قال الكاتب الدكتور علاء الأسوانى إن الثورة التونسية أسقطت فكرة الحماية الدولية للاستبداد، موضحًا أن نظام الحكم الاستبدادى الذى يعمل على إرضاء إسرائيل واللوبى الصهيونى فى الغرب، قد ثبت أنه يصبح عبئًا على الدول التى كانت تؤيده فى السابق، مضيفا أنه على السعودية الاستعداد لاستقبال مزيدا من الحكام العرب.
وأوضح الأسوانى أن رئيس تونس الذى طالما خدم إسرائيل والغرب لم يقبلوا برؤية وجهه فى بلادهم كما حدث وتم منعه من دخول فرنسا وطردوا أقاربه أيضًا، وهو ما يعنى أن الرئيس المخلوع يصبح عبئًا على الجميع، وهو يؤكد لنا أن الغرب نموذج لـــ"الندالة" السياسة".
جاء ذلك خلال الندوة التى أقيمت مساء أمس، بمقر مكتبة دار الشروق بالزمالك، لعلاء الأسوانى لتوقيع ومناقشة كتابه "مصر على دكة الاحتياطى" والصادر حديثًا عن الدار نفسها، وشهدت الندوة حضورًا كبيرًا من مثقفى وإعلامى مصر.
وأكد الأسوانى على أن الثورة التونسية بقدر ما أسعدت الشعوب العربية جميعًا، فلقد أسقطت الكثير من النظريات والمقولات التى دأبت الأنظمة العربية على ترسيخها فى عقول الشعوب بأن الاحتجاجات الشعبية لا علاقة لها بالسياسة إطلاقًا وأن مطالب الشعوب بخفض الأسعار لا تؤدى إلى ثورة تطالب بالديمقراطية.
واستكمل الأسوانى "فلم يحدث فى التاريخ إطلاقًا أن قامت ثورة على اعتبار أنها ثورة منذ البدء، فدائمًا ما تحدث الثورة بدايةً من احتجاج اجتماعى، وهذا الاحتجاج يأتى غالبًا عندما يكون قد ثبت فى عقول الشعب أن هيكل النظام لم تعد له أهمية بعد؛ فتقوم الثورة على أقل سبب كما حدث فى تونس، فهذه ليست المرة الأولى التى ينتحر فيها شاب فى تونس"، مضيفا أن الثورة التونسية نسفت اليقين الراسخ بأن الأمن قادر على حماية النظام من ثورات الشعوب ضده بغض النظر عما يفعله هذا النظام.
وأضاف الأسوانى فى ظل غياب الديمقراطية فإن جميع طوائف الشعب تكون مضطهدة، فالاضطهاد لا يعنى أن تكون عاطلاً ولا تجد لنفسك فرصة عمل، ولكن الاضطهاد هو عدم إحساسك بآدميتك وأنه ليس لديك الحق بأن تكون صاحب رأى فيها، وألا تكون لديك قيمة فى هذا المجتمع.
وأكد الأسوانى أنه على يقين بأن هذه الرسالة غير مقصودة بالمرة من الإخوة المسيحيين، ولكنها تصل بهذا الشكل، وبالتالى فهذه المطالب حتى لو تحققت فهى تؤسس للفتنة ولا تقضى عليها، لأن مستوى الحد الأدنى من الثقافة سيؤدى لنوع من التميز سيراه المواطن العادى الذى يشعر بأن النظام لا ينفذ مطالبه وينفذ مطالب الأقباط وبالتالى فإن موقف الأقباط سيكون غير صحيح فى نظر الكثير".
وأكد الأسوانى على أن تاريخ الكنيسة القبطية تاريخ وطنى مضيفًا "وأنا فخور به كثيرًا، وللأسف الشديد لم يقرأه كثيرون ولو كان الأمر بيدى لطالبت بتدريسه فى مراحل التعليم المختلفة، ليتأكد للجميع أن الكنيسة القبطية صاحبت تاريخ وطنى يجب أن يقرأه الجميع".
وقال الأسوانى إن الإخوان المسلمين تم تضخيم دورهم عمدًا، فهم نظام مغلق منذ عام 1928، ومن الصعب أن ينضم له أفراد جدد، فهو نظام غامض، ويكرر أخطاءه، وهم دائمًا ما يدعون أن عددهم بلغ المليون، و لو أن النظام سمح لهم بالحكم "فمش هايعرفوا يحكموا"، فبرغم أننى اختلف معهم كثيرًا إلا أنهم مصريين وليسوا إسرائيليين أو مجرمين، ولذا فلا اعتقد أن الإخوان من الإرهابيين المتطرفين، والحل الوحيد لمنع العنف هو أن تعطى الحق لهذه الفئات أن تمثل نفسها فى الانتخابات البرلمانية بدلاً من أن تدفع بها إلى العنف.