سليمان شفيق

مشاهد من زمن الشهداء

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011 09:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجمل الأمهات
الحاجة ليلى أم خالد سعيد تعض على جرحها وتقطع ثلثمائة كيلومتر من كليوباترا إلى عزبة النخل، تضم رفيقة الجرح المقدسة أم مينا، ضمينى وابكى واوعى تنسى أن الجرح المصرى مش مسلم وقبطى»، خالد فجر ثورة 25 يناير، وتم تزوير أسباب قتله، ولكن الحق ظهر ولو بعد حين، فنم قرير العين يا مينا!
دلال المغربى
كنت أتقاسم الخبز والقذيفة وأغنية مارسيل خليفة: «أجمل الأمهات»، آه يا زمن النبل، كانت بيروت تزف شهداءها كل يوم، والأرض ترفض أن تشرب دماء الشهداء خوفا من العار، منذ قتل قابيل لأخيه هابيل تعلمت الآن من الدرس ولكن القتلة لا يتعلمون على مر العصور.. هناك خلف المتاريس وأكياس الرمال تعلمت فك أجزاء مدفعى وهجاء حروف الحرية، تذوقت نكهة الشهامة، كان المقاتلون فى صفوف الثورة يرضعون من ثدى تنظيماتهم حليب الفروسية ويلقنون الوصايا: «لا تقتل مدنيا أعزل حتى لو اعتدى عليك، ولا تعذب أسيرك واترك له ثغرة للهرب».
استنشق عبير سمهرية العود دلال المغربى.. فتاة تكحلت بالرماد واستشهدت، ومن معها من فدائيين ثمنا واحتراما لتلك الوصايا.. يومها كتب الشاعر الفلسطينى الكبير معين بسيسو:
ماذا يقول الشاعر فى الأرض الخراب؟
آه يا عصر الكلاب
الجواسيس الكبار
سلمونى للجواسيس الصغار
إنهم يدهسون العصافير!
أحذية الجند الثقيلة تدهس العصافير، خناجر القتلة تلعق دماء الحمام، جنازير المدرعات تهرس الأعشاش، يبكى الفجر دماء فتغرب الشمس قبل أن تشرق، العربات المدرعة تدهس عيون أطفال صابرا وشاتيلا، أسحلة الفاشيست تمزق أجساد الشيوخ والنسوة، تحالف المتطرفين الدينيين اللبنانيين وجيش شارون «النظامى» يضربان أسوأ مثال لخسة ونذالة من يتشدقون باسم الله، لم يستطيعوا طوال بسالة المقاومة الفلسطينية أن يقتربوا من المخيم، ولكن بعد خروج المقاومة من لبنان.. قتلوا، ذبحوا، دهسوا من لا يملكون للدفاع عن أنفسهم غير أجسادهم!!
وكتب الشعر معين بسيسو:
استشهد الماء ولم يزل
يقاتل الندى
استشهد الصوت ولم يزل
يقاتل الصدى
ليه الدنيا جميلة وحلوة وإنت معايا
مينا يحتضن محمد فى ميدان التحرير، ويغنى: «ليه الدنيا جميلة وحلوة وإنت معايا محمد يودع مينا فى ميدان التحرير، أبناء حزب «الغدر المصرى» يدنسون حرمة الميدان والموتى ويلقون الطوب على النعش، يضحك مينا من داخل نعشه
يبكى محمد وحيداً فى الميدان.. يتذكر صديقه ورفيق الثورة.. يتمتم.. لسه الأغانى ممكنة.. تتساقط دموعه.. وتخترق الرصاصة صدر مينا:
يمكن صرخ من الألم من لسعة النار فى الحشا
يمكن ضحك أو ابتسم أو ارتعش أو انتشى
يمكن لفظ آخر نفس كلمة وداع لأجل الجياع
يمكن وصية على حاضنين القضية فى الصراع
صور كتير ملو الخيال
وألف مليون احتمال
لكن أكيد ولا جدال
مينا مات
موتة رجال
أيها الشهداء أتوق إليكم
والخزى والعار للقتلة








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

طارق سليمان

فأهلا بك أيها الكاتب الكريم فى مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

يوسف سليمان

واهلا بك في قندهار

عدد الردود 0

بواسطة:

ميلاد

بعد المقال يحلي الكلام

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة