
بعد انتهاء عرض الفيلم ضجت القاعة بالتصفيق، وامتلأت بهتافات الحضور من المصريين، مرددين "ارفع راسك فوق أنت مصرى"، و"مصر تحيى مصر" تصفيق استمر لأكثر من عشر دقائق، كانت تلك هى تفاصيل المشهد الذى جرى فى قاعة مسرح أبو ظبى، بعد انتهاء عرض الفيلم المصرى "18 يوم" والمشارك ضمن فعاليات مهرجان أبو ظبى فى دورته الخامسة، وهو الفيلم الذى اشترك فى إنجازه 10 مخرجين مصريين، حيث اختار كل منهم زاوية، أو شخصية يطرح من خلالها رؤيته لما عاشته مصر من أحداث منذ 25 يناير وحتى يوم التنحى وما أعقبه من تطورات.
إنهما مشهدان يعكسان لك حال المصريين، أولهم ما رأيناه على الشاشة، والثانى داخل القاعة للمصريين الذين يعمل أغلبهم فى الإمارات، وقد يكون قد فات بعضهم حالة الزخم السياسى الذى عاشته مصر فى تلك الفترة، فبعضهم كان بعيدا عن أرض الوطن، مشغولا بأكل عيشه، وكانوا يحتاجون لمثل هذه اللحظات، ليشعروا حقا أنهم مصريون يملكون الإرادة والكرامة، لذلك أعتقد أن فريق الفيلم نفسه فوجئ برد الفعل، فظل أغلبهم مشدوهين وغير مصدقين لكم الهتافات التى انطلقت بعد عرض الفيلم.
فيلم 18 يوم قام بإخراج أجزائه كل من شريف عرفة، وكاملة أبو ذكرى، ومروان حامد، ومحمد على، وشريف البندارى، وخالد مرعى، وأحمد عبد الله، ويسرى نصر الله، ومريم أبو عوف، وأحمد علاء، وقد جاءت عناوين الأفلام الـ10 التى اجتمعت تحت عنوان «18 يوم» دون وضع اسم كل مخرج على فيلمه، لذلك فالفيلم فى النهاية سينظر إليه على أنه بناء واحد، فإن التعامل معه سيكون على شىء من مقاربتها كبناء واحد قام بإخراجه المخرجين الـ10، هو الأمر الذى سيحمل للأسف ظلما بعض هؤلاء المخرجين خصوصا،وأن هناك تفاوتا فى المستوى الفنى للأفلام، وهى الأفلام التى امتدت لأكثر من 125 دقيقة.
وأول الأفلام هو احتباس للمخرج شريف عرفة، والذى تدور أحداثه داخل إحدى مستشفيات الأمراض العقلية، والتى تضم أطيافا عدة وشرائح متنوعة، السياسى، رجل الأعمال الإسلامى، أستاذ التاريخ، الشاب الذى لا يعرف سوى حب الوطن وهى فكرة براقة، ولكن للأسف أجهضها التناول المباشر، لذلك جاء فيلم احتباس من أقل الأفلام ضمن الـ10 وقياسا إلى أفلام أخرى مثل حظر تجول وتحرير 2- 2، وخلقة ربنا، وإن جالك الطوفان وأشرف سبرتو، وداخلى _خارجى، إلا أن فيلم 18 يوم سيظل وثيقة سينمائية متعددة الزوايا عن ثورة 25 يناير، وتحمل ثراءً إنسانيا، شاهدنا فيه تجار الثورة والبلطجية والخائفين والمترددين.