كيف يقضى تجار سوق التونسى أول رمضان يمر عليهم بعد الحريق الذى التهم السوق وفى ظل الوضع الاقتصادى المتردى الذى لحق بهم بسبب هذا الحادث "أم محمد" 50عاما، آخر تاجرة خردة، وآخر من احترقت بضاعتها فى السوق، تقول أنا هنا منذ 15 عاما تقريبا ورمضان فى السنوات السابقة كان يوجد الاستقرار والوضع المالى الجيد، وكنت أتصدق وأذبح ذبيحة لله وأوزع اللحم منها، أما هذا العام لا أملك شيئا، ورمضان هذا العام يوم نجد فطارا ويوم لا نجد شيئا، وأصبح إفطارنا المعتاد "بجنية فول وطعمية" وقمت ببيع العفش الموجد لدينا فى المنزل لكى نأكل به وهذا حالنا فى رمضان.
"عيسى محمد"، 35 عاما يقول "أنا أعمل فى السوق منذ 20 عاما فى تجارة كل ماهو مستخدم.. وكل عام وخصوصا فى هذا الشهر الكريم يكون فى إقبال من الناس على البضائع وتوجد حركة ونشاط فى العمل أما هذا العام يختلف شهر رمضان عن السنة الماضية لأن الوضع تغير بنسبة 90%وأحوالنا الاقتصادية تدهورت وانعكس كل ذلك على أسرنا.
"فرج حسن" 21عاما يقول "أنا أعمل هنا منذ 6 سنوات، كل عام كنا نستمتع برمضان أما هذا العام فنحن لانجد شيئا لنفطر به، ويقول"الكلاب حالها أحسن من حالنا" وخصوصا فى هذا الشهر الكريم لأننا لانجد الإفطار والكلاب ممكن أن تجد أحدا يعطف عليها، ونحن رمضاننا هذا العام نقضيه فى الشارع بعد هدم واحتراق الأماكن التى كنا نعيش فيها، كنا رمضان السابق نعيش عيشة كريمة أما هذا العام نتسول وبعدما كنا نتصدق أصبحنا نستحق الصدقة، وموتنا أفضل من حياتنا أما عن تغيير نشاط عملى فهذا مستحيل أن أعمل شيئا آخر.
ويقول "حسن محمود "40عاما "رمضان الماضى كنا سوق تجارى أما هذا العام نحن فى خرابه تجارية" حيث كانت يد الواحد تمتد لتساعد الفقير والكل فى استقرار أما رمضان هذا العام نحن لا نجد شيئا.
وكما أن رمضان هذا العام بلا صلاة لأن المسجد الخاص بالسوق تعرض للسرقة وكل عام كنا نحس بروحانيات الشهر الكريم وإقامة الصلاة أما هذا العام المكان الذى كنا نصلى فيه أصبح خاليا من كل شئ، ووصل الحد بالناس إلى سرقة بيت الله فهناك اختلاف جذرى بين رمضان والعام الماضى.
وتقول "أم ملك" التى التقينا بها وهى تجمع بقايا الحديد والزجاج، أنا أقضى يومى فى رمضان منذ الحريق أقوم بجمع بقايا الحديد والزجاج وأقوم ببيعها بـ2 أو3 جنيهات فى اليوم لكى أدبر إفطارى لأن زوجى يعانى من حالة نفسية، وأقوم بهذا العمل لكى أجد فطارا، ورمضان هذا العام لا يوجد به خير مثل العام الماضى، وكلنا بعد هدم الأماكن التى كانت تأوينا أصبحنا فى الشارع، ولا نجد شيئا نفطر به فى ظل هذا الشهر الكريم فى أسواء الأحوال فى كل شىء، والكل تقريبا فى نفس المستوى".
كيف يقضى تجار السوق التونسى رمضان هذا العام؟
الإثنين، 06 سبتمبر 2010 02:33 م