامل التى أدّت إلى ظهور هذه المؤسسات كالحاجة إلى الابتكار، حيث إن الهدف من وراء إنشاء هذه المؤسسات فى أغلب الأحيان يكون الضغوط التنافسية، ومطالب المساهمين، وعوامل أخرى لتحقيق الزيادة فى الإنتاجية والجودة، حيث تثبت الدارسات أنه يمكن تحقيق زيادة من 30 إلى 50% فى الإنتاجية نتيجة لتطبيق المنظمات الافتراضية، إلى جانب تبادل الاختصاصات الأساسية التى تقوم بها المؤسسات الافتراضية كالمساعدة فى معالجة الفجوات الناتجة عن مرحلة انطلاقة العمل، وحركة دوران الموظفين والتقاعد، كما أن للعولمة دورا مهما فى ظهور هذه المؤسسات، حيث أدرك أصحاب الأعمال أن هناك مجموعة كبيرة من المهارات، والمعارف، والإمكانيات غير المستغلة فى جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى عدد من الأسباب التى تتباين أهميتها من سبب لآخر كوجود موظفين متنقلين يسهل على هذه المؤسسات التوظيف والتحرر من العمل المكتبى الروتينى، والتكاليف المنخفضة لهذه المؤسسات كالأصول الملموسة المستخدمة لدعم بيئات العمل التقليدية أو إعادة توزيع النفقات على عدة مواقع فعلية، والتغيير فى قيم الموظفين، والسلوك تجاه العمل، والتقليل من تكاليف ومشاكل السفر-، فالمنظمات الافتراضية تتعامل مع مواضيع النقل، مثل وقت السفر غير المنتج، متاعب المرور، تكلفة الوقود، والتأثير البيئى لمركبات النقل.
كما عرّج المشاركون فى نقاشهم على تقنية الاتصالات التى تستخدم فى إدارة المؤسسات الافتراضية والأشكال التنظيمية الجديدة لها، حيث إن التقنية الأساسية المساندة للمؤسسات الافتراضية تشتمل على شبكة الإنترنت، والاتصالات السلكية واللاسلكية، والبريد الإلكترونى، ووسائل اتصال المجموعات ومنها برنامج (لوتس نوت) ومؤتمرات الفيديو، وقد شهدت هذه التقنية مؤخراً تقدماً ملحوظاً فى بعض أدواتها الأساسية، بالإضافة إلى ذلك، ناقشت الندوة مجموعة من المحاور كتأثير تأثير المؤسسات الافتراضية الإيجابى على السوق، وعلاقتها بالشبكات الاجتماعية، إلى جانب الكيفية التى يتم الاعتراف بها، ومستقبلها، وأحكامها، وقوانينها فى السلطنة ودول مجلس التعاون الخليجى،كما ركّزت الندوة بشكل على عمليات الاتصال فى المؤسسات الافتراضية فى السلطنة من خلال قيام المشاركين بمناقشة بعض الأمور المتعلقة بنظريات الاتصالات التى تتصل بهذه المؤسسات والتنظيم والإدارة المتعلقة بها، الأمر الذى أتاح للحضور فرصة التعرف على التحليل النقدى لبعض القضايا المحددة فى مثل هذه المؤسسات، ومنها إدارة المعرفة، والاتصالات، شبكات المعرفة، والإدارة التنظيمية، وعلاقات الموظفين، والهوية التنظيمية.
وتهدف واحة المعرفة مسقط من خلال تنظيمها لسلسة ندوات العصر الرقمى التى تم تصميمها خصيصاً لرجال الأعمال، والأكاديميين، ومدراء تطوير المعرفة والأعمال، ومدراء التسويق، والمهندسين، ومدراء العموم، ووسائل الإعلام، والطلبة إلى تجميع المؤسسات الناشئة فى مجال تقنية المعلومات والاتصالات إلى جانب القطاع الخاص الرقمى العمانى والاحتفاء بها وتقديم المساندة اللازمة له، حيث تتميز هذه الندوات بأنها تجمع التنوع، والابتكار والإجادة لكافة المعنيين ضمن الأنشطة الرقمية عالية التقنية، وذلك من أجل تشجيع المشاركة والنمو والابتكار، بالإضافة إلى أنها تمكّن الأفراد والشركات، من الحصول على الكثير من المزايا الإيجابية كتعلم المهارات والتقنيات الحديثة للتواصل وتطوير العلاقات الجديدة من خلال تركيزها على المشاركة والاستيعاب، وكذلك بصفتها قاعدة ملائمة لتبادل الأفكار والمعلومات التى تساهم فى البدء والعمل على إيجاد مشاريع ناجحة فى العوالم الافتراضية.
الجدير بالذكر أن واحة المعرفة مسقط قد انتهت من استعداداتها للمشاركة فى أسبوع جيتكس للتقنية فى مدينة دبى بدولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 9 – 13 أكتوبر القادم، وذلك بهدف التسويق عن الخدمات التى تقدّمها، كونها تعد مركزا لدعم الاقتصاد الوطنى المبنى على المعرفة التقنية من خلال العمل على تقديم التسهيلات المتعددة للمستثمرين، وتوفير كافة خدمات البنية الأساسية اللازمة للتقنية والاتصالات واستقطاب الشركات والمؤسسات الخاصة ورجال الأعمال من السلطنة وخارجها، بالإضافة إلى الترويج عن المبنى الرابع الجديد فى واحة المعرفة مسقط.
ندوة "المؤسسات الافتراضية" تناقش فرص النجاح فى الجوانب الاقتصادية
الإثنين، 03 أكتوبر 2011 04:20 م