فى أول أيام العيد..

بالصور.. اليوم السابع يعيش يوماً مع زوار المقابر

الجمعة، 10 سبتمبر 2010 05:14 م
بالصور.. اليوم السابع يعيش يوماً مع زوار المقابر "اليوم السابع" يعيش يوماً مع زوار المقابر
كتب حسن عبد الغفار وتامر المهدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هؤلاء اختاروا لأنفسهم فرحة من نوع آخر، ليست من مظاهر العيد المتعارف عليها فى تبادل التهانى أو الخروج للمتنزهات، بل حملوا همومهم وحزموا الحقائب وشدوا الرحال إلى أحبائهم الذين رحلوا عن الدنيا وذهبوا إلى زيارة "المقابر" لاسترجاع الذكريات الجميلة التى جمعت بين المتوفى وأسرته منذ سنوات.

اليوم السابع قرر أن يذهب إليهم ليشاركهم فرحتهم ذات الطابع الخاص فى المكان الأكثر خصوصية، فتوجهنا إلى مقابر الدقهلية، وقابلنا هناك الحاجة أمينة توفيق التى فقالت: "ربنا يرحمه يا بنى جوزى كان طيب وحنين على أوى، مات وسابنى جوزت العيال، وكل واحد منهم شاف حاله، ومعدتش برتاح إلا هنا معاه باشكيله واحكيله وبحس إنه معايا، وطبعا لازم يكون هو أول واحد أعيد عليه، مش جوزى، وأبو ولادى.. ربنا يرحمه ويجمعنى بيه على خير".

وعلى قبر حوله الأشجار الخضر والصبار ويبدو الاعتناء به جيدا وجدنا اثنين من الفتيات ووالدتهم اقتربنا منهم، فقالت الأم: "أبوهم ولازم يعيدوا عليه، هو لسه أول عيد يمر علينا من غيره، ومش حاسين إننا نقدر يعدى علينا اليوم ده من غيره، فكان أول حاجه نعملها بعد صلاة العيد إننا نيجى نسلم عليه .. اهو حاجة تصبرنا على فراقه".

وأضافت إحدى الفتيات: "إحنا عارفين انه معانا دايما حتى من غير ما نيجى، بس اول عيد كان صعب علينا قوي، ربنا يرفع درجاته".. فآثرنا الابتعاد بعد أن غرقت أعينهم بالدموع وتركناهم لأحزانهم.

فجأة سمعنا أصوات عالية وأطفال يهرولون مسرعين على أحد السيدات التى تقوم بتوزيع صدقة على روح أحد المتوفين، وقد تحول الموقف إلى معركة للحصول على المال (العيدية) من عدد من الأطفال.

وعلى الجانب الآخر يمثل العيد أحد المواسم للفقراء فى المقابر، حيث يتواجد لكل مقبرة عدد من القارئين ولا يجوز أن يزيد عليهم أحد فمنهم من يرضى بالقليل ومنهم من ينتظر الكثير، لأنه "موسم"، كما ظهر صبية يبيعون الحلوى والبسكويت والبالونات للأطفال الذين يرافقون أهاليهم بالمقابر.

وتبقى المقابر وحتى صلاة المغرب وكأنها متنزه يقضى فيه الناس العيد راضين مفتقدين لأحبائهم الراحلين ليذهبوا مرة أخرى إلى من هم على قيد الحياة ليحاولوا مشاركتهم فرحتهم.

وفى المنيا يقوم الرجال بمصاحبة أسرهم وحزم الأمتعة الخاصة من طعام وشراب ويتوجه إلى المقابر ليقضى يوماً كاملاً بين القبور، وهناك تحدث أشياء كثيرة حيث يوجد وسط هذه المقابر عدد كبير من الأطفال الذين يحفظون القران الكريم ويتجولون بين المقابر ليقرأوا آيات من القران الكريم ليهب أهله ثواباً.

يقول إبراهيم على موظف ورمضان محمود فلاح وسعيد محمد: "يوم العيد يذكرهم بأحبائهم الذين فارقوا الحياة، لذلك نذهب إلى المقابر ليشاركونا فرحتنا.. وأضاف أن هذه الأيام تشهد تجاوزات عديدة وعدم احترام للموتى، إلا أن أهالى المنيا لن يستطيعوا التخلى عن هذه العادة فنادرا ما توجد أسرة لا تذهب الى المقابر".. وأشاروا إلى أن الأسر تنتظر هذه الأيام من أجل الاحتفال مع من فقدوهم بهذا العيد.

بينما يؤكد عدد كبير من المواطنين أن أهالى الريف هم الأكثر حرصاً على هذه الزيارات إلى المقابر.. ففى الأرياف تجد عشرات السيارات محملة بالأسر ومتوجهة إلى المقابر بدءًا من اليوم الأول للعيد حتى تنتهى إجازة العيد.

















مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة