استمعت إلى هذه الشهادة من سجين صديق، قضى 26 شهرا فى سجن الفيوم، وخرج أخيراً بعد أن حصل من محكمة النقض على حكم ببراءته من قضية توظيف أموال، يؤكد أنه تم حبكها له، وهو الآن يخوض فصلا قضائيا جديدا، للحصول على تعويض ضد من دبروا له هذه الحبكة.
هو مثقف فى مطلع الخمسينيات من عمره، وكان يمارس العمل التجارى الحر، ولديه مئات الحكايات عن فترة الـ26 شهرا التى قضاها فى السجن، ومن ضمنها قصة هروب المساجين أثناء اشتعال الثورة، وهى القضية التى شهدت أقاويل متضاربة حول الجهة المسؤولة عن فتح هذه السجون، والتى تمت جميعها فى يوم واحد، وهو اليوم الذى انسحبت فيه قوات الأمن من ميادين المظاهرات فى كل محافظات مصر، وفى مقدمتها ميدان التحرير.
يقول السجين السابق إنه شاهد ما دار فى السجن، وسمع الأوامر الملقاة على المساجين وهو منهم، وهرب مضطرا وبالأمر، ثم عاد طواعية ليسلم نفسه بعد أيام، ولذلك فإن روايته - كما يؤكد - هى رواية طرف من قلب الأحداث، تجعله بمثابة «قاضى الأحكام» على كل ما يقال من الآخرين فى هذه القضية.
يبدأ روايته بالتأكيد على أنه وغيره من المساجين فى سجن الفيوم، لم يكونوا يعرفون شيئا عما يحدث خارج الأسوار من مظاهرات وثورة ضد مبارك ونظامه، ويقول إن الأوضاع فى السجن كانت تسير كما هو معتاد، حتى اللحظة التى فروا فيها من السجن.
يصف طبيعة سجن الفيوم، وأهم ما فيه أن مدخله عبارة عن 11 بوابة حديدية ضخمة متتالية، ويستحيل فتحها من أى طرف غير حراسها، وبعد هذه البوابات المتقنة فى إغلاقها، تأتى عنابر المساجين، ومع هذه البوابات الضخمة توجد الأسلاك الشائكة، وجنود الحراسة المدججون بالسلاح، وكاميرات المراقبة، وكلاب الحراسة، وغيرها من الوسائل التى تجعل من السجن قلعة حصينة، لا يمكن اختراقها، ولا يخطر على بال أى مسجون أنه يستطيع التعامل مع هذه الوسائل فى حال رغبته فى الهروب، وبالتالى فإنه من الوهم أن يتصور أحد أن فرار المساجين جاء مثلا نتيجة تدبير جماعى منهم، أو ثورة داخلية تماشت مع الثورة الخارجية التى كانت تعم شوارع وميادين مصر.
.. يتبع
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
مها مخمد السعودي
انا او الفوضي
عدد الردود 0
بواسطة:
وجهة نظر
السبب