محمد حمدى

معركة الأخوين مليباند

الأحد، 26 سبتمبر 2010 12:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
اختار حزب العمال البريطانى آد ميليباند وزير البيئة السابق زعيماً بعدما هزم شقيقه الأكبر وزير الخارجية السابق ديفيد وثلاثة مرشحين آخرين، ويعكس هذا الاختيار تغييرا سياسيا كبيرا فى صفوف واحد من أهم وأكبر حزبين فى بريطانيا.

وتبرز أهمية هذا الاختيار فى أنه يعيد مسيرة حزب العمال، إلى ما قبل 13 عاما، أى أنه يسقط مرحلة رئيس الوزراء وزعيم الحزب الأسبق تونى بلير ويعيد العمال إلى منطقة يسار الوسط التى يعيش فيها الحزب وينتعش، وتتمدد قواعده.

وكان تونى بلير قد أحدث انقلابا فى أفكار حزب العمال البريطانى حينما تولى قيادته، حيث أخذه من اليسار إلى أفكار الطريق الثالث التى تجمع ما بين اليسار واليمين، أو ما اصطلح على تسميته بمحاولة أنسنة الرأسمالية، عبر تطبيقها مع التوسع فى دور الدولة الاجتماعى عبر مد وتطوير مظلة الرعايا الصحية والتقاعد وإعانات البطالة، قبل أن ينتهى وقد أصبح أكثر ميلا لليمن المحافظ منه إلى اليسار الذى ينتمى إليه.

صحيح أن بلير استطاع أن يضع حزب العمال على رأس المشهد السياسى البريطانى ثلاثة عشر عاما، ويفوز معه فى ثلاث انتخابات نيابية، لكن ما فعله فى الحياة السياسية البريطانية أنه قرب الفوارق بين الحزبين الكبيريين المحافظين والعمال، بحيث بدا حزبه الذى يعبر عن النقابات العمالية أقرب إلى الرأسمالية وأصحاب الأعمال، ونقله بذلك من خانة يسار الوسط إلى يمين الوسط.

لكن ظلت شخصية بلير عاملا حاسما فى اختيارات الناخبين البريطانيين، حتى تورط مع حليفه الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش فى حرب العراق غير المبررة، ومن ثم الكشف عن الفضيحة الكبرى التى هزت بريطانيا حين تم الإعلان عن أن التقرير الذى أعلنته حكومة العمال لتبرير الحرب على العراق والادعاء بأنه يمتلك أسلحة دمار شامل كان مزورا، وجرى تجميعه من معلومات غير موثقة على الإنترنت.

فقد بلير شعبيته واضطر فى النهاية إلى الاستقالة من رئاسة الحكومة وحزبه، لكن خلفه جوردون براون سار على نفس سياسات سلفه بلير، ولم يتقبل الناخبون البريطانيون براون، لأن النهج الذى سار عليه ليس ما يميز حزب العمال، وهو أيضا لا يمتلك نفس الشخصية الكاريزمية التى كان ييتمتع بها بلير.

ومع فوز اد مليباند (40 عاما) يبدو أن العمال فى بريطانيا فى طريقهم لتصحيح توجهات الحزب والعودة إلى سياساته التقليدية ذات التوجهات اليسارية، وسيشارك مليباند فى تظاهرة مليونية دعت اليها النقابات البريطانية فى التاسع عشر من الشهر المقبل، احتجاجاً على سياسة حكومة كاميرون ليؤكد توجهات حزبه القديمة الجديدة، بعد أن تعهد فى أول كلمة بعد إعلان فوزه بطى صفحة العهد الإصلاحى لبلير، معتبراً أن الحزب خسر قاعدته بعدما ابتعد عن قيمه التقليدية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة