المقاطعة.. سلوك يمارسه المصريون تلقائيا على كافة المستويات

الأربعاء، 01 سبتمبر 2010 08:44 ص
المقاطعة.. سلوك يمارسه المصريون تلقائيا على كافة المستويات د.حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة
كتب وائل الأنصارى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فئات كثيرة من أبناء الشعب المصرى، لا يعرف المسئولون عنهم شيئا، إلا تعدادهم فى سجلات الرقم القومى "إضافةً وخصما"، حقوقهم مغصوبة، ولا يجدون سبيلا للحصول عليها سوى المقاطعة، والتى يعرفها الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، المقاطعة فى الاصطلاح السياسى على أنها تعنى "عدم التعامل مع الغير؛ دولةً أو فردًا، اقتصاديًّا وسياسيًّا واجتماعيًّا".

التقارير الرسمية تشير إلى أن عدد المهمشين فى مصر يصل تعدادهم إلى 12 مليون مواطن يقطنون مساحة تبلغ 344 كم2 ، بتجمعاتٍ عشوائية تصل إلى 1034 منطقة موزعةً بين عددٍ من محافظات مصر، هؤلاء يمارسون المقاطعة والإضراب، كذلك يمارسها قطاع كبير من فئات المجتمع المصرى تجاه عددٍ من المنتجات الحكومية الخدمية كالصحة والنقل والتعليم بل تصل فى بعض الأحيان إلى مقاطعة المؤسسة الحكومية ذاتها فى لجوء البعض إلى تعليم أبنائهم ضمن بعثات تعليمية إلى الخارج تصل تكلفتها بحسب تقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء إلى 118 مليون جنيه مصرى سنوياً، بين يدى ورقتان لاثنين من خبراء علم الاجتماع فى مصر، الأولى للأستاذ الدكتور محمد محى الدين الأستاذ بكلية الآداب جامعة المنوفية، والثانية للأستاذة الدكتورة نادية حليم أستاذة علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية.

فى الورقة الأولى، يشير د.محى الدين إلى أن ظاهرة انتشار المنتجعات السكانية المغلقة (Compound) تتزاد بشكل ملحوظ فى السنوات الخمسة عشرة الأخيرة، يقدر عددها بما يقارب الـ 300 منتجع، بتكلفة وصلت إلى 85 مليار جنيه مصرى، مما يشير إلى دخول المجتمع المصرى إلى مرحلة تنذر بالخطر، ذلك أن سكان هذه المنتجعات هم أفرادٌ منعزلون اجتماعياً وسياسياً، وفى الورقة الثانية؛ تشير أ.د.نادية حليم إلى أن ظاهرة المقاطعة الاجتماعية أصبحت تمثل سلوكاً واضحاً لدى فئات الشباب المختلفة الأعمار، وتشير دراسة أعدها عدد من الباحثين بالمركز إلى أن هناك انخفاضاً ملحوظاً فى ظاهرة التواصل الاجتماعى تصل فى بعض الأحيان إلى 13% تنخفض إلى 5 % فى مجتمعات العمل والإدارة.

ثمة مقاطعة من نوعٍ آخر تمارسها نسبة لا تتجاوز 0,01% من تعداد هذا الشعب المغلوب، ألا وهى النسبة المحظوظة التى يشير تقرير لمجلس معلومات مجلس الوزراء إلى أنها تمتلك ما يوازى 71% من إجمالى الثروات الخاصة فى مصر، هذه الفئة أصرت بشكلٍ أو بآخر إلى انتهاج سلوكٍ إقصائى فى المجتمع ضد أبنائه حتى وصل الحال إلى استعانة أحدهم بعمال مستقدمين من الخارج، مدعياً أن التكلفة أقل ضارباً بعرض الحائط أن الأموال المدفوعة إلى هؤلاء هى فى نهاية المطاف أموال هاربة إلى الخارج، ومن الملاحظ فى مصر الآن تفاعلات اجتماعية وسياسية لا تنكَر، فقد أصبحنا نشهد بين الحين والآخر تجمعات مدنية نشطة فئوية تدافع عن الحقوق . فلدينا "مواطنون ضد الغلاء"، و"مواطنون ضد الفساد"، و"هنعيش من غير ياميش" وضد بيع الغاز لإسرائيل وضد البطالة وضد التوريث..إلخ.وهى ممارسات تدل على أننا صرنا بإزاء وعى مختلف، كسرت فيه قطاعات عديدة من شعبنا حاجز الصمت والخوف بشكلٍ أو بآخر..

بينما يرى خالد صلاح رئيس تحرير جريدة اليوم السابع أن المقاطعة امتدت لتشمل أشياء كثيرة، فالشباب الآن يقاطعون الصحف الحكومية المطبوعة بشكلٍ كبير، موضحا أن هذه المقاطعة ناتجة عن فقدان الثقة لدى قطاعات عريضة من الشباب، وأيضا فقدان هذه الصحف القدرة على أن تطور نفسها بالشكل الملائم للجمهور المستهدف، ولتنافس الصحف الإلكترونية، لما لها من تفاعل مع قارئها، وتجديد دائم فى الشكل والمضمون، مضيفا أن هذه الصحف لن تسطيع أن تجتذب هؤلاء الشباب، بالشكل الذى يتمنوه، إلا إذا استطاعت أن تطور من شكلها كالصفحة الأولى، شكل الصحفية، طبيعة المحتوى، الإخراج الصحفى، وغير ذلك.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة