منتصر الزيات

أدب الدفاع عن رسول الله

الجمعة، 06 أغسطس 2010 12:31 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كنت قد دلفت خلال الأسبوع الماضى إلى مكتب المستشار النائب العام أحمل طلبا فى شأن من شؤون عملى، عريضة من عرائض شتى نتقدم بها إلى مكتبه؛ ابتغاء نصرة موكل سعى إلينا طالبا الغوث والمساندة.

هناك على الباب وجدت صديقا حبيبا يقف على الباب يمسك مثلى بورقة أو عريضة، هو محام نابه يعمل فى الإمارات العربية يراسلنى بين الفينة وأختها مهتما بأمور الدين والدنيا ومهتم أيضا بشؤون المهنة والمحامين، كان يهاتفنى من قريب.. ربما كان أول من أبلغنى بأزمة طنطا عند وقوعها فى مهدها واستنفرنى للذهاب حيث زملائى المكلومون فى طنطا حيث هرعت إلى هناك.

المحامى حسن ماهر رجل دمث الخلق ممن يفرون من الإعلام والإعلاميين والأضواء وصناعها وعالمها.. بادرنى حسن: هل قرأت يا أستاذ هذه الصحيفة؟! نظرت إلى ما بين يديه فإذا هى «اليوم السابع».. تمتمت فى نفسى ياساتر استر يارب!! إذاً الأمر يتعلق برئيس تحريرها صديقى منذ صباه.. خالد صلاح.. عرفته منذ كان طالبا بالفرقة الأولى بكلية الإعلام، وكنت فى مكانى الأثير لم أبرحه حيث أدافع عمن أعتقد أنهم أصحاب رسالة.. وأصحاب عقيدة.. هكذا كانت رسالتى ولم أزل رغم كل الجراحات.
كان خالد صلاح وقتها طالبا ثائرا ضمن كتيبة الطلاب الشبان الثائرين دوما، وتعرض لأزمات اعتقال متكررة.. وتعرض أيضا أقارب له دافعت عنهم.. قلت فى نفسى ربنا يستر قرأت فيما قدمه لى المحامى النابه حسن ماهر إعلانا صدمنى هزنى أغلى الدم فى عروقى.. دعاية سخيفة.. وطريقة مبتذلة تتحدث عن سيد ولد آدم ولا فخر.. خاتم المرسلين وإمامهم محمد صلى الله عليه وسلم بما لا يجب أن يكتب عنه جدا أو هزلا.. دفاعا أو ترديدا لمهاترات شرقية أو غربية، قرأت إعلانا فى صورة أسئلة مغرضة تثيرها رواية مصرية لكاتب مغمور ولو أقسم صاحبها ألف مرة أنها تلك الاتهامات السخيفة التى يرددها دعاة الغرب عن نبينا الكريم صلوات ربى وسلامه عليه أوردناها فى مقام الرصد لنرد عليها.

أهكذا بلغ بنا الضعف مبلغه فى بلادنا التى يقدم دستورها مواد تؤكد أنها دولة مسلمة دينها الإسلام!! أهكذا بلغ بنا الضعف أن نصبح معشر المسلمين يقفز علينا كل من أراد التواصل بدوائرالغرب وخزائنها، فيكتب بما يحقر الإسلام وشعائره، ويكتب سبا للنبى صلى الله عليه وسلم!! وعدد الشبهات حوله!!
وكنا سادة الدنيا جميعا.. فصرنا هكذا فى شر خطب..
تلقفنا النوازال والرزايا.. وتدهمنا مخالب كل ذئب..
فواأسفاه واأسفاه حزنا.. على ما قد دهى أرضى وشعبى..
صدقت يارسول الله عندما تنبأت من أربعة عشر قرنا من الزمان خلت محذرا أمتك أنها ستصبح غثاء كغثاء السيل، ينزعنّ الله الرهبة من قلوب أعدائها منها ويلقى فى قلوب أبنائها الوهن بما أوضحته لسائليك من حب الدنيا وكراهية الموت.
نعم أردنا الدنيا وأحببناها فهنّا على أعدائنا، كرهنا الموت فتنكبنا الطريق.

ويكتب الدغيدى ما يستهزئ به من النبى محمد صلى الله عليه وسلم ولو كان دعاية فى صحيفة لرواية امتلأت دفاعا عن النبى لن يختلف الموقف أبدا لدينا لو قرأنا تلك الرواية، فإذا بها دفاع مستميت طالما انطوت على تلك السطور الرخيصة الحقيرة.
.. ودخلت مع صاحبى المحامى الغيور إلى حيث سعادة المستشار النائب العام المساعد رئيس المكتب الفنى وقعت على عريضة أعدها زميلى مسبقا تضامنا ونصرة.. محبة وعبادة أنقذنا ياسيادة النائب العام.

أنقذ مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم من عبث العابثين وتربص المتربصين
دافع عن نبيك.. نبى الأمة، أمسك سيادته بالهاتف عن يمينه وقال للموظف المختص أعطنى رقم عرائض.. كتبه أمامنا ثم نسخه لنا لنحتفظ به ونتابع!! مقام سيد الخلق صلى الله عليه وسلم لم يستحق من النائب العام أكثر من رقم عرائض نتابع به؟!
وا إسلاماه.. صرخت من أعماقى
لا إله إلا الله.. نصدع بها أنا وصاحبى حسن ماهر فى طرقات المحكمة.

النائب العام يقول سنحقق فى الموضوع!! والله من فوق سبع سماوات يقول «وقفوهم إنهم مسؤولون» حكومة وشعبا على التفريط فى مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تصوروا معى أيها القراء.. لو أن ضابطا صغيرا أو كبيرا من ضباط مباحث أمن الدولة جاء إلى مكتب سيادة النائب العام أو من هو دونه فى النيابة العامة ويحمل فى يده ورقة كالتى حملناها.. غير أنها تحوى مذكرة تحريات تتهم أشخاصا أو فردا بالإسادة إلى مقام رئيس الدولة!! أو تسعى إلى هز وزعزعة استقرار الدولة!! ماذا سيفعل سيادته؟! لا أظنه يعطيه رقم عرائض كالذى دونه لنا، بل سيكتب بالمداد الأحمر يضبط فورا كل الأسماء التى حوتها ورقة الضابط الهمام بما تحمله من اتهامات ضدهم بالإساءة إلى مقر رئيس الدولة.. ما لكم كيف تحكمون؟

واسألوا لو شئتم طلعت السادات كيف حركوا ضده الاتهامات فى لحظة!! واسألوا أيمن نور كيف أسقطوا حصانته فى لحظة!!

أمسكت بهاتفى واتصلت بصديقى القديم وموكلى المعاصر خالد صلاح، فأنا وكيله أيضا أحمل منه توكيلا رسميا عاما، قلت له بهدوء مصطنع.. حاولت أن أحتفظ بهدوئى.. ما الذى فعلته ياخالد؟! هل هان عليك رسول الله للحد الذى تنشر عنه إعلانا يحوى اتهامات وضيعة يرددها هنا وهناك من يحملون أحقادا فى قلوبهم وأوزارا فى صحائفهم فى عرصات القيامة ضد رسول الله.

لا ياخالد.. إلا رسول الله
للحق شعرت أن خالدا انزعج من كلامى، حاول أولا أن يدافع: هذه اتهامات يرددها غربيون، سننشر ردا عليها بأسلوب روائى للصحفى الدغيدى، ما ينفعش.. قلتها حاسما ماينفعش، حاول خالد صلاح جاهدا أن يستوعب ثورتنا، طلب أن نكتب ما نشاء نعبر به عن آرائنا.. ومهما بلغت قسوة ما نكتب لن أحذف منه كلمة واحدة هكذا تعهد رئيس التحرير.. تشاورنا أنا وصديقى المكلوم حسن ماهر.. هل نكتب؟.. ترددنا.. غير أنى وجدت نفسى أمسك بالقلم وأخط سطورى دون تفكير أو رؤية غير أنى استدركت فى زحمة انفعالاتى وصخبى وثورتى وتساءلت كيف غاب الأزهر عن مطاردة هذه الرواية والحيلولة دون صدورها؟ ما الذى أحجم الأزهر عن الإجراءات فى حدود القانون ضد الصحيفة والكاتب؟! رغم أنى فى حالات أخرى كثيرة كنت أفضل عدم إعطاء الفرصة للأقزام وأنصاف الموهوبين للتصييت بمنع أعمالهم الهزلية الفاشلة.. لكن إلا مقام رسول الله صلى الله عليه وسلم.. هذا خط أحمر لا ينبغى التعرض له يرتبط بسياج المجتمع وقانونه الذى منه تستمد القوانين وتشرع وتدرس العلوم ومنظومة القيم الأخلاقية أظن أن الأزهر عمل حسابا لهؤلاء الموتورين فى بلادنا، الذين ينعقون دائما فى مثل هذه المواقف ويصرخون دفاعا عن حرية الرأى والإبداع ويلطمون الخدود ويشقون الثياب احتجاجا ضد المتأسلمين والإسلاموفوبيا!!

هناك صنف ممن يحملون الأقلام ومنابر التأثير فى وسائل الإعلام فى بلادنا العربية ممن لا يعرفون قواعد الطهارة أو آداب الوضوء يتحدثون بجرأة عن الإسلام السياسى وإشكالات النصوص الشرعية، رغم أنهم ليس لهم فى العير ولا فى النفير.

لست أدرى، هل ستنشر سطورى فى «اليوم السابع» أم سوف يطويها دجى النسيان!!
أفرغت ما فى جوفى من غضب وحنق وثورة ثم «همدت».

جلست فى اليوم التالى أمام الحاسوب اللعين أدير الماوس.. فركت عينى وقرأت خبرا «اليوم السابع تقرر وقف نشر رواية الدغيدى» إذاً استجاب خالد صلاح لرجاءاتنا أنا وصاحبى وكل الغيورين الذين تداخلوا فى الموضوع، اختارت «اليوم السابع» أن تقف انتظارا ليقول أهل الذكر والاختصاص كلمة الإسلام فيما تضمنته رواية الدغيدى، وهو اختيار يحمد عليه ويشكر، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، فقد كان بوسعه أن يستمر وهناك العشرات أو الآلاف سوف يهللون ويطلبون احتجاجا على قصف الأقلام ووأد الإبداع بما يضمن زيادة التوزيع..
وهكذا مضت جولة..
وتبقى جولات مهمة دفاعا عن الدين والشريعة والنبى محمد..





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة