◄◄البرنامج يعود إلى الإباحية لأن الاحتشام أفقده جمهوره
بين الجرأة والابتذال شعرة، لكن يبدو أن بعض القنوات والبرامج الفضائية تتخذ من الابتذال شعارا، حيث يعرض حاليا برنامج لبنانى بعنوان «أهضم شى» على قناة «mtv» اللبنانية يقدم نكتا جنسية صريحة ولا يخجل الفنانون اللبنانيون المشاركون فى البرنامج ولا المذيعة ميراى مزرعانى من ذكر أسماء الأعضاء الجنسية صراحة، بل إن الأمر وصل لدرجة السخرية من الملائكة، حيث خرج أحد الضيوف مرتديا الأسود ويرقص بشكل هستيرى، فأطلقت عليه المذيعة اسم عزرائيل مودرن فى إشارة إلى ملك الموت «عزرائيل».
فكرة البرنامج تقوم على إلقاء النكات بين فريقيين من الفنانين اللبنانيين وكل فريق يلقى نكتة، وكلما كانت النكتة ساخنة يحصل على تصفيق أكثر من الجمهور المشارك فى البرنامج، ومن ضمن تلك النكات يقول أحد المتسابقين: «مرة واحد راح على حمام الستات فرأته سيدة فصرخت باللبنانى: «شووو بدك هيدا للنسوان» فرد عليها: «أمال هذا لمين؟» وهو يشير إلى مكان حساس بجسده. ونكتة أخرى عن رجل ابتلع 4 حبات فياجرا داخل صيدلية، لأنه كان على موعد مع 4 سيدات دفعة واحدة، وعندما فشل فى مقابلتهن ذهب للصيدلية مرة أخرى ليسأل الصيدلى عن «مرهم» فسأله الصيدلى عن المكان الذى سيضع فيه المرهم فقال له «فى يدى» لأن الأربع سيدات لم يأتوا، فى إشارة إلى ممارسته العادة السرية.
ومن ضمن النكت التى تطاول من خلالها أحد الضيوف على أحاديث الرسول، نكته تسخر من الحديث الشهير «الجنة تحت أقدام الأمهات» من خلال طفل يسأل والدته عن مكان الجنة، وتلمح له بأن مكانها فى مكان حساس لدى المرأة، وعندما يسأل والده يقول له «إن المفتاح معى وهو يلمح إلى نفس مكان حساس لدى الرجل».
ولم تسلم السخرية من الدين الإسلامى فقط، لكن شملت الدين المسيحى فعندما ذهبت سيدة متحررة لقس بالكنيسة وسألته «أبونا أنا بدى أتوب لأنى ارتكبت من الذنوب الكثير، فنص الرجال بلبنان عملو معى sex» فقال لها القس باللبنانى «يعنى هلق كل لبنان عملوها وجيتى عندى وبدك تتوبى».
كما تعرض مذيعة البرنامج ميراى مزرعانى للسوريين بالإساءة، وتركها ضيوفها يطلقون العنان لعنصريتهم ضد السوريين، وتخصيص نكات متعمدة ومقصودة للسخرية منهم.
كما تضمنت الحلقة نكاتا جنسية بذيئة تخطت حدود الإيحاء إلى العلانية المقززة، وسخرية من المعوقين وكبار السن فى نكات هدفها الضحك المجانى، ولو على حساب أصحاب الاحتياجات الخاصة، إضافة إلى حوارات بين الضيوف والمقدمين ذات مضمون جنسى مباشر، ومنها نكات تسخر من كبار السن من نوعية «سيدة عجوز» قابلها شاب فطلب أن يمارس معها الجنس، فتوسلت إليه أن يتركها لأنها عجوز لكنه نظر لفمها وقال لها: انت لديك «ضرس» فى فمك بالناحية اليمنى وهذا يدل على تمتعك بالصحة، وبالفعل مارس معها وتحرش بها وبعد أن تركها نادت عليه قائلة: «تعالى فى ضرس فى الناحية الشمال»، كدعوة منها لأن يمارس معها مرة أخرى لإعجابها بالشاب.
ولم تسلم الحيوانات من النكات التى تأخذ أيضا الشكل الجنسى، ومنها أنه توجه ديك مع فرخة لشقة مفروشة، ووضع الديك ماء ساخنا أمام الفرخة، وطلب منها القفز فى الماء المغلى، وعندما سألته عن السبب قال لها: «نفسى أكون معاكى بدون ريش»، ونكتة أخرى عن ديك ابتلع حبة فياجرا، وظل يبحث عن دجاجة ليمارس معها، وعندما فشل فى وجود دجاجة ذهب لسوبر ماركت واشترى دجاجة مثلجة.
وتعرض البرنامج لحرب قاسية من الجمهور اللبنانى التى رفضت تعميم هذه الصورة الوقحة، ونشر ثقافة الابتذال دون حسيب ورقيب، واجتمع المجلس الوطنى للإعلام، وأصدر قرارات تلزم البرنامج «ودياً» بعدم التعرض لرجال الدين، وعدم إلقاء نكات بذيئة وتمثيلها، وعدم ذكر الأعضاء الجنسية صراحة، لكن دعاة الحرية والتحرر ثاروا على القرارات التى وجدوا فيها انتقاصاً لحرية التعبير، وحمل البرنامج لواء الدفاع عن الحريات العامة، فانصاع مؤقتا لتوصيات المجلس، لكنه عاد ليرفع سقف جرأته، بعد اعتراف مقدميه أن الاحتشام سيفقد البرنامج جمهوره، وقالت ميراى مزرعانى إنها رقيبة نفسها، وسوف تنتقى ما يقال وما لا يقال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة