د.حمزة زوبع

شكرا للبابا.. ولكن!

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010 08:12 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حسنا فعل البابا شنودة حين أعلن أسفه على جرح مشاعر المسلمين بسبب تصريحات الأنبا بيشوى التى خرجت كطلقات رصاص فى جسد الأمة المسلمة من شرقها إلى غربها.
ورغم أن البابا قال فى تصريحاته إنه لا يصدق ما تقوله الصحافة إلا أنه كان من واجبه أن يعود إلى الصحيفة التى نشرت التصريحات ليتأكد، وليس معقولا أبدا أن يلقى البابا بالتهمة على الإعلام وهو الذى قال إنه لم يلتق بالأنبا بيشوى بعد. كان على البابا شنودة أن يأمر بلجنة تحقيق فيما قاله الأنبا بيشوى ويتأكد بنفسه وساعته سيكون لأسفه معنى عظيم وتأثير أعظم.
والجميع ينتظر من قداسته أن يشكل هذه اللجنة وإذا ثبت صحة ما قاله الأنبا بيشوى فإن الشارع المصرى يتوقع أن يعاقب الأنبا بيشوى أو يعتذر اعتذارا صريحا، لأنه بتصريحاته تلك كاد أن يدخل المجتمع فى فتنة لا يعلم أحد إلا الله مداها.
ما يثير القلق فعليا هو أن الأنبا بيشوى وكما جاء فى المصرى اليوم – الاثنين 27 سبتمبر2010 – لم يقدم على الظهور العلنى وتقديم واجب الاعتذار على ما صرح به وهذا الرفض بالطبع يعنى أن الرجل لا يزال يعتقد بصحة ما قاله، وحتى فى بيانه المكتوب لم يتراجع عما قاله حرفيا ولكنه أيد بيان مجمع البحوث الإسلامية والذى نص على أن المساس بالأديان والعقائد خط أحمر ، يعنى أن الرجل لم يتراجع ولم يعترف بخطئه ولا بعدم صوابية ما قاله وترك للبابا أن يظهر على شاشة التلفزيون ليعبر لنا عن أسفه لجرح مشاعر المسلمين، وهو أمر مقبول ومحمود على أية حال نشكر البابا عليه ونقدر له أن فعل ذلك حفاظا على وحدة هذا المجتمع فى مواجهة أعاصير الفتنة القادمة إلينا من كل صوب.
أعرف أن هناك تيارا متشددا داخل الكنيسة وبالطبع سيجد ألف تيار متشدد داخل المجتمع المسلم، فالتطرف لا يلد إلا متطرفين بل يلد إرهابا وعنفا فى بعض الأحيان، وأعرف أن إخواننا الأقباط يرون أن بعض حقوقهم مهضومة ولا أعيب عليهم أن يطالبوا بتلك الحقوق ولو كنت فى موضع السلطة لنصفتهم، وهذا حق ليس فيه منة من أحد ولكن ما لا يقبله أحد هو الاستعانة بالغرب وبالخارج من أجل مصالح أراها يمكن أن تتحقق بالعمل السلمى خصوصا وأن للكنيسة أذرعا وأجنحة فى الحزب الحاكم تتواصل معها ليل نهار فلماذا إذن الاستعانة بالخارج أو الاستقواء به أو مهاجمة المسلمين فى عقر دارهم؟
أعتقد أنه يتعين على قيادة الكنيسة أن تعيد النظر فى استراتيجيتها فى التعامل مع الواقع وألا تنظر بعين المصلحة أو بعين السياسة لأنها عين واحدة لا يمكنها أن ترى كل شيء ... الرؤية بعين الوطن هى الرؤية السليمة والصحيحة والصحية، وليس بعين الطائفة أو المذهب أو الملة ....
الأوطان تأتى أولا وقبل أى شىء وإذا غابت الأوطان غابت الأديان فلا دين بلا وطن ...وكل الأديان جاءت لتستقر فى أوطان وتعيد أهلها إلى جادة الصواب والحق والفضيلة.
آخر السطر
فى انتظار اعتذار الأنبا بيشوى لنقدم له واجب الشكر على عودته الرشيدة.











مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة