يواكب عام 2011 السنة الخمسين بعد المائتين لميلاد مهنة العلوم البيطرية، حين أعلن ملك فرنسا لويس الخامس عشر فى وقت يعود إلى عام 1761، إنشاء أول مدرسة للعلوم البيطرية فى العالم بمدينة ليون الفرنسية.
وفى الوقت ذاته يصادف العام الجارى الذكرى التاريخية الثلاثمائة لتطوير أول تدابير لمكافحة الطاعون البقرى من قبل البرفسور راماتسينى (طبيب البابا إينوسينت الحادى عشر)، والدكتور لانشيزى (طبيب البابا كليمنت الثانى عشر) فى حَضرة الفاتيكان.
ويتداعى من شعار السنة البيطرية الدولية، أى "البيطرة فى خدمة الصحة، والغذاء، والكوكب"، مدى أهمية الدور الذى ينهض به الخبراء البيطريون فى خدمة الإنسان والصحة الحيوانية، إلى جانب الأمن الغذائى والبيئة.
وتمثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "فاو" إحدى الجهتين الرئيسيتين، بالاشتراك مع الاتحاد الأوروبى، فى تنظيم أحداث "اللجنة البيطرية الدولية 2011"، بوصفها تضم جميع المؤسسات البيطرية الوطنية التى أعلنت التزامها بإحياء فعاليات السنة البيطرية الدولية 2011.
وبمناسبة المراسم المهيبة التى نظمت اليوم فى قلعة "فرساى"، بالعاصمة الفرنسية وسط حشد من الشخصيات الدولية والفرنسية المرموقة، تحدَّث جاك ضيوف المدير العام لمنظمة "فاو"، حول أهمية اليوم البيطرى الدولى بالنسبة لإنتاج الغذاء والأمن الغذائى فى العالم وذكر ضيوف بالدور الحاسم الذى نهضت به المنظمة "فاو"،
بالتشارك مع بلدانها الأعضاء، والمؤسسات والمنظمات ذات الشأن فى خضم الجهود العالمية المبذولة تصديا للأمراض الحيوانية، التى تهدِّد إنتاج الأغذية ذات المصدر الحيواني.
وأبرز المدير العام "فاو" أهمية الإجراءات الأخيرة التى نفَّذتها المنظمة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، فى مواجهة تهديد أنفلونزا الطيور.
وأكد أن كلا المنظمة ومنظمة الصحة العالمية ستلعنا فى غضون الأشهر القليلة المقبلة عن اجتثاث شأفة مرض الطاعون البقرى فى جميع أنحاء الكوكب، لتصبح تلك "المرة الأولى فى التاريخ لاستئصال مرض حيوانى من الجذور، وثانى مرة من قبل يجتث فيها أى مرض بعد الجدري".
وفى سياق حديثه تطرق الدكتور ضيوف إلى الدور الحاسم للطب البيطري، "باعتباره قد حد بقوة من تعرض البشر لأخطار الأمراض الحيوانية، مثل السل والبروسيلات والإنفلونزا الحيوانية وغيرها".. وكشف عن أن "الأمراض الحيوانية تسبب هبوط الإنتاج الحيوانى العالمى بما يتراوح بين 25 و 33 بالمائة، استنادا إلى بعض
التقييمات"؛ مضيفا أن "التخصصات البيطرية تواجه تحديات مستجدة باستمرار مثل الأمراض الناشئة فى قطاع تربية الأحياء المائية، وتلك الناجمة عن تغير المناخ".
وأضاف الدكتور ضيوف أن "المنظمة قد اتخذت من الصحة الحيوانية أحد الأقطاب الرئيسية لاستراتيجياتها الجارية".
ويعمل نيابة عن المنظمة فى جميع بقاع العالم 156 خبيرا فى مجالات الصحة الحيوانية، يعنون على الأخص بالأمراض المعدية والطفيلية التى تؤثر على الحيوانات الداجنة والبرية، إلى جانب العناية بالشؤون العامة للصحة البيطرية. وتخوض شعبة الإنتاج الحيوانى وصحة الحيوان لدى منظمة "فاو" أنشطة متشعبة وعديدة فى مواجهة أمراض حيوانية أخرى كالحمى القلاعية، ووباء المجترات الصغيرة، ووباء الخنازير الإفريقي، وحمى الوادى المتصدِّع وغيرها.
ومن خلال مختلف أنشطتها، تقدم شعبة الإنتاج الحيوانى وصحة الحيوان دعما تقنيا ومؤسسيا لوزارات الزراعة، وهيئات الصحة الحيوانية، والخدمات البيطرية لدى بلدان المنظمة الأعضاء.
منظمة "الفاو" تحتفل بالسنة البيطرية الدولية
الثلاثاء، 25 يناير 2011 06:14 م