إيمان محمد إمبابى

غدا يوم جديد

الأحد، 16 يناير 2011 07:42 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على مدار الأسابيع الماضية.. استقبل هاتفى المحمول عشرات الرسائل من أصدقاء فى تونس الخضراء، وأرسل عشرات أيضا.. ومثلى كثيرين من المصريين الذين تسمروا أمام شاشات الفضائيات العربية يتابعون باهتمام وترقب ما كان يجرى هناك.. الرسائل القادمة من تونس كانت تحمل دائما أخبارا جديدة، غير التى توردها الفضائيات.. ربما كانت تضيف الكثير من الاندهاش إلى اهتمام وترقب المصريين.

ويوم الخميس 13 يناير.. أرسلت لإحدى صديقاتى فى تونس، وهى صحفية بصحيفة تصدر بالفرنسية، أسألها: كيف تسير الأمور عندكم؟ طمنينى عليكى.. فردت برسالة: أنا بخير.. وغدا يوم جديد.. أشفقت عليهم جميعا من الإصرار على الاستمرار.. فلم يدر بخلدى – كما كثيرين – أن إصرارهم قد يؤتى ثمارا فى مواجهة نظام باطش.. قاس.. لا يرى شعبه.. بينما ملأتنى رغبة عارمة – كما كثيرين أيضا – بألا يتراجع التونسيون بعد الخطاب الأخير للرئيس المخلوع.. غدا يوم جديد.. كانت قراءة سامية لما يحدث على أرض بلادها.. وبالفعل كان اليوم التالى، يوما جديدا.

ظهر الجمعة 14 يناير.. طالعنا المنصف المرزوقى السياسى التونسى المعروف، متحدثا من باريس على إحدى الشاشات العربية.. قال: اليوم سيؤرخ به فى تونس.. فاليوم انتهى نظام زين العابدين بن على.. بعدها ببضع ساعات، كانت الأخبار واللقطات المصورة من داخل تونس، تعلن "هروب" الرئيس التونسى.. جاءتنى آخر الرسائل القصيرة من هناك.. رحل بن على ونحن جميعا سعداء جدا.. وغدا يوم جديد.. تناوبت الأخبار بعدها سريعا.. وتحركت كثير من التفاصيل على الأرض المشتعلة.. وما زال الجميع يتابع بنفس الاهتمام والترقب والارتياح ما يحدث فى تونس.. شعب يمارس أقصى درجات الوعى والتحضر والرقى الإنسانى.. شعب يدرك جيدا قيمة وطنه، وصعوبة اللحظة التى يمر بها، ومعنى التمسك بالحفاظ عليه.. شعب تولى بنفسه إطلاق شرارة البدء.. ثم أحاطته معارضة عانت القمع لسنوات طوال، لكنها حافظت على إخلاصها للوطن.. فخرجت تلك المنظومة التى وقف أمامها العالم كله مقدرا، محترما، رافعا القبعة.

غدا يوم جديد.. قالتها سامية.. وصارت منهجا يتحرك به التونسيون فى الداخل والخارج.. فكل يوم يأتينا جديدا منظما واعيا من الأرض الخضراء.. فيضرب لنا مثلا فى أهمية الإيمان بقيمة الإنسان، التى تصنع قيمة الوطن.. مثلا بدأه محمد بو عزيزى يوم 18 ديسمبر الماضى.. وبنى عليه بنى وطنه طيلة أكثر من ثلاثة أسابيع.. ليظل كل يوم قادم هو يوم جديد فى تونس.. وغدا يوم جديد جميل فى تونس الخضراء.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة