«أم الشهداء جميلة.. أم الشرفاء نبيلة.. عاشت عصر الآلام، حفظت بدمائها الحق قويمًا». «جزء من ترنيمة» حفظناها عن ظهر قلب داخل اجتماعات الكنيسة، فكنيستنا القبطية كنيسة شهداء، والشهادة فى المسيحية هى الثبات على الرأى والعقيدة، وليست قتل الآخر وتفجير المجاور، إنما هى ثبات على العقيدة. كما أن القوة فى المسيحية ليست القوة فى القتل وسحق الآخر، بل فى حب ووداعة وإظهار الإيمان العامل بالمحبة وإظهار الله داخلنا.
فالكنيسة القبطية مازالت منذ العصور الأولى للمسيحية تعانى من اضطهاد وتنكيل، لذلك أجدادنا العظماء دونوا التاريخ القبطى ليطابق عصر الاستشهاد مع نهاية حكم دقلديانوس الوثنى عام 284 ميلادية، ومنذ ذلك الحين لم يسلم الأقباط من اضطهاد.
منظم فى بلدهم، وكان الاضطهاد فى العصور القديمة لإجبارهم على إنكار مسيحيتهم، لذلك قدموا شهداء، وأصبحت الكنيسة القبطية كنيسة شهداء، ودم شهدائنا الأبرار بذرة الإيمان فى ربوع مصر، والآن مازال الأقباط يقدمون شهداء، وأخيرًا بعد ثورة 25 يناير ما زالت مصر تُروى بدماء الأقباط، فقتل الأقباط من الإسكندرية إلى أسوان، والاعتداء على كنائسهم وهدمها، ومبدأ الاستحلال الذى أحلت فيه الجماعات الإسلامية قتلهم وسرقتهم تقربًا لله تعالى لتمويل أعمالهم الإرهابية، وآخر المطاف شهداء ماسبيرو، شهداء الشمع فى مظاهرة سلمية، تحولت القوات المسلحة إلى أسد زائر على أطفال ونساء وشيوخ وشباب عزل، فى عقاب جماعى ضد الأعراف الدولية، لتسحق مدرعات الجيش رؤوس وأجساد الأقباط فى مشهد حزين ومؤامرة خسيسة لإسكات صوت جموع غفيرة أرادت حق الحياة الكريمة، أرادت الوقوف سلميّا لفضح أعمال غوغاء دهماء قاموا بحرق وهدم كنائسهم وسط مباركة وتعضيد محافظ، وشحن إمام مسجد، وصمت وغياب أمنى وعسكرى. لقد أرادوا حق البكاء فحرمتهم القوات المسلحة بالاعتداء عليهم ودهس أجسادهم، وتكتمل المؤامرة بمساهمة التليفزيون المصرى الذى لم يستطع تغيير جلده، متجاهلاً أن الأقباط مرتين متتاليتين وقفوا لمظاهرات سلمية، ليس هذا فقط، بل فى شحن طائفى وتصريح لإحدى مذيعاته: نرجو من كل السكان المحيطين الذهاب فورًا لمساعدة القوات المسلحة أمام ماسبيرو ضد أقباط عزل.. ضد شعب مضطهد، وكأنهم يريدون أن تتحول إلى حرب أهلية.
إن ما حدث ليس جريمة فقط ضد أقباط مصر، بل جريمة ضد مصر كلها.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د/احمد عثمان
ليست الحقيقة
عدد الردود 0
بواسطة:
اسامة الابشيهي
لماذا تخافون على البعض اكثر من الوطن ( سيدي المحرر )
عدد الردود 0
بواسطة:
عصام الجزيرة
اهلا مدحت ديناميت ..
عدد الردود 0
بواسطة:
مدحت قلادة
الى الدكتور عثمان
عدد الردود 0
بواسطة:
مينا
دي مش جريمه دي اباده عرقيه ومطلوب تحقيق دولي
عدد الردود 0
بواسطة:
طالب شهاده حق
الضمير الذى يحاسب عليه الله
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو مريم
ولول
عدد الردود 0
بواسطة:
سامي كامل
بل جريمة من اغبياء
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد
لو كان الى المعتصمين سلفيين كان الكاتب هيكتب ( جريمة ضد الجيش المصرى )
عدد الردود 0
بواسطة:
tohtmos
طيب خلي عندك ضمير