◄◄ أشهر عملياته أسر الجندى جلعاد شاليط.. واختطاف مراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» «آلان جونستون» فى غزة عام 2007
يعد جيش الإسلام فى غزة أحد أبرز الأجسام التنظيمية التى عرفتها الساحة الفلسطينية فى قطاع غزة، والملاحظ أن جيش الإسلام حاول أن يحاكى تجربة بعض الاتجاهات الإسلامية خارج فلسطين، وخاصة تنظيم القاعدة، وهذه المحاكاة يمكن كشف مظاهرها بوضوح من خلال معاينة الخطاب الذى عمل جيش الإسلام على محاولة تدشينه وما قدمه من بعض الأفكار حول العلاقة مع الآخر فى الساحة الفلسطينية وخارجها، كما أن بعض السلوكيات والمواقف المنسوبة للجيش تعمق من موضوعية ملاحظة عنصر المحاكاة والتأثر بالامتداد الخارجى.
أشار جيش الإسلام الفلسطينى فى بيان تعريفى له إلى أن قادته «هم من أبناء أرض الرباط فى الداخل، ولا علاقة لهم بالخارج، أو أى قرار لا يصبّ فى مصلحة الإسلام، وأن أفرادها المجاهدين لا يتبعون أى تنظيم على الساحة الفلسطينية».
أهداف جيش الإسلام ووسائله من الممكن استنباط بعضها من خلال متابعة المنشورات القليلة للحزب، فجاء فى بعض تلك المنشورات أن الحزب قام على «مبدأ تطبيق شرع الله فى أرضه، وأخذ على عاتقه إنهاء الفساد بكل أشكاله فى أرض الرباط، وبالوسائل التى يراها مناسبة، ولا تتعارض مع الشريعة الإسلامية، وبالأساليب القاسية التى أصبح لا بد منها فى وجه بعض الفاسدين الذين اتبعوا الشيطان، وسولت لهم أنفسهم زرع الهلاك فى أجساد شباب الإسلام وأهله».
وفيما يبدو اعتراضا ضمنيًّا على نهج كثير من القوى العاملة على الساحة الفلسطينية، يتحدث جيش الإسلام فى بيان له عن طبيعة رؤيته فيقول بيانه: «نحن لا نجاهد من أجل قطعة أرض وحدود وهمية لا حدود لها، ولا من أجل القومية والحزبية، فجهادنا أسمى من ذلك بكثير، فهذا الدين «الإسلام» لا ينتصر بجيل نخرته الشهوات، وأنهكته الملذات».
التقديرات تشير إلى أن الحجم التنظيمى لجيش الإسلام وعدد الأعضاء وعدد الأفراد المنضوين تحت لواء الجيش وصل فى مستوى ذروة الحضور إلى ألفى عنصر، ثم سرعان ما تراجعت قدرات الحشد والاستقطاب وتراجعت مستويات الحضور والانضواء العددى حتى وصلت إلى عدة مئات فى أفضل الأحوال، وربما يعود هذا إلى كثير من الاعتبارات والمعطيات الخاصة بالساحة الفلسطينية، وليس لجيش الإسلام أطر تنظيمية أو هياكل حزبية أسوة بسواه من التنظيمات، ويمكن إرجاع هذا إلى قلة الأفراد من جهة، وعدم توفر الكوادر المؤهلة والخبرات التى تستطيع تدشين هياكل تنظيمية.
ومن بين الأدبيات وسمات الحضور التى يتسم بها جيش الإسلام أنه لا يكتسب أهميته، وفق رؤية البعض، من حجمه الكبير أو تأثيره النوعى فى مجريات الأحداث على الساحة الفلسطينية، بقدر ما يرتبط بطبيعة طرحه وما يمثله من امتداد لتنظيم القاعدة، إذ تعد هذه المرة الأولى التى تتبنى فيها جماعة فلسطينية أجندة تنظيم القاعدة عبر البيانات وأشرطة الفيديو التى تم نشرها على شبكة الإنترنت، ويؤكد جيش الإسلام أنه يخوض حربا دينية، بهدف إعادة الخلافة فى العالم الإسلامى.
واعتاد التنظيم فى بياناته وتصوراته استخدام اسم «أسامة بن لادن»، كما أن شعاره يحتوى على رسم للكرة الأرضية، وسيف ومصحف، ولا يرمز بشىء إلى فلسطين، إلا أنه لم يؤكد ولم ينف صلته التنظيمية بالقاعدة، واكتفى بالقول: «يجوز أن يكون فكر الإخوان فى تنظيم القاعدة، والمبادئ التى يعملون على أساسها قد تتطابق مع أفكار ومبادئ الإخوان فى جيش الإسلام، وهذا لا يعنى التبعية للقاعدة بالمعنى الشمولى للكلمة، وفى الوقت ذاته فإن أى جماعة أو أشخاص أو أفراد يحملون راية التوحيد والجهاد، وهمّ نشر الدعوة والدين على منهاج الرسول صلى الله عليه وسلم، لإعلاء كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، نحن وبكل فخر يشرفنا أن نكون خدما لهذه الفئة أو الجماعة أو الشخص».
وظلّ «جيش الإسلام« تنظيما هامشيا على الساحة الإسلامية الفلسطينية نظراً لقلة عدد أتباعه وعناصره، وانحصاره فى منطقة واحدة فى مدينة غزة، هى حى الصبرة، إلى أن أصبح فجأة محل اهتمام وسائل الإعلام، وذاع صيته عقب اختطافه مراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى» الصحفى الأسكتلندى «آلان جونستون» فى غزة بتاريخ 12 مارس 2007، بالإضافة إلى أسر الجندى الإسرائيلى الشهير جلعاد شاليط.
وجاء الاختطاف ليكشف عن الوجه الحقيقى للتنظيم الذى أثبت بالبيان القاطع ارتباطه بتنظيم «القاعدة»، حين رهن الإفراج عنه بإطلاق سراح عدد من المعتقلين الإسلاميين فى السجون الأردنية والبريطانية، وتهديده بقتل الصحفى إن لم يستجب لمطالبه، مستخدما أساليب «القاعدة» عبر نشر التسجيلات المصوّرة والصوتية للرهينة.
فقد طالب بإطلاق سراح «أبوقتادة« المسجون فى بريطانيا منذ أحداث سبتمبر 2001، ويعتبر المرشد الروحى لتنظيم القاعدة فى أوروبا، وأبومحمد المقدسى المسجون فى الأردن منذ 2005، بجانب ساجدة الريشاوى التى حكم عليها بالإعدام، لإدانتها بالمشاركة فى تفجيرات فنادق عمان قبل عدة أعوام.
ومنذ سيطرة حماس على القطاع لم ينفّذ جيش الإسلام أى عملية، وبالتالى فإنه من الناحية العملية والميدانية، لا وجود فى غزة اليوم لتنظيم حقيقى قائم بذاته باسم جيش الإسلام، اللهم إلا بعض الجيوب هنا وهناك، وبعض العناصر المنتشرة تحاول بث الروح فيه، تحت حوافز ومشاعر عاطفية لا تدعمها تحركات فعلية جادة.
ولعل أبرز السلوكيات التى اشتهر بها جيش الإسلام وغيره من المجموعات الإسلامية الجديدة، كجيش الأمة مثلا، تمثلت فى القيام ببعض السلوكيات الميدانية التى تعتبرها هذه المجموعات تندرج تحت واجب محاربة «الفساد الأخلاقى»، عبر تفجير مقاهى الإنترنت، ومتاجر أشرطة الغناء، والاعتداء على الفتيات المتبرجات، إلا أن جيش الإسلام تحديدًا نفى عن نفسه أى تهمة أو شبهة صلة بالتفجيرات، رغم توفر الأدلة القانونية، والبراهين الميدانية، التى تؤكد مسؤوليتهم عن هذه الأعمال.
«جيش الإسلام الفلسطينى».. تنظيم سلفى يوالى القاعدة وينتهج تفجير مقاهى الإنترنت والاعتداء على المتبرجات
الخميس، 27 يناير 2011 11:04 م
مظاهرات الغضب اشتعلت فى الإسكندرية بعد الحادث
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة