أظهرت الإحصاءات والدراسات التى أُجريت على المعاقين أنَّ سِرَّ نجاحهم وانخراطهم فى الحياة، وتحقيق إنجازات متميزة فى المجالات المختلفة يعود إلى أُسَرِهم التى وفرت للمعاق الظروف النفسية والاجتماعية التى تؤهِّله وتدفع به إلى المزيد من التشجيع والعمل والعطاء.
ولهذه المشاركة أثر طيب فى نفوس ذوى الاحتياجات الخاصة، فهم يشعرون من خلال مشاركتهم فى المناسبات الاجتماعية والدينية أنهم لا يختلفون عن أقرانهم الآخرين، فهم يصومون ويصلون، ولكن ما أهمية مشاركتهم فى هذه المناسبات الدينية والاجتماعية؟ وما الفائدة التى تعود عليهم من ذلك، وهل كل حالات الإعاقة تستطيع الصيام؟
وعن فائدة الصيام للمعاق تقول الدكتورة علا على سرايا، معيدة بكلية التمريض، جامعة
أسيوط قسم التمريض النفسى:
"الاتجاه العالمى الجديد يتجه لدمج المعاق فى المجتمع ومعاملته معاملةً طبيعيةً كالشخص السوى، وللأسف فى وقت سابق كان الناس ينظرون إلى ضرورة عزل المعاق بعيدًا عن الناس، غير أن هذه النظرة تغيَّرت تمامًا الآن، فنجدهم يشاركون أقرانهم فى جميع المشاركات الاجتماعية، وهذا بالطبع له مردودٌ إيجابى عليهم من حيث شعورهم بالألفة مع مَن حولهم".
وتضيف الدكتورة علا: "يفيد الصيام فى إدراك المعاق لاختلاف الوقت، فهو يعرف أنه سوف يصوم فى الفترة الزمنية بين الفجر والمغرب، وإلى جانب الراحة النفسية التى يوفرها الصوم للصائم، فهناك الراحة الجسدية والبدنية تظهر على الصائم أكثر من غيره، وهو أفضل وسيلة عملية لتنشيط خلايا الدماغ، وإعادة برمجتها وزيادة قدرتها على العمل والإبداع، وهذا يحسّن السيطرة على النفس وزيادة قوة الإرادة".
هذا إلى جانب أن الصيام صحة، سواءٌ للأصحَّاء أو لذوى الاحتياجات الخاصة، كما قال الرسول - صلى الله عليه وسلم-: "صوموا تصحُّوا"، وبالتأكيد سيكون للصيام عائدٌ صحى نفسى كبير عليهم.
انخراط المعاقين فى الحياة الاتجاه العالمى الجديد دمج المعاق