د.عزازى على عزازى

أقباط مصر الأصليين

السبت، 04 سبتمبر 2010 07:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصابنى تعبير (سكان مصر الأصليين)، الذى جاء فى بيان أقباط المهجر بنوبة من الضحك الهستيرى المصحوب بالكحة والعطس والدموع، حتى كاد القلب أن يتوقف، بعدها اقتربت حافياً منكوش الشعر باتجاه المرآة، ونظرت إلى تضاريس وجهى وقمت ببعض الحركات البدائية: ياترى هذا الشكل ينتمى للسكان الأصليين لمصر المحروسة أم لا؟ أنفى عادى يقترب من أنف حور محب، لكن جبهتى عريضة تشبه جبهة دريد بن الصمة، أما عيني- فللأسف- كقوس قزح تمتزج فيها كل الألوان، لكن بتركيز شديد يجمع العسلى الموف السكلمان كعيون الرومان.. لن أحدثكم عن شاربى، فجذوره بالتأكيد تركية عثمانلية، بينما الفك فيكاد يطابق فك مومياء توت عنخ آمون، وإذا كان لشعرى دلالة عرقية أو أنثربولوجية، فهو يجمع تموجات شعر الإسكندر المقدونى بفلفلة شعر كافورالإخشيدى، والخلاصة أنني، وبحسب بيان علماء أقباط المهجر المتخصصين فى الأثنولوجيا والميثولوجيا والأنثربولوجيا، لا أنتمى للسكان الأصليين لكيميت (مصر)، دققت النظر فى هيئتى بالمرآة وفتحت عينى عن آخرها، ثم جريت لأحضر يد المقشة من البلكونة وأقفز قفزات محمد صبحى فى مسرحية الهمجي، ورآنى أبنائى فأصابتهم الصدمة، فزعقت فيهم بلغة العصر الحجري: (كيكو كيكو كاك كاك) أى ادخلوا إلى الكهف أو الكوخ، وأشرت لهم لباب غرفة النوم ففهموا وأغلقوا الباب خلفهم وهم على يقين أن (بابا اتهبل).

وأعود للسادة العلماء أقباط المهجر، وأسألهم ببراءة: هل أنتم فى المهجر لأنكم تعيشون خارج مصر؟
المهجر الحقيقى لمن يعيشون داخلها كمواطنين من الدرجة الخمسمائة سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين أو أى ديانات أخرى وهؤلاء هم أقباط مصر الأصليين بعد أن وحَّد الحكم الأديان، لأنه كفر بمصر بكل من فيها، حكام مصر هم الذين لا ينتمون إليها، ولا يوجد دليل واحد عندهم فى ارتباطهم بمصر بكل معانيها من الأرض الممتدة السمراء لروح بتاح أو حتى لكل من دخلوها وتأثروا بها وعبدوا آلهتها كالهكسوس والفرس والبطالمة والرومان، ولا بالطبع لبضعة الآلاف الذين فتحوها من العرب ولا للأمويين والعباسيين والأيوبين والمماليك والعثمانيين والإنجليز والفرنسيين والأسرة العلوية البلقانية أو الألبانية، فحكام مصر الآن بحزبهم الوطنى ولجنة سياساته والبرلمان والوزارة والنخبة لا ينتمون إلا لأرصدتهم، وهى بالمناسبة فى الخارج أو فى المهجر، لذلك فولاؤهم دائماً للخارج، وليس صدفة أن يأتى بيان ما يسمى بأقباط الخارج ليدعم الوريث (... مبارك)، وهم بذلك يتفقون مع عصابة بيع مصر الذين يقاتلون بكل الأسلحة الفتاكة اقتصادياً وأخلاقياً لفرض الوريث على الحكم، ولذلك لا ينبغى أن يحدثنا أحد عن السكان الأصليين لأن فساد السلطة أعادهم للعصور الحجرية، فلا طعام ولا ماء ولا نور ولا حياة لمن تنادى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة