بعد أن قضى سنوات دراسته الابتدائية فى إحدى المدارس الإسلامية، عاد الطفل من أول أيام سنته الأولى بالمدرسة والإعدادية الحكومية ليسأل والده سؤالا مفاجئا.
الابن: بابا... هو يعنى إيه مسيحى؟
الأب: هو انت قابلت حد مسيحى ف المدرسة؟
الإبن: أيوا... النهارده أول لما مدرس الدين دخل الحصه سألنا: فى حد مسيحى؟ واحد قام وقاله أنا، قام الأستاذ قاله طيب اتفضل ولما الحصة تخلص ابقى ارجع.. هو ليه طرده يا بابا؟
الأب: هو مطردوش يا حبيبى بس انتو بتخدوا دين إسلامى ف هو مش هيستفيد.
الابن: مش هيستفيد ليه؟
الأب: عشان هو بيعبد ربنا بطريقه مختلفه.
الإبن : بس الأستاذ قال....
الأب (مقاطعا): شوف يا حبيبى... زميلك ده بيصلى ويصوم وبيعبد ربنا زيك بالظبط، بس هو بيعمل ده بطريقة غير طريقتنا لأنه بيسمع كلام نبى تانى غير سيدنا محمد عليه الصلاه والسلام اللى هو سيدنا عيسى عليه السلام.
الابن: طيب وهو ليه ميسمعش كلام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
الأب: كل واحد مننا حر ف طريقته يا حبيبى، هو انت بتسمع كلام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ليه؟
الابن: لأنه هو آخر الأنبياء المرسلين ولأنه بيعلمنا الخير والأخلاق و...
الأب: الله ينور عليك، آهو سيدنا عيسى عليه السلام زى سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام مش انت أخدت ف المدرسة واتعلمت أنه عشان تؤمن بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام لازم تؤمن بباقى الأنبياء والرسل.
الابن: أيوا أخدناه ف سنة رابعة
الأب (وقد أدرك المأزق الذى وضعه فيه منهج التربية الدينية للمرحلة الابتدائية): تمام كدا طيب يبقى زميلك ده زى ما قلتلك بيعبد ربنا زيك بالظبط بس بطريقة مختلفة
الابن: يعنى مبقاش ألعب معاه؟
الأب: ومتلعبش معاه ليه؟
الابن: ماهو لما سألنا الأستاذ هو مشاه من الحصه ليه قالنا: ملكوش دعوة بيه بعدين تفهموا.
الأب (وقد أدرك المأزق الذى وضعته فيه وزاره التربية والتعليم): لاء يا حبيبى الأستاذ قصدوا لما تكبروا شوية هتفهموا إن زميلكوا ساب الحصة عشان هو له منهج تانى لكن انتو وزميلكو ملكوش دعوة بالكلام ده... مش انت بيشوفنى قاعد كتير مع عمك مكرم؟
الابن: أيوا
الأب: طيب ما هو عمك مكرم مسيحى واحنا الاتنين أصحاب وزمايل من زمان و............
ويستمر الحوار ويعلم الأب ولده كيف يتقبل الآخر ويتفهم اختلافه.
وتدور الأيام وينتقل الابن وصديقه المسيحى للمدرسة الثانوية ويلتحقان بنفس الفصل ويشاء الله أن يكون عدد المسيحيين فى الفصل هو العدد الأكبر فيكون الخروج من الفصل فى حصة التربية الدينية فى هذه المرة من نصيب الابن ويتقبل الفتى الأمر، بل ويبدأ فى توضيح الأسباب لباقى الطلاب المسلمين، ويعيد عليهم كلمات الأب الذى يساهم دون أن يدرى فى خلق جيل ممن يتعلمون تقبل الآخر.
وتمضى سنوات أخرى ويلتحق الفتيان بنفس الكلية ونفس الجامعة وحتى الآن لم بنقطع أيهما عن السؤال عن أخيه والوقوف بجانبه فى أفراحه وأتراحه.
أعتقد أن الفضل فى ذلك لم يكن للأب المسلم فقط وأن الأب المسيحى أيضا قد علم ولده كيف يعامل الآخر ويتقبله ويتفهم اختلافه.
شكرا لأبى ولعمى جورج ولكل أب وأم علموا أولادهم كيف يطيعون ربهم بتعاملهم السمح مع من يختلفون معهم فى دينهم أو مذهبهم أو جنسهم أو لونهم.
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة