فشلت تجارب العلماء فى توقع الأعاصير قبل تكونها، وكان المشروع الذى أقامته الحكومة الأمريكية عام 1962 حول إمكانية إيقافها قبل وصولها إلى الأرض قد توقف عام 1983 بعد عدم قدرته على إخراج حلول تنفيذية واقعية.
تشهد سواحل المحيط الأطلنطى حالة من الأعاصير الشديدة المدمرة، أغلقت على أثرها آبار النفط، ووصل عدد متتضرريها إلى أكثر من مليون شخص إلى جانب حالة من الدمار الشديد الذى شهدته القرى الواقعة فى مسارها، وبعد وصول إعصار جوليا إلى الفئة الرابعة، بدأ نشاط الإعصار الرابع كارل مساء الخميس على سواحل خليج المكسيك، بينما ما زال إعصار ايغور يضرب بعنف المحيط الأطلنطى وصلت سرعته إلى 230 كم/ ساعة، وتوقع العلماء وخبراء الأرصاد زيادة عدد الأعاصير فى الفترة المقبلة إلى 15 إعصارا تتوقف عند نهاية شهر أكتوبر المقبل.
وتحول إعصار كارل – الذى وصفه مركز الأعاصير الدولى بالضخم والقوى - خلال ساعتين فقط من الفئة الأولى إلى الفئة الثانية، وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية أنه ضرب جزيرة يوكتان بالمكسيك الغير المأهولة أدى إلى تساقط الأشجار وانقطاع التيار الكهربائى، وسيستمر حتى الجمعة المقبلة مارا بجزر بورتوريكو وفيرجن والبهاما، وبلغت سرعته حتى الآن 160 كم / ساعة وارتفاع إلى 20 سم.
وحذر مركز الأعاصير الوطنى بالولايات المتحدة الأمريكية من تواصل ارتفاع سرعة كارل ، الذى انضم إلى إعصار جوليا على سواحل المكسيك بينما يقابلهم ايرل وايغور على المحيط الأطلنطى، الأمر الذى اعتبره خبراء الأرصاد إحدى الظواهر النادرة التى لم يشهدها العالم منذ عام 1926 .
وتوقع المركز سقوط الأمطار الغزيرة وحدوث الفيضانات والانهيارات الأرضية القوية فى الأراضى التى سيصل إليها الإعصار، وأكدت وكالة الأنباء العالمية - رويترز اليوم - فى تقريرها عن تطور إعصار كارل - توقف شركة بيمكس للنفط عن العمل فى 14 بئرا بخليج المكسيك وإخلاء منصاتها، وأعلنت عن قلقها من وصول الإعصار إلى خليج كامبيتشى بالمكسيك مما سيتسبب فى اضطراب خطير فى النفط الذى يعد المورد الثالث للولايات المتحدة الأمريكية.
يذكر أن الأعاصير من العواصف الهوائية العنيفة التى تحدث فى شكل مخروطى هائل تدور عكس اتجاه الساعة ، تحدث بشكل خاص فى دول أمريكا الجنوبية وبعض المناطق من الولايات المتحدة الأمريكية ، أعلى مناطق الضغط الجوى المنخفض ، لا تقل سرعتها عن 74 ميلا فى الساعة ، تتولد فوق مياه المحيطات الدافئة خصوصا المحيط الاطلنطى والهادئ ونهر الكاريبى وخليج المكسيك بشرط ألا تقل درجة حرارتها عن 26.5 ، حيث تتحول رياح العاصفة مع ملامستها المياه الدافئة إلى إعصار يجمع فى طريقه المياه والطاقة، وبمجرد ملامستها الأرض تسبب تساقط الأمطار الشديدة والفيضانات المدمرة .
وتعد الأعاصير أحد مظاهر المناخ على سطح الكرة الأرضية تنقل الطاقة والحرارة من المناطق الاستوائية إلى المناطق الباردة ، وتنقسم وفق مقياس " سافير سيمبسون " إلى 5 فئات ، تبدأ بالأضعف وتصل إلى أقوى مرحلة فى الفئة الخامسة.
ويستمر موسم الأعاصير سنويا فى المحيط الأطلنطى والمحيط الهادئ ما بين شهرى يوليو وأكتوبر، بينما تقع ما بين نوفمبر ومارس فى المحيط الهندى واستراليا ، ومن المألوف إطلاق أسماء بشرية على الأعاصير بالتتابع ، بحيث يكون مرة باسم رجل ومرة باسم امرأة ، وتتسبب الأعاصير بالرياح الشديدة وارتفاع مستوى المياه والأمطار ، ليدمر كل ما فى طريقه.
بعد إعصار إيرل وجوليا وكارل..
الأعاصير جزء من الطبيعة لا يمكن التنبؤ بها
السبت، 18 سبتمبر 2010 11:28 ص