على الرصيف

"عطور التركيب" تتحدى الغلاء والأطباء يحذرون من الأضرار

السبت، 07 أغسطس 2010 03:28 م
"عطور التركيب" تتحدى الغلاء والأطباء يحذرون من الأضرار عطور التركيب ضررها أكبر من نفعها
كتبت أمل صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"الأرخص سعرا، الأكبر حجما، الأكثر استخداما"، تلك هى الجمل الثلاث التى اجتمع عليها الشارع المصرى تجارا وزبائن، بعد اجتياح عطور الرصيف سوق العطور المصرية وأصبحت لقمة عيش للكثيرين ممن لا مهنة لهم ، ففى كثير من محلات بيع الاكسسوارات الحريمى بالمناطق الشعبية كإمبابة والساحل وشارع شبرا تجد عمالا مخصصين لصناعة العطور، أما فى السيدة زينب والحسين فمحلات تركيب العطور أكثر من محلات السبح وسجاد الصلاة ، والبازارات السياحية والفنادق الكبرى ففيها أماكن مخصصة لبيع "عطور التركيب" كل بأسعاره الخاصة.
هذا فضلا عن الروائح التى تعطى للمصلين على معظم أبواب المساجد والزوايا كالسيدة نفيسة والسيدة عائشة والسيدة زينب وبعض الأضرحة والمقامات والتى تعرف بروائح سيدى فلان أو تبرك بعطر مولانا علاّن، وبشارع رمسيس فحدّث ولا حرج فزجاجات العطور المجهولة المصدر تفترش الأراضى والطرقات، اليوم السابع تجوّل بأشهر مناطق بيع العطور التركيب ليتعرف على هذه السوق ويكشف مصانع "بير السلم" التى تفرز إنتاجا جديدا يتسبب فى هلاك ما تبقى للفرد من صحة.
من جانبه يقول أشرف بائع الرصيف بمنطقه رمسيس :"إن كار بيع العطور المركبة يلقى رواجا كبيرا، خاصا بالمناطق الشعبية، أو المناطق المزدحمة التى تعج بالبشر كرمسيس والتحرير، خاصا بفصل الصيف وارتفاع موجة الحرارة فالجميع يلجأ للروائح للتغلب على تلك الموجة الحارة على عكس فصل الشتاء، مؤكدا أنه مع ارتفاع الأسعار يفضل الكثير العطور المركبة فحجم الزجاجة يتراوح من 100:50 ملم وسعر الزجاجه لا يتعدى العشرين جنيها أو أقل.
وعن مدى صلاحية تلك المنتجات يقول أشرف :" المواد المستخدمة فى التركيب مواد طبيعية "ميّه ميّه"، ونسبه الكحول المستخدمة لا تتعدى 30% حتى تثبت الرائحة فقط، وهو ما يجعلها آمنة على الرغم من سعرها القليل، مستشهدا بمبدأ "بيع قليل تكسب أكثر".
كما أكد ر.ن أحد المسئولين عن بيع العطور بمنطقة إمبابة أن السبب الرئيس لتوجّه الكثيرين للعطور المركبة هو رخص سعرها، وتوفيرها لأنواع العطور العالمية بأسعار رخيصة تصبح فى متناول يد الجميع، فى حين أشار رفاعى أحد البائعين للعطور المركبة بمنطقه العتبة أن تلك العطور هى الأفضل على الإطلاق فهى مركبة من زيوت طبيعية، ومواد غير ضارة، مشيرا إلى أن ميزة تلك العطور تكمن فى قدرة توفير طلب الزبون سواء أكان فى عطر معروف لكنه غالى الثمن أو تركيب مجموعة من الزيوت لإخراج عطره الخاص.
كما أكد عم فريد أحد صانعى العطور بمنطقه شبرا أن هذه السوق أغلب زبائنها من النساء عن الرجال، مؤكدا أن النساء تفضل تركيب أكثر من نوع زيت عطرى لإخراج عطرها الخاص ، عن الرجل الذى يفضل شراء منتج جاهز.
الأمر الذى أكده قطاع عريض من الشارع المصرى ، حيث أجمع الكثيرون على الميل فى شراء العطور المركبه نظرا لرخص ثمنها وقدرتها على توفير أنواع مختلفة من العطور.
حيث قالت مرنا أحمد، 22 سنة، إنها تفضل شراء العطور التركيب ، إلا أنها لا تقوم بشرائها من أى بائع لمجرد توفيره لهذا النوع من التركيبات بل تحرص على شرائها من منطقه الحسين، مستشهدة بأنه مكان آمن ومبارك ، وسائحو العالم يقصدون الحسين لشراء مختلف الأمتعة
فى حين قالت هبة محمد، 25 عاما، إنها لا تمانع فى شراء تلك العطور لأنها توفر لها تركيب العطر الذى تطلبه ، وبحجم كبير ومناسب طوال الشهر وبسعر يمكن أن توفره.
أما محمد عبد الرحيم، 20 عاما، فأكد أنه يحرص على تركيب عطرة الخاص من بائع محدد بمنطقة السيدة زينب، فهو رجل يتعامل معه منذ أكثر من عام حتى الآن، مؤكدا أنه مع حر الصيف والأسعار الباهظة لا مفر من الاستعانة بتلك المواد الرخيصة الثمن، فهى فى النهاية تحقق الغرض المطلوب منها.
وفيما يخص الرأى الطبى فكان للمتخصصين رأى مخالف تماما، حيث أعلن الحقل الطبى ناقوس الخطر فيما يخص تلك الأنواع من العطور،
حيث أكدت استشارية الأمراض الجلدية والتناسلية "مهجة حنا جرجس" على خطورة استخدام تلك العطور المركبه فهى تحوى مواد مجهولة الهوية تؤدى إلى إصابة الجلد بحساسية جلدية شديدة قد تتطور إلى أكزيما جلدية يصعب علاجها لو تحولت لأكزيما مزمنة.
وأضافت "مهجة جرجس"، أنه قد تتسبب هذه المواد فى تكوين فقاقيع على سطح الجلد مليئة بالسوائل يستغرق علاجها فترات طويلة، فضلا عن تخليف تلك الفقاقيع لآثار سوداء اللون على سطح الجلد يصعب علاجها بسهولة، مؤكدة إمكانية إصابة الجلد بتجاعيد مبكرة نتيجة استخدام تلك العطور.
فى حين أكدت أستاذة الكيمياء الحيوية والتغذية بالمركز القومى للبحوث "عفاف عزت" على خطورة الزيوت المعدنية التى تحتويها تلك العطور مؤكدة أنها عندما تدخل جسد الإنسان عن طريق الجهاز التنفسى تضعف الجهاز المناعى، عن طريق تسببها فى إحداث أكسدة عالية بجسد الإنسان نتيجة ما تحويه من زيوت معدنية ، مما يؤدى لتكوين الشكوك الحرة التى تهاجم خلايا الجسد فتحدث تلف فى تلك الخلايا ، وتضعف من دورها الرئيسى.
وأضافت عزت أنه عندما تهاجم الشكوك الحرة خلايا الجهاز المناعى تضعف من دوره الرئيسى فى مساعده الجسد لمقاومة الأمراض فلا يقوى على تأدية وظيفته الأساسية، فيصبح جسد الفرد حقل لمختلف الأمراض الخطيرة.
وأفادت عزت أنه نتيجة لاستنشاق المواد المعدنية السامة بتلك العطور تتلف حاسة الشم لدى الإنسان، فضلا عن تعرّض أنسجة الأنف المخاطية للتلف الحاد .





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة