أنواع وأسماء وأسعار مختلفة لبلح رمضان تجعل ربة البيت تحتار ماذا تشترى؟ وكيف تتعرف على البلح الجيد من الردئ.
اليوم السابع التقى بالدكتور أحمد سيد أحمد حسن، أستاذ بقسم الفاكهة بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، ليساعد ربة البيت فى اختيارها لبلح رمضان، ولتتعرف على القيمة الغذائية لهذه الثمرة التى تعد غذاءً مثالياً كافياً للإنسان.
يقول د.أحمد: "تحتوى التمور على المواد الغذائية الرئيسية، مثل السكريات والأحماض، والمعادن والدهون والبروتينات وغيرها، ويصف المثل العامى التمر قائلا، التمر مسامير الركب لما يحتويه من قيمة غذائية عالية، ويوصف التمر من الناحية العلمية بأنه منجم غذائى، لكثرة ما يحتويه من معادن، كالفوسفور والكالسيوم والماغنيسيوم والحديد والصوديوم والبوتاسيوم والكبريت والكلور.
وقد عرف التمر قبل الميلاد بمئات بل آلاف السنين فى منطقة بابل بالعراق والخليج وشمال أفريقيا، وتعرف النخلة فى بعض الكتب المقدسة باسم (شجرة الحياة ( Tree Of Life)
كما ذكر النخل والرطب فى القرآن الكريم فى ست وعشرين آية. وذكرت النخلة ضمن أشجار الجنة.
وما هى أنواع التمور وأفضلها؟
هناك أكثر من 450 صنفا من التمور فى العالم، ويختلف اسم وصنف التمرة الجيدة من بلد لآخر فبعض الأصناف تزرع فى مصر ولا تزرع فى غيرها من البلاد، وإذا وجدت فى أى بلد آخر تعرف بالتمر المصرى، مثل الأبريمى، الملكابى، الشامية، وفى السعودية يأتى السكرى، الخلاص، العنبرى، نبت سيف، الخضيرى، الروتانا.
بصفة عامة، تتميز التمرة الجيدة بالجفاف التام، وخلوها من العيوب الظاهرية، مثل الثقوب، مستطيلة الشكل، لب التمرة (لحمها) جاف وكبير، يختلف اللون حسب صنف البلحة وطريقة تجفيفها وسرعته، ولكنه بصفة عامة يتفاوت من الفاتح للداكن.
وتتميز التمور بأن فترة صلاحيتها طويلة قد تستمر إلى عدة سنوات حسب ظروف التخزين، أما عن القيمة الغذائية لجميع أنواع التمور فهى متقاربة جداً، وبالتالى صعب تحديد الأفضلية، فإن كان المقصود أى الأنواع أقل فى سعراته الحرارية فيمكن القول إجمالاً: إن الرطب أقل فى سعراته الحرارية من التمر، أما التمور فمتقاربة فى سعراتها.
كذلك أغلب التمور متقاربة القيمة فى المعادن والفيتامينات، أما بالنسبة للسكريات وهى المكون الأساسى للتمر، فيحتوى التمر على السكر بأنواعه السكروز (سكر المائدة) والجلوكوز والفركتوز (سكر الفاكهة).
وتعتبر هذه السكريات الأهم من الناحية الغذائية، إذ إنها تمد الجسم بالطاقة السريعة، وتتفاوت نسبة السكر الكلى فى التمر حسب نوعه ودرجة نضجه لتتراوح بين 12% و 32% من وزن الثمرة فى مرحلة الرطب، وترتفع إلى ما يتراوح بين 54% و 84% فى مرحلة التمر.
وإن اختلفت النسب حسب الأصناف، إلا أنها اختلافات طفيفة جداً، لذا لابد أن تستنفد هذه السعرات وإلا تحولت للدهون، وبالتالى ينصح مرضى السكر وطالبى الرشاقة بالتقليل من أكل التمر، كما أن كمية السكر تزيد كلما زاد تجفيف التمر.
كما تحتوى ثمار النخلة (التمر) كربوهيدرات وبروتينات وفيتامينات وأملاح معدنية كالحديد والبوتاسيوم والنحاس والكبريت والمنجنيز ومصدراً معتدلاً لكل من الكالسيوم والفسفور والكلورين والماغنسيوم.
ولكن لماذا التمر على الإفطار؟
يقول الدكتور أحمد بالدراسة المعملية لهذه الوجبة البسيطة فى مكوناتها وحالة الصائم عند بدء الإفطار، وجد أن هذه الوجبة الصغيرة المتاحة لكل صائم لها مفعول صحى وغذائى كبير .
فالمعروف علميًا أنه فى آخر ساعات الصيام يحدث انخفاض لمستوى السكر فى الدم مما يؤثر على المخ مسببًا خمولاً وشعورًا بالضعف وعدم القدرة على التركيز والتفكير (ما يعرف بالخمول الذهنى) مع قلة النشاط العضلى والحركة (ما يعرف بالخمول الحركى) وأيضًا فإن المعدة تكون فى حالة شبه ساكنة وغدد الخمائر والإنزيمات الهاضمة بالمعدة فى حالة خمول لقلة السوائل فى الجسم.
وعلى هذا الأساس، فإن الجسم عند بدء الإفطار يحتاج إلى نوعية دقيقة من الغذاء يحقق المعادلة الصعبة للجسم بأن يكون سريع الهضم حتى لا يرهق المعدة الخاملة وينشط حركتها وسريع الامتصاص والوصول للمخ والعضلات لإزالة الخمول الذهنى والعضلى وتنشيط الجسم بسرعة.
لذا ليس غريبا أن يتصف سكان الصحراء بالقوة، والرشاقة، والمناعة من الأمراض، ووجبتهم الأساسية التمر، حيث يؤكد لنا العلم كل يوم من خلال دراسات علمية غربية وعربية أهمية التمر كوجبة متكاملة العناصر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة