"عرفنا إزاى يبقى عندنا جرأة أننا ندخل على المسئولين مكاتبهم ونقعد معاهم ونكلمهم عشان نجيب حقوقنا" ربما يكون تلك إحدى أهم الميزات التى استفاد منها مدحت نصير عيسى، أحد الصيادين المستفيدين من عمل جمعية (حياة أفضل) بمنطقة شرق المنيا، فقد استطاع الصيادون بتلك المنطقة من استكمال بناء وحدة صحية، وفصول محو أمية، وإنارة الشوارع، وإدخال شبكات صرف صحى للبيوت، والحصول على تراخيص لمزاولة الصيد فى النيل حسبما ذكر حسن حلمى إبراهيم رئيس مجلس إدارة جمعية الصيادين بقرية المطاهرة الشرقية.
أوضح إبراهيم أن الجمعية قامت بتدريبهم على كيفية المطالبة بحقوقهم، مما مكنهم من التقدم بالشكاوى والوصول إلى وسائل الإعلام والجهات المسئولة لإيصال أصواتهم إلى الجهات الحكومية، وأضاف أنهم استطاعوا بعد ذلك أيضًا من استخراج بطاقات الرقم القومى لكبار السن، وشهادات الميلاد لساقطى القيد وغيرها من الخدمات التى ذكرها فيما قبل.
منح أمس السفير الفرنسى جان فيليكس باجانون، وسام اللجنة الوطنية الاستشارية الفرنسية لحقوق الإنسان والتابعة لجمهورية فرنسا لجمعية "حياة أفضل" Better Life المصرية، تقديرًا للمجهودات التى قامت بها الجمعية لتحسين حياة الصيادين بمنطقة شرق المنيا، وتسلم الجائزة المدير التنفيذى للجمعية ماهر بشرى حنين فى احتفالية نظمتها السفارة الفرنسية بالقاهرة فى حضور ممثلين من الصيادين الذين استفادوا من الخدمات التى قدمتها الجمعية.
أوضح باجانون أنه يتم اختيار جمعية حقوقية كل عام للفوز بتلك الجائزة تقديرًا لجهودها فى مجال حقوق الإنسان، وأشار إلى أنه تم هذا العام اختيار موضوعين "مكافحة الفقر وفقر التعليم، واستخدام الإعلام لوسائل التكنولوجيا الحديثة، معربا عن سعادته لاختيار تلك الموضوعات خاصة أنها تتناول مفهوم حقوق الإنسان من ناحية مختلفة، فهى لا تقدم المعنى التقليدى لها، ولكنها تهتم بحقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد باجانون أن الطريقة الوحيدة للنجاح فى تغيير المجتمعات تكمن فى إقناع الناس بأهمية التغيير والقدرة على تحقيقه دون فرض أى قواعد بعينها.. موضحًا أنه يتم اختيار الجمعية الفائزة كل عام من ضمن الترشيحات التى تقدمها سفارات فرنسا حول العالم، والتى ترسل إلى اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان التابعة للجمهورية الفرنسية، حيث تقوم اللجنة بتقييم التقارير الواردة إليها واختيار المنظمة التى تستحق الفوز وفقًا للمعايير التى تضعها اللجنة، حيث قامت جمعية "حياة أفضل" بتنظيم مشروعات عملية غيرت حياة الناس بالفعل إلى الأفضل.
وأشار باجانون إلى أنه تدور مناظرة كل عام حول اختيار موضوعات الجائزة، ما بين الاهتمام بحقوق الإنسان من الزاوية الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، خاصة أن هناك اهتمامًا من دول الشمال بدعم الحقوق السياسية، فى حين تولى دول الجنوب اهتمامًا بدعم الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، موضحًا أن فرنسا تضع تلك الحقوق فى مكانة متساوية معا.
ومن ناحية أخرى أوضح ماهر بشرى أن التنمية المرتكزة على الحقوق هى الأساس لتحقيق تغيير فى حياة الأشخاص، مشددًا على أهمية تقوية الفقراء من خلال حقهم فى الحصول على المعلومات.
وتمنح تلك الجائزة سنويًا للجمعيات المختصة بأنشطة حقوق الإنسان منذ عام 1988، وقد حصلت منظمتان مصريتان على تلك الجائزة من قبل، هما مركز مساعدة النقابات المهنية والعاملين عام 1999، ومركز القاهرة لحقوق الإنسان عام 2008.
جمعية حياة أفضل تفوز بجائزة فرنسا لحقوق الإنسان
الثلاثاء، 11 يناير 2011 07:34 م
جانب من احتفالية توزيع جائزة الجمهورية الفرنسية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة