قال الدكتور عمار على حسن الباحث بالشئون السياسية والدينية، إن أحد النقاد الكبار وتلميذ عميد الأدب العربى طه حسين، قابله ذات مرة.. وقال له "إما تكتب فى السياسة أو الأدب"، مضيفًا، قلت له: ألم يكن أستاذك - الذى حلمت أنت بالجلوس على مقعده - وزيرًا للتعليم، وكتب الرواية، وكان ناشطًا سياسيًا، ومفكرًا كبيرًا فى عصره؟.
جاء ذلك خلال مناقشة رواية د.عمار على حسن "شجرة العابد" الصادرة مؤخرًا عن دار نفرو، مساء أمس، فى صالون الروائى الدكتور علاء الأسوانى الأسبوعى بمقر مركز إعداد القادة بالعجوزة، وحضر الصالون الفنان الكبير أحمد طوغان رئيس جمعية الكاريكاتير، وعدد كبير من جمهور "الأسوانى".
وأوضح "حسن" أن روايته "شجرة العابد" بدأ كتابتها عام 2001 حينما كان يعمل فى أبو ظبى، وأثناء كتابتها قدم العديد من الدراسات السياسية والبحثية، وكانت الرواية تنضج على مهل، على حد وصفه، وأن فكرتها الرئيسية تدور حول اكتشاف الإنسان للطاقة الهائلة داخله، والتى لا يدركها فى أغلب الأحيان، وذلك من خلال حكاية غرائبية لسائر أزهرى اختلط عليه الواقع بالخيال، وتتقاسم بطولتها شجرة وناسك والعديد من الشخصيات فى العصر المملوكى.
وحول بدايته قال "حسن": بدأت شاعرًا كما يعتقد كثيرون أنهم شعراء، وكنت فى الجامعة، وأيامها كان أحمد بخيت شاعرًا فى دار العلوم، وكان شاعرًا بارعًا، مضيفًا "كنت أتمنى لو أتفرغ للأدب فقط، ولا أنغمس فى السياسية، ولكن واجب الكاتب هو أن يتدخل، وأقسم بالله إن أغلى أمنياتى أن أمتلك خمسة أفدنة فى الصحراء وأزرعها بالفأس، ولكن بعد أن أطمئن على مصر، واخترت الفلاحة لأن الفلاح هو أكبر قيمة مضافة للحياة فى مصر، لكن الظروف القاسية تضغط على أى كاتب وتجعل ترك السياسية هروبا من الميدان فى لحظة مصر تحتاج فيها لمقاومة القبح والخراب والفساد الذى مازلنا نعيشه بعد مرور ثمانية أشهر على الثورة.
وقال "علاء الأسوانى": إن "عمار على حسن" قدم معادلات كانت قد انقطعت لفترات طويلة، فكان هو المثقف الذى لا يضع مصالحه الشخصية فى الاعتبار، ويتحدث حينما يجب على الجميع أن يصمت، فعرفناه ذو صوت ينادى بالحرية ضد الطاغية، كما أنه ليس ممن ظهروا بعد الثورة، وأن كل من اشتركوا فى الثورة عرفوا "عمار على حسن" بأنه من الذين يقرنون العمل بالقول، كما قال جيفارا "الشرف هو أن تكون دائمًا ما تعتقده وأن تفعل دائمًا ما تقوله".
وأشار "الأسوانى" إلى أن الرأى العام مشبع بـ"عمار على حسن" كسياسى كبير مجدد فى التراث الإسلامى، ولو لم يكن سياسيًا لحظيت روايته بإعجاب كبير، ولهذا فإن البعض حينما يقرأ الرواية وتنال إعجابه وتبهره، لا تستطيع أن تحصل على الإعجاب الكبير الذى أضافه إليه الرأى العام، باعتباره أستاذ علم اجتماع ومجدد فى التراث الإسلامى.
وأوضح "الأسوانى" أن رواية "شجرة العابد" تطرح العديد من التساؤلات حول الحالة النقدية فى مصر، وأن الفارق بين هذه الرواية وبين روايات لكتاب آخرين يقدمون على أنهم كتاب كبار فرق مذهل، وأن قدرات هذا الروائى على عمل رواية من نقطة عالم الجن بعصر المماليك فازدادت صعوبة، فالقارئ يدرك أن الروائى يتحدى نفسه، ثم يجتاز محور الفارق فى الزمن والغيبى، ولديه حلول لمشكلات اللغة، فجاءت بديعة لا تأتى إلا لمن خبرها وأحبها فأحبته.