رغم كونها متنفس الفقراء..

التلوث يحاصر ترعة المحمودية ويقضى على خطط تطويرها

الأحد، 05 سبتمبر 2010 11:13 م
التلوث يحاصر ترعة المحمودية ويقضى على خطط تطويرها الترعة تحولت إلى مقلب للقمامة
كتب رحاب فرغلى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ إعلان محافظة الإسكندرية عاصمة للسياحة العربية لعام 2010 ومع البدء فى مشروع المحور المرورى على جانبى ترعة المحمودية فى فبراير 2010 بتكلفة تقدر بـ 135 مليون جنيه، والذى من المفترض أن يخفض الضغط عن الطرق الرئيسية بالمدينة بنسبة 40%، كان من المتوقع استكمال عمليات تطوير ترعة المحمودية المتوقفة، خاصة وأنها ستتوازى مع أكبر وأهم الطرق الرئيسية بالإسكندرية إلا أن الواقع يرصد إهمال أجزاء كبيرة على جانبى ترعة المحمودية.

"ترعة المحمودية هى الشريان المائى لمدينة الإسكندرية الذى يمتد من شرقها إلى غربها وهى المتنفس الوحيد للطبقات الفقيرة المحيطة بها" قالها النائب أسامة جادو عضو مجلس الشعب، مشيرا إلى تقدمه بالعديد من طلبات الإحاطة منذ عامين فى عهد اللواء محمد عبد السلام المحجوب محافظ الإسكندرية السابق، والذى حدد ميزانية قدرت بـ 45 مليون جنيه لإنشاء حدائق وتطوير جانبى الترعة وهو ما تمت نسبة كبيرة منه إلا أن عملية التطوير لم تستكمل مما تسبب فى امتداد يد الإهمال إلى الترعة مرة أخرى وفى مناطق متعددة منها كأن شيئا لم يكن.

وأضاف قائلاً: "المشكلة الحقيقية هى التخبط فى سياسة الحكومة فهذا الأمر فى الأصل مسئولية المحافظة والتى تتركه على عاتق وزارة الرى والتى بدورها تعيده مرة أخرى إلى المحافظة التى تقرر عدم التنفيذ نظراً لوجود عجز فى الموازنة" جادو يرى أن الجمعيات الأهلية المحيطة بترعة المحمودية وحدها لا تستطيع تطويير وتجميل الترعة نظرا لضعف مواردها المالية قائلا: "هذا المشروع يحتاج إلى هيئة رسمية لديها صلاحيات ودراسة شاملة و مخططات، هى تحتاج لقرار من مسئول بيخاف ربنا وبيحب إسكندرية."

تاريخ ترعة المحمودية يشهد على دورها الهام فى التجارة و الملاحة كمنفذ من منافذ النيل إلى البحر الأبيض المتوسط. ورغم اهتمام السلطان محمود الثانى فى عهد محمد على بإنشائها، مستغلا آلاف الفلاحين كما حدث فى حفر قناة السويس فيما بعد، إلا أنها أصبحت الآن رغم بناء الأكواخ الأسمنتية والمقاعد وزرع الأشجار لعشرات الكيلومترات على جانبى الترعة مقلب للقمامة ومرتع للحشرات فى بعض أجزائها نتيجة توقف أعمال الإصلاحات الأساسية فى مجراها.

هى الآن تنتظر إطلاق رصاصة الرحمة عليها بعدما بلغت مرحلة الشيخوخة منذ انخفاض منسوب المياه بها حتى أصبحت مصدرا للتلوث، وهو ما أوضحه محمد مُسلّم المدير العام السابق بمصلحة الجمارك فرع المحمودية قائلا: "بعد الاستغناء عن خدمات الترعة العجوز بإحلال ترعة النوبارية محلها، قامت الميناء بإغلاق الهاويس المؤدى إلى البحر فانخفض منسوب المياه وتحول الجزء الأخير منها إلى مياه راكدة وأصبح منبعا للتلوث والبكتريا وانتشار الأمراض".

ويصف مسلم عن حالة الترعة فى عهده موضحاً إنها كانت تتغذى من مياه النيل فى فرع رشيد ثم عن طريق طلمبات عطف عند مدينة المحمودية مرورا بمنطقة القبارى و تصب فى باب 21 بالميناء الذى كانت الترعة تستخدمه للتصدير فقط، أما تربتها فمكونة فى الأصل من تراب يسمى الغيريان وهو تراب جبلى كان يفيد فى الزراعة كمادة خصبة".

خطورة التلوث الناتج عن ترعة المحمودية يكمن فى اختراقها للمحافظة بطولها مرورا بأحياء سكنية راقية و بأكبر الجامعات الخاصة فى الإسكندرية، كما تطل مسافات منها كبيرة على مناطق شعبية وريفية مكتظة بالسكان، لا يجدون ملاذا لهم غير كورنيش الترعة التى انتشرت أكوام القمامة على أجزاء متفرقة منها، فضلا عن انتشار المقاهى العشوائية التى تضم عدد من الخارجين عن القانون بمنطقة كوبرى الناموس و كرموز وغيط العنب، كل ذلك فى ظل ضعف الرقابة البيئية والأمنية على طول الترعة.

ورغم كل ما سبق فمازالت الآمال معقودة وبشدة فى أن تجتمع الهيئات المسئولة وتنسق فيما بينها لإعادة المشهد الحضارى لترعة المحمودية لتتناسب مع وجودها فى قلب مدينة السياحة العربية وتزامنا مع الانتهاء من أضخم محور مرورى فى الإسكندرية.

إشراف السيد خضرى - فى إطار مشروع صحافة المواطن التابع للمركز الدولى للصحفيين








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة