أيمن نور

«ماذا لو فشلت الانتخابات البرلمانية؟»

السبت، 29 أكتوبر 2011 07:52 ص


انطلق قطار الانتخابات البرلمانية..

المحطة الأولى: كانت تقديم أوراق وقوائم المرشحين للمجلسين.

المحطة الثانية: هى الطعون الانتخابية، ثم إعلان الأسماء النهائية.

المحطة الثالثة: هى انفجار «ماسورة» الدعاية الانتخابية، وبداية التشابكات الكلامية والدعائية بين المتنافسين.

ثم تأتى المرحلة الصعبة والعسيرة التى تبدأ بفتح أبواب لجان الاقتراع لاستقبال الناخبين، وتنتهى بالفرز وإعلان النتائج للمرحلة الأولى، وتتكرر عملية الاقتراع فى جولة الإعادة للمرحلة الأولى، ثم تتكرر هذه المرحلة الصعبة، فى المرحلتين الثانية، والثالثة التى تشمل كل منها عددا من المحافظات.

فى تقديرى أن التحدى الأكبر هو اليوم الأول من عمليات الاقتراع التى ستقع على ستة أيام، ثلاثة منها للجولة الأولى وثلاثة للإعادة.

أحسب أن هذا اليوم «الأول» 28 نوفمبر 2011، لو مر بسلام فستعبر مصر إلى جمهورية جديدة تؤسس على اختيار الناس لمن يمثلهم ولمن يحكمهم اختيارا حرا مباشرا، ربما للمرة الأولى فى تاريخ مصر.

إذا مر هذا اليوم بسلام فسيكون هو يوم الفرح، بقيام الثورة، ونجاح أولى خطواتها على طريق الحرية لمصر وتأسيس الدولة «المدنية»، مهما كانت نتائج الانتخابات.

وإذا لم يمر هذا اليوم كما نتمنى بسلام فسيكون سرادقا للعزاء فى الثورة ومصر الجديدة والأمل فى قيام دولة وسلطة مدنية منتخبة.

لو مر هذا اليوم الأول من الاقتراع بسلام فستتوالى أيام ومراحل الاقتراع بأمان، وستنتقل السلطة من الحكم العسكرى إلى البرلمان – جزئيا – تمهيدا لاختيار الرئيس الجديد لمصر بعد أيام، أو أسابيع، أو شهور!! المهم أن نكون وضعنا أقدامنا على أول الطريق الصحيح.

تكهنات واسعة تتوقع أن تقع أحداث ومصادمات عنيفة فى اليوم الأول من عملية الاقتراع على خلفية غياب الأمن ووجود الفلول من بقايا النظام السابق بكل آلياتهم المعهودة من مال وبلطجة وعنف فى معركة يصفها بعضهم بالمعركة الأخيرة.

مصدر عسكرى سبق أن صرح أنه لو سقط 200 شخص من جراء العنف الانتخابى فقد يتم وقف العملية الانتخابية!!

هذا التصريح الخطير يضعنا أمام أسئلة واستفهامات مشروعة حول مستقبل مصر إذا وقعت عدة صدامات من هذا النوع المتوقع؟! هل علينا أن ندخل النفق المظلم ونقول لأنفسنا وماذا كان يملك المجلس العسكرى بوصفه مضطرا وليس مختارا لتأجيل قد يبدأ بعام جديد من حالة اللاسلطة ولا رئيس ولا حكومة ولا ثورة!!

إن مواجهة هذا النفق المظلم لن تأتى فقط باليقظة الشعبية لمواجهة هذه المؤامرة التى كان ومازال الأمل فى إجهاضها فى مهدها من خلال قرار حقيقى بإعادة الأمن وإنهاء هذه الحالة العبثية المقصودة.

مواجهة هذا المخطط تبدأ بالعزل لرموز النظام التى أفسدت كل العمليات الانتخابية السابقة بالإرهاب والبلطجة واستخدام العنف والتزوير تحت حماية الأمن.

الدولة الرخوة، والأمن الغائب، وبقاء كل الأحوال على ما هى عليه مقدمات لكارثة قد تؤجل إنقاذ مصر لسنوات طويلة وتدفع بها إلى الهاوية.

الخطر القادم من يوم الاقتراع الأول كان يمكن أن نتفاداه بشكل حقيقى إذا كنا اخترنا المسار التونسى نفسه ولم نستسلم لهذا المسار المتعرج المدبب المهدد بكل الاحتمالات.

لو فشلت عملية الانتخابات لا يمكن أن يكون البديل هو بقاء الأوضاع المزرية التى أدت لهذا الفشل كما هى ونقول وماذا كان عليهم أن يفعلوا.

إذا فشلت الانتخابات فعلينا جميعا أن نتمسك فورا بمجلس رئاسى مدنى وحكومة وحدة وطنية يكون هدفها ودورها هو مواجهة أسباب الفشل «الواضحة» ونقل السلطة لسلطة مدنية منتخبة.

لا يمكن مكافأة الفاشل بمد فترة فشله!!


أخبار اليوم السابع على Gogole News تابعوا آخر أخبار اليوم السابع عبر Google News
قناة اليوم السابع على الواتساب اشترك في قناة اليوم السابع على واتساب



الرجوع الى أعلى الصفحة