أكد الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أنه "فى اللحظة التى تلتزم فيها إسرائيل بوقف الاستيطان ليشمل القدس وتقبل بدولة فلسطينية على حدود 67 ستكون هناك مفاوضات"، مشيرا إلى أن أى إجراء للمفاوضات دون ذلك يتناقض مع بيان الرباعية الدولية.
جاء ذلك فى تصريحات لعريقات عقب استقبال وزير الخارجية محمد عمرو له اليوم الأحد يرافقه السفير رياض منصور مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة، والذى يزور مصر بتكليف من الرئيس الفلسطينى محمود عباس "أبومازن".
وقال عريقات "إنه تم التباحث مع وزير الخارجية محمد عمرو حول استمرار التنسيق والتعاون بين مصر والسلطة الفلسطينية .. كما تم بحث عملية السلام وبيان اللجنة الرباعية" ، مشيرا إلى أن هناك موقفا للقيادة الفلسطينية هو أننا لم نكن فى يوم من الأيام ضد المفاوضات بل أن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل هو الذى عطل المفاوضات عندما اختار "المستوطنات وليس المفاوضات".
وأوضح أنه وفيما يتعلق بمجلس الأمن فنحن سعداء بتحويل أمين عام الأمم المتحدة بإن كى مون للطلب الفلسطينى بشكل فورى إلى مجلس الأمن، مشيرا إلى أن تحويل الطلب بهذه السرعة يعنى أن فلسطين أصبحت جاهزة للدولة.
وقال الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية "إن أفيجدور ليبرمان وزير خارجية إسرائيل وجه عدة خطابات للأمم المتحدة لمنع تحويل الطلب بينما هو يعرف أن فلسطين قد وصلت إلى مرحلة تتجاوب فيها مع كل معايير الدولة فى كل المجالات وبالتالى فإن تركيزنا الحالى هو على مجلس الأمن .. ونحن نثمن عاليا مواقف الدول التى وقفت بجانبنا وندرك أيضا حجم الضغوط التى تمت ممارستها على الدول الآخرى ومن جانب أمريكا تحديدا .. وندرك أن الدول عبيد لمصالحها ولكن فى نهاية المطاف فإننا عندما قررنا أن نمارس حقنا فى تقرير المصير كنا ندرك أن "هذا الحق هو أكبر من أن يخضع لأعداء هنا أو أعداء هناك مع أهمية هؤلاء الأعداء".. وهذا الحق سيمارس بكل ما فى هذه الكلمة من معنى".
وأضاف أنه وفيما يتعلق بلجنة السلام العربية فإننا سنتابع الموضوعات مع أشقائنا العرب وسنقوم بالتنسيق بشكل كامل فى كل خطوة سنخطوها مع الأشقاء العرب .. مشيرا إلى أن قرار رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ببناء ألف ومائة وحدة سكنية استيطانية فى مستوطنة جينو غير الشرعية بالقدس الشرقية هو بمثابة صفعة للمجتمع الدولى .. وبالتالى فإن تعليق الإدارة الأمريكية بأنها أصابتها خيبة أمل عميقة وذلك الاستنكار الأوروبى يحتاج لتبعات لهذه الخيبة والاستنكار .. ونحن نسأل هذه الدول ما هى تبعات خيبة أملكم واستنكاركم.
وردا على سؤال حول تأثير الفيتو الأمريكى على الشارع العربى بعد ثورات الربيع العربى وهل سيكون رد الفعل الشعبى مختلفا على الفيتو هذه المرة ، قال عريقات "إن الفلسطينيين يمارسون حقهم فى تقرير مصيرهم وهو حق للشعوب وليس للأطراف الآخرى" .. موضحا أنه لا يعتقد أن جورج واشنطن عندما قاد حرب الاستقلال الأمريكية رهن حق تقرير المصير للأمريكيين بجورج الثالث ملك إنجلترا محتله آنذاك .. ونحن ندرك ويدرك العالم أن وجدان وقلب الشارع المصرى هى فلسطين وكذلك الحال بالنسبة لكل الدول وهذا ليس بجديد .. فقضية فلسطين والقدس هى قضية المسلمين والعرب الأولى.
وأشار إلى أنه طبقا للمصالح الأمريكية فإن حدودها لم تعد المكسيك وكندا فقط فلديها 230 ألف جندى فى العراق وأفغانستان وقد أصبحت حدود أمريكا على تركيا وإيران والصين والخليج العربى وسوريا والأردن والسعودية وبالتالى فإنه عندما يختلف الدور الوظيفى للدول العظمى يختلف الدور الوظيفى أيضا للدول الإقليمية .. ونحن الآن نتحدث بلغة مصالح وأمريكا تقول إن إعادة فلسطين لخارطة الجغرافيا وإقامة الدولة هى مصلحة عليا.
وتساءل عريقات ما الذى ستفعله أمريكا لتحقيق تلك المصلحة مع حليفها الاستراتيجى إسرائيل وكيف ستستمر فى التعامل مع إسرائيل كدولة فوق القانون أم ستلزمها أن تكون دولة مثل باقى الدول تخضع للقانون ، وقال "إن هذه هى لحظة الخيار أمام أمريكا .. مؤكدا أن حق تقرير المصير لدى الشعب الفلسطينى لن يخضع إلا للشعب الفلسطيني.
وحول إمكانية وجود وسيط آخر غير أمريكا فى عملية السلام ، أشار الدكتور صائب عريقات عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى أن المسألة لا تتعلق بمن هو الوسيط بل تتعلق بالجدية فاللجنة الرباعية تشمل بجانب أمريكا الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة وروسيا وهم ممثلون للمجتمع الدولى والمسألة تتعلق بأن هناك دولة احتلال هى إسرائيل بحسب القانون الدولى تقوم بمخالفة القوانين والأعراف الدولية والاتفاقيات الموقعة وقرارات اللجنة الرباعية لتختار الاستيطان وليس المفاوضات .. وقد اختارت الماضى بدلا من المستقبل وعندما خيرت بين الإملاءات والمفاوضات اختارت الإملاءات.
وقال "إننا نأمل فى أروقة صنع القرار العربى .. ونأمل أن يتقن صانعو القرار العربى لغة المصالح التى لا تفهم إسرائيل سواها" ، مشيرا إلى أننا إن لم نتقن الحديث مع الولايات المتحدة بلغة المصالح التى لا تفهم سواها فسنبقى كعرب نتأثر بالحدث دون القدرة على التأثير به .. لأن هذه الدول الغربية لا تتعامل مع شعارات أو أصوات بل مع مصالح .. ونحن لا نريد أن نكون من أصحاب الشعارات التى لا طائل منها لأنهم كانوا على الدوام أصحاب التنازلات التى لا كرامة معها.وحول القرار الأمريكى بتجميد 200 مليون دولار عن السلطة الفلسطينية ، قال عريقات "إن الولايات المتحدة لها خياراتها .. وإذا كانت تعتقد أن السلطة الفلسطينية قد وجدت وظيفة غير نيل الاستقلال للشعب فعليها أن تعيد حساباتها ونحن نثمن عاليا المساعدات الدولية المقدمة لنا بما فيها الأمريكية ولكن إذا كان هناك من يريد عقابنا للأننا نتمسك بحق تقرير المصير فإن هذا الحق لا يساوى بأية مساعدة كانت.
عريقات: الاستعداد للتفاوض فى حال قبلت إسرائيل بالدولة الفلسطينية
الأحد، 02 أكتوبر 2011 02:00 م