وضم الاعتصام الرمزى، أطيافا كثيرة من العاملين بالهيئة، فمنهم السائقون، والمحصلون، والفنيون، أيضاً تجد المسلمين والأقباط، والمثقفين، وغير المثقفين، وتجد الملتحى، بجانب حليق الذقن والشاب بجوار الكهل.
وبدأ المعتصمون ليلتهم بتناول عشائهم، حيث افترشوا أرض الشارع، وتجمعوا فى جماعات صغيرة، واستخدموا "أوراق الصحف"، وبعض "الكراتين" الفارغة، لوضع عشائهم عليها، والذى كان عبارة عن مأدبة عامرة، شملت "عيش" و"فول" و"طعمية" وجبنة"، وكوب شاى، لزوم "تظبيط الدماغ".
بعدها، جلس المعتصمون يتجاذبون أطراف الحديث، والمؤكد أن أزمتهم مع رئيسة الهيئة، ووزير القوى العاملة، كانت على رأس الموضوعات التى أدلى كل منهم بدلوه فيها، وإن كان الجميع اتفق على ضرورة مواصلة نضالهم لانتزاع حقوقهم، خاصة أنهم صبروا كثيراً، ولم يجدوا سوى التجاهل، والتضليل من جانب المسئولين، فى الوقت نفسه رفض عدد منهم إتهامهم باستغلال الفرصة، والضغط على الحكومة من أجل الحصول على أكبر استفادة مادية، مبررين ذلك بأن دفاعهم عن حقوقهم المشروعة ليس ضغطاً بقدر ما هو حق مكتسب لهم، ليحصلوا على حقوقهم المسلوبة.
قال الشيخ طارق، أحد العمال المعتصمين، لـ"اليوم السابع" الاعتصام من أجل الحفاظ على حقوق 37 ألف عامل بهيئة النقل العام، والاعتصام مفتوح، وليس له سقف زمنى، ولن يتم فض الاعتصام سوى بعد الاستجابة لمطالب العاملين بالهيئة، وعلى رأسها إقالة الدكتور أحمد البرعى وزير القوى العاملة، بسبب إهانته للعاملين، واستهتاره بهم.
أما حسن محمود، أحد عمال الهيئة، فيقول: لن نفض الاعتصام إلا بعد صرف حافز الإثابة وتحديد هوية الهيئة، بحيث يصدر قرار بتبعيتها لوزارة النقل، وليس إلى محافظة القاهرة.
وبعد سهرة النقاش التى خاضها المعتصمون، بدأوا فى التجهيز للنوم، وفى حين أتى البعض منهم "ببطانية" أو "ملاية" ليفرشها على الأرض، كانت الأغلبية منهم لا تملك ذلك، ولجأوا إلى أوراق الصحف، وبعض ألواح "الكرتون"، وفرشوها على الأرض ليتوسدوها، والتحفوا بالسماء التى يتوجهون إليها ليل نهار لكى تنفرج أزمتهم، ويعودوا إلى عملهم، بعد تحقيق مطالبهم.







