سعيد الشحات

محمد عبدالعليم داوود

الثلاثاء، 21 سبتمبر 2010 12:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يدخل النائب البرلمانى محمد عبدالعليم داوود مجلس الشعب بصفقات حزبية، ولم يعرف الطريق إلى الحياة البرلمانية بالصدفة، ولم يحصل فى حصاده البرلمانى على لقب أبوالهول، الذى يتوج به عشرات من النواب الذين يدخلون مجلس الشعب ويخرجون منه دون أن يشعر بهم أحد، لأنهم لا يتحدثون بكلمة واحدة تحت قبة البرلمان.

دخل داوود مجلس الشعب بإرادة الناخبين فى دائرته، ونجح فى الدورتين الماضيتين باكتساح، وكان الإشراف القضائى حارسه، وحارس آلاف الناخبين الذين صوتوا له، وفهم داوود معنى أن يكون نائبا لعموم الشعب، وليس عن دائرته فقط، فاستخدم كل الوسائل البرلمانية المشروعة من طلبات إحاطة وأسئلة واستجوابات وبيانات عاجلة، ولم يستخدمها كفرقعات إعلامية، تحمله إلى أن يكون ضيفا على وسائل الإعلام، وإنما تعامل بها بضميره السياسى والإنسانى الذى كونه سياسيا من واقع معارضته الجذرية للفساد والمحسوبية وسوء تقديم الخدمات للجمهور، وكونه إنسانيا بالمحافظة على نظافة ذمته المالية وطهارة يده، ولهذا كان غريبا أن يأتى اسمه ضمن النواب المتهمين فى قضية العلاج على نفقة الدولة، والثقة كبيرة فى التحقيقات التى يجريها النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود لإظهار براءة داوود.

نجح داوود باكتساح فى أول مرة يخوض فيها الانتخابات عام 2000 عن دائرة فوة بكفر الشيخ، وجرت العادة أن يكون النجاح أول مرة لأى نائب بمثابة اختبار من الناخبين للنائب، فإذا نجح فى هذا الاختبار يتأكد الناخبون أن أصواتهم لم تذهب سدى، ويمنحونه أصواتهم من جديد، أما إذا خان عهوده فلا يـتأسف الناخبون على التخلى عنه، وتتجلى هذه القاعدة أكثر عند نواب المعارضة الذين لا ترضى عنهم الحكومة والحزب الوطنى، وهناك الكثير من التجارب فى تاريخ البرلمان المصرى تؤكد على أن حب الناخبين لنائبهم، كفيل بمقاومة الغضب الحكومى.

تأكد الناخبون فى دائرة فوة ان أصواتهم التى منحوها لداوود عام 2000 لم تذهب سدى، فجددوا معه العهد عام 2005، وكان اللافت فى هذه الدورة هو الفرق الكبير فى عدد الأصوات بين داوود وأقرب منافسيه، مما يؤكد أن الناخبين وجدوا فيه نائبهم الذى يصدق القول معهم.

عبر داوود عن مواقفه وقضاياه بتلقائية أدخلته فى مشاكل أحياناً مع الحكومة وحزب الوفد الذى كان يمثله، وورطته هذه التلقائية فى كثير من الأحيان فى كسر الخطوط الحمراء، لكن شيئاً ما فى هذه التلقائية يؤكد أن ما يذكره يعبر عن حالة صدقه مع نفسه، ومن خلال هذا المسار أعطى داوود مع غيره من النواب المعارضين نكهة مختلفة للحياة البرلمانية، نكهة فيها من المشاكسة ما يكفى حتى تتذوق الجماهير طعماً مختلفاً فى الممارسة البرلمانية.
يحتاج محمد عبدالعليم داوود الآن أن يعود إلى صفوفه فى حزب الوفد، حتى يتغطى برداء حزبى يواصل من خلاله عهده مع جماهيره التى انتخبته من أجل مقاومة الفساد.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة