مركز دراسات يمنى: خطاب صالح الأخير حمل رفضا واضحا لانتقال السلطة

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011 01:15 م
مركز دراسات يمنى: خطاب صالح الأخير حمل رفضا واضحا لانتقال السلطة الرئيس اليمنى على عبدالله صالح
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذر مركز أبعاد للدراسات والبحوث اليمنى من انفجار وشيك للوضع العسكرى فى اليمن، بالتزامن مع انتقال الملف إلى مجلس الأمن بعد ما أسماه بـ"انسداد الأفق السياسى" واستمرار رفض الرئيس على عبد الله صالح توقيع المبادرة الخليجية.

وتوقع المركز فى تقرير حديث باحتمالية تجدد المواجهات العسكرية بين القوات العسكرية الموالية للثورة والقوات الموالية لنظام الرئيس صالح.

وقال تقرير مركز أبعاد للدراسات: "إن الخطاب الأخير للرئيس صالح حمل رفضا واضحا لانتقال السلطة سلميا عبر المبادرة الخليجية وذهب لطرح مقترحات تعد فى نظر المعارضة تهديدا وبداية جدية لتشكيل مجلس يشرف على عمليات الحسم العسكرى ضد المطالبين بإسقاط نظامه، الأمر الذى يجعل العسكريين المؤيدين للثورة والمتحالفين مع النظام على استعداد تام لأية مواجهات محتملة".

وأضاف المركز: "إن أية مواجهات قادمة لن تكون مثابة اختبار أو نزهة لطرف ما وإنما ستكون حربا قد يستخدم فيها الطرفان الأسلحة التى لم يسبق استخدامها فى المواجهات الماضية مثل الطيران والصواريخ متوسطة وبعيدة المدى".

وجاء فى التقرير أيضا: "إن استخدام نظام صالح للقوة العسكرية من أجل إنهاء الاحتجاجات ضد نظامه سيكون له تداعيات محلية وإقليمية ودولية ولن يحقق هدف القضاء على معارضيه".

محليا، أشار التقرير إلى أن أى فشل للحسم العسكرى ضد المعارضين قد يؤدى إلى سقوط المعسكرات وبالتالى سقوط النظام عسكريا ، خاصة وأنه خاض تجربة بعد 18 سبتمبر فيما يعرف بمواجهات ( كنتاكي) ونجم عنها سيطرة لجيش (الثورة) على الجولة الاستراتيجية التى يقسم شارعها الممتد من عصر إلى الزبيرى العاصمة إلى نصفين، وهو ما دفع النظام لتوجيه عشرات القذائف الصاروخية لمقر قيادة الفرقة أولى مدرع مع ثانى يوم من وصول الرئيس صالح ، كما أن أسلحته الثقيلة ضد القبائل فى مناطق نهم وأرحب والحيمة خارج صنعاء لم تمنع القبائل من الاستمرار فى ضرب معسكرات الحرس الجمهورى ومهاجمتها وقتل قادتها والحصول على أسلحة وذخائر تزيد من قوتهم، وكل ذلك مؤشر قوى بأن أية عملية عسكرية للنظام ضد المحتجين سلميا فى ساحات التغيير أو معسكرات مناصرى الثورة لا يعد سوى انتحار قد يؤدى إلى سقوط النظام عسكريا".

وقال التقرير:"إن أى استخدام للطيران أو الصواريخ بالذات البعيدة المدى مثل (سكود) أو قاذفة الأورجان التى تحمل صواريخ وقنابل عنقودية من قبل قوات النظام سيؤدى إلى تفجير أو إسقاط الطائرات قبل أو بعد إقلاعها أو استخدام بعضها من قبل مناصرى الثورة من العسكريين، وربما استخدام صواريخ جراد ضد قوات النظام والتى تعجز منظومة الدفاع الصاروخية عن ردعها ويمتلك جيش الثورة الآلاف منها".

وأكد التقرير أن التحرك العسكرى سيزيد من التكلفة البشرية خاصة فى أوساط المدنيين والمحتجين سلميا فى الساحات"، مشيرا إلى ارتفاع واضح بعد 18 سبتمبر فى نسبة القتلى من المعتصمين سلميا من 13% إلى 15% من مجموع القتلى الذين رصدهم تقرير مركز أبعاد خلال مسيرة الثورة ضد نظام صالح بين فبراير وسبتمبر.

وبحسب تقديرات أبعاد، بلغ عدد القتلى منذ اندلاع الثورة السلمية فى فبراير وحتى نهاية سبتمبر حوالى (2443)، حيث ارتفع عدد القتلى المعتصمين سلميا فى الساحات منذ 18 سبتمبر من (238) إلى (368) شخصا أى بفارق (130) شخصا.

فقد سقط حوالى 35% من المتظاهرين السلميين فى ساحات التغيير بعد 18 سبتمبر، فيما كانت نسبة قتلى جمعة الكرامة حوالى 14%، وسقط 51% فى هجمات مختلفة لقوات النظام على ساحات التغيير خلال السبعة الأشهر الماضية.

كما وصل عدد القتلى فى أوساط المدنيين والمسلحين المناصرين للثورة خارج الساحات حوالى (493) شخصا وبفارق (48) شخصا عن ما قبل 18 سبتمبر وبنسبة 20% من مجموع القتلى ليصل عدد القتلى فى أوساط اليمنيين غير العسكريين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس على عبد الله صالح إلى ( 861) شخصا ، فيما يصل عدد القتلى فى أوساط المؤيدين للثورة من المعتصمين سلميا والمدنيين والمسلحين والعسكريين حوالى 931 شخصا وبنسبة 37% من مجموع القتلى منذ اندلاع الثورة الشعبية المطالبة بإسقاط نظام الرئيس صالح، مقابل (470) شخصا قتلوا من القوات الموالية للنظام فى مواجهاتهم مع أنصار الثورة فى تعز وبعض المناطق القبلية المجاورة لصنعاء بنسبة 19% من مجموع القتلى.

وقال:"إن أية مواجهات عسكرية قد تؤدى بانزلاق اليمن إلى حرب أهلية طويلة الأمد وهو ما ينعكس سلبا على الأمن الإقليمى والدولى لوجود اليمن فى موقع استراتيجى يتحكم بانتقال أكثر من ثلاثة مليون برميل نفط يوميا، كما أن شرارة الحرب قد تصيب الجوار السعودى أولا والجوار الخليجى لاحقا خاصة إذا ما كان هناك نية لإيران لاستغلال الأحداث للبحث عن مصالح لها وسط الفوضى فى المنطقة التى تأتى بالتزامن مع أحداث تشهدها المنطقة الشرقية فى المملكة ذات التواجد الشيعى".

وحذر تقرير مركز أبعاد للدراسات من خطورة استغلال تيارات أيدلوجية ليس لها واجهة حزبية أو سياسية للفراغ الناجم عن تراجع قبضة النظام، كما هو الحال بالنسبة لتنظيم القاعدة فى بعض المناطق الجنوبية والشرقية والحوثيين فى بعض المناطق الشمالية، والذين رصدت لهم تحركات وتحالفات مقلقة فى الشهرين الأخيرين من عمر الاحتجاجات السلمية.

وعن استهداف واشنطن للقيادى فى قاعدة الجزيرة العربية (أنور العولقي) الذى صوره النظام الأمريكى خلال العامين الماضيين بأنه أخطر من (بن لادن) توقع تقرير أبعاد أن ذلك يأتى فى إطار"محاولة لإغلاق ملفات حساسة والاستعداد لعملية التغيير فى اليمن، وهو ذات الدافع الذى دفعهم لإعلان مقتل بن لادن بعد اندلاع ثورات الربيع العربي".وقال:" إن هذا الاحتمال يأتى بين احتمالين آخرين ضعيفين يتمثل أولهما بأن العملية كمحاولة لدعم نظام صالح المنهار، فيما الثالث يرى أن يأتى ذلك من منطلق اتفاق أمريكى سعودى مع صالح للعودة مقابل القيام بعمليات نوعية ضد القاعدة ومن ثم توقيع المبادرة الخليجية".
وانتقد تقرير أبعاد أداء المعارضة عبر ما يعرف بـ( المجلس الوطنى).

وقال: "يجب إعادة النظر فى تشكيلته وعدم تكرار الأخطاء التى تظهره ذو طابع أسرى أو مناطقى أو أيدلوجي، وتفعيله سياسيا وإعلاميا، وخلق سيطرة ميدانية له بدلا من انتظار المبادرات الخارجية التى أظهرته ضعيفا ودون المستوى المطلوب".

وأوصى تقرير مركز أبعاد بضرورة استغلال التحرك الدولى الذى تزامن مع مكسب جديد لأنصار الثورة السلمية المتمثل فى حصول أحد رموز الثورة وهى (توكل كرمان) على جائزة نوبل للسلام.

وأكد أن هذه الجائزة "رسالة دولية بشرعية الثورة السلمية ودعم لمدنية الدولة القادمة والقبول بالتعامل مع الإسلاميين المعتدلين فى منظومة الحكم القادمة"، معتبرا ذلك بأنه إغلاق لملفات المخاوف التى فتحها النظام فى محاولاته تشويه الاحتجاجات المطالبة بإسقاطه.

واختتم المركز تقريره بالإشارة إلى أن المجتمع الدولى أمامه فرصة أخيرة لإنقاذ اليمن تتمثل فى اتخاذ إجراءات جادة وحازمة تضمن حماية المدنيين اليمنيين وفرض عقوبات فردية على كل من يتورط فى أعمال القتل والعنف وإحالة ملفاتهم بصورة مستعجلة إلى محكمة الجنايات الدولية وحظر سفرهم وتجميد أموالهم والضغط باتجاه نقل السلطة بصورة سريعة تمنع تفاقم الأوضاع"، مؤكدا أن ترك اليمن ينهار معناه فقدان الإقليم والعالم للأمن.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة