بالفيديو.. رقصة التنورة بين إحياء التراث وروعة الإبداع الفنى

الثلاثاء، 14 سبتمبر 2010 02:41 م
بالفيديو.. رقصة التنورة بين إحياء التراث وروعة الإبداع الفنى رقصة التنورة
إعداد منى محمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عند مرورك بقاهرة المعز تجد دفئاً تعيش فيه روح الحياة الشعبية وعبقها الأصيل، ممتزجا بروح العمارة الإسلامية، تجد بائع العرقسوس يلقى ابتساماته على المارة حتى أصبح جزءً لا يتجزأ من الحى القديم وترى العديد من الأزياء القديمة بنقوشها وألوانها الرائعة، ومرورا بهذه الشوارع قد يلقى عليك أحد أصحاب المحلات بضاعته، ويصاحبها بمقولته الشهيرة: "المحل محلك يابيه"، وحينها تشعر بدفء فى هذا الحى قد لا تشعر به فى أحياء عديدة.

عند مرورك بذلك الحى وبالتحديد فى نهاية شارع الأزهر ستجد مكانا عالى الشأن مرصع بالمشربيات، يبدو للوهلة الأولى وكأنه قصر فخم يملكه أحد الملوك قديما، وقد يأخذك الفضول لتطرق بابه لتجد أروع ماخلّفته العمارة الإسلامية وستجد أمامك فناء مستطيل الشكل محاط من الأربع جوانب بقاعات على خمس طوابق، وهو ما يعرف بقصر أو وكالة الغورى، التى تعد من أقدم الوكالات فى مصر والتى بناها قنصوه الغورى فى آخر العصر المملوكى بعد أن تولى حكم مصر فى عام 1501 وهى تقع ضمن مجموعة معمارية أثرية منها مسجد الغورى- قبة وسبيل وكتاب ومدرسة الغورى وهى تقع فى نهاية شارع الأزهر – تقاطع شارع المعز – القاهرة.

المسئولون فى وكالة الغورى أكدوا على دور وزارة الثقافة فى تطوير الوكالة، وإعادة ترميمها وذلك فى عام 2000 وقد استغرق ذلك خمس سنوات، وفى عام 2005 فتحت أبوابها مرة أخرى كموقع أثرى وكمركز ثقافى يعمل من أجل التنمية الثقافية والبشرية فى منطقة القاهرة الإسلامية، ويتواكب أنشطته الثقافية والفنية مع ما يحدث فى هذه المنطقة من مشروعات فى مجالى العمارة والعمران.

ومع دخول ليل قاهرة المعز تضئ فرقة التنورة ليالى الغورى لتنقل لمحبى ذلك الفن تراثا مصريا يرجع تاريخه إلى العديد من القرون وتشهد تلك الفرقة إقبالا كبيرا من مشاهديها ومعجبيها سواء من المصريين أو من السائحين الأجانب.

محمود عيسى مدير فرقة التنورة التراثية يقول، إنها إحدى فرق الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة المصرية بمقر قصر الغورى للتراث وتقدم عروضها بصفة دورية طوال العام، كما شاركت فى كل المناسبات الوطنية داخل جمهورية مصر العربية، وشاركت ولا زالت تشارك فى برنامج التبادل الثقافى الخارجى والمهرجانات الدولية، وقد زارت الفرقة وقدمت عروضها فى كل من "اليابان- الولايات المتحدة الأمريكية- النمسا- جمهورية التشيك-الهند- المملكة المتحدة - كندا- تركيا- هولندا- استراليا -كينيـا - اليــــونان – سنغافورة.

وتقدم الفرقة عرضها بمصاحبة الآلات الموسيقيه منها (المزمار – الطبلة – الربابة ) كما يقوم بالغناء بمصاحبة الرقص منشد شعبى يعتمد على التلقائية وتنوعها على خلفية من الانشاد الدينى يضم مقتطفات من اجمل الابتهالات إلى الله ومدح النبى صلى الله عليه وسلم فى الموروث الشعبى وتتميز رقصة التنورة وهى واحد من أجمل الرقصات المصرية الرائعة وأكثرها إبهارا وحيوية وثراء ألوان أزيائها.

وكما يقول باحث الفنون ومؤرخها الانجليزى هافيلوك أليس: "إن الرقص بوصفه فن لا يمكن أن يموت بل سيظل دائم التجدد، لا بوصفه فن فحسب، بل باعتباره عادة اجتماعية يتجدد بعثها من روح الشعب". من حكمة الله فى خلقه أنه جعل للإنسان الخيال والتخيل والقدرة على التأمل مضافا إلى عقل الذى يفكر ويميز ويديه التى تنفذ وعينه التى ترى وهذا ما فعله الإنسان فى اختراعه فى أشكال الرقص المختلفة، فلكل أمة رقصة اشتهرت بها تختلف من مجتمع لآخر وأسلوب الرقص يختلف من سلالة إلى أخرى وفقا لعوامل عديدة، إلا أن المصرى له طبيعة خاصة تميل إلى التراثية فابتكر رقصة سفيرة له فى كل البلدن العربية والغربية، رقصة تقبل بالترحيب والتصفيق الحاد ينظر لها بعينين مبهرتين، إنها "التنورة " الشعبية التى برزت فى كل الاحتفالات العربية والعالمية اشتهرت بالأداء العالى المتميز.

تلك الرقصة التى أبهرت العالم بفنونها لتعبر عن أمة تختلف عن باقى الأمم.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة