شدنى تشكيل سرب الحمام المحلق قى السماء، فتابعته بمنظارى المكبر، فأحسست كأنى أشاهد مناورة حربية تتحرك بخطة محددة لهدف محدد..! وتركز بصرى على الحمامة الأولى، فهى بمثابة قائد السرب أو دليله.. هى أكثرهن رشاقة.. تحرك جناحاها بانسيابية فائقة.. لونها الأبيض الناصع يخطف البصر إليه.. تعلو وتهبط فى زهو وفخر.. ولم لا..؟ فهى حرة طليقة بين السماء والأرض.
وفجأة وجدتها ترفرف بجناحيها بعنف وتباعدت المسافة بينها وبين المجموعة.. فتساءلت:
أهى خائفة من شىء ما..؟ أم هى معترضة على شىء ما..؟
ولكى أعرف الإجابة ضاعفت صورتها أمامى بالمنظار.. لعلى استنبط ما يدور بخيالها.. فرأيتها تبسط جناحها عن آخرهما تارة.. ثم تعاود ضمهما تارة.. وكأنها ترسل أشارات سرية للسرب الذى يتبعها.
ودنت شيئا فشيئا من تلك البقعة من البلاد متجهة إلى عشها.. استقبلتها الطلقات النارية.. ففزعت!.. غيرت طريقها.. واجهت طلقات أخرى.. فتساقط بعض ريشها وكأنه دموعها فنثرته الرياح، فتشتت السرب التابع لها تشتتاً مدروساً.. لكنه مازال مستمراً.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة