تعيش لأكثر من 200 عاما، سريعة النمو، كثيفة الظل، يصل طولها إلى 10 أمتار، دائمة الاخضرار، ثروة طبيعية مهدرة فى مصر حتى الآن، عرفها المصريون القدماء، فاستخدموا بذورها فى حماية الحبوب الزراعية من الآفات لضمان سلامة تخزينها لأكثر من عام، أما المصرى الحديث فما زال فى طور التعرف عليها فى ظل البطء فى توجه الدولة لاستثمار مركباتها، شجرة النيم أو "شجرة الهند المجانية" التى تنتمى إلى الفصيلة "الزنزلختية" والتى كشف الكيميائيون حوالى 40 مركبا حيويا فعالا من بذورها، لمقاومة الآفات ومعالجة الأمراض وكمصدات للرياح وتنقية التربة والمياه من الآفات.
يعرفها دكتور أحمد محمد عزت، أستاذ مساعد بقسم الآفات ووقاية النبات بالمركز القومى للبحوث، قائلا: "تعد شجرة النيم من الأشجار القديمة والتى استطاع أجدادنا القدماء الاستفادة من مركباتها التى ما زلنا نحاول اكتشافها فى الفترة الحالية، يطلق الناس عليها شجرة الألف فائدة وفائدة، بداية من استخدامها كمصدات للرياح والحشرات.
والنيم لها قدرة فائقة على التحصن ضد الحشرات، حيث تطلق أوراقها روائح من زيت عطرى تنفر الحشرات وتطردها بعيدا لمسافة تصل إلى 20 مترا، وأثبت علماء الحشرات فعاليتها على الجراد الصحراوى".
ويضيف "لا يتأثر بالروائح سوى الحشرات، وليس لها أضرار على الإنسان أو الحيوان، حيث يؤدى مركب الازاديراكتين وهو الذى يكسب الشجر الطعم المر لأوراقها إلى خلل هرمون النمو بالحشرات ويحول اليرقات والحوريات إلى حشرات كاملة فتموت 70 منهم فى غضون 3 – 14 يوم ، كما تؤثر على الحركة الدودية للغذاء داخل الحشرة محدثة شلل لجدار الأمعاء مما يؤدى إلى تراكم الغذاء داخل الحشرة وبالتالى موتها".
يوضح دكتور أحمد أن مصر تستورد من الخارج معظم استهلاكها من مركبات النيم كمبيدات حشرية طبيعية بديلة للمبيدات الكيمائية والتى تثبت الإحصاءات وفاة حوالى 200 ألف شخص بالتسمم من استخدام المحاصيل التى تحتوى عليها، ورغم ذلك لم تتبن سوى عدد قليل من الشركات فى مصر إنتاج مثل هذه المركبات رغم تواجدها على مستوى محافظات مصر وتناسب البيئة لزراعتها على مستوى واسع، ويقول: "تتأقلم النيم مع جميع أنواع التربة بل تزداد فعالية مركباتها كلما ارتفعت درجة الحرارة التى تنشأ فيها، ولا تحتاج سوى كميات مياه قليلة سواء عذبة أو مالحة، مما يجعلها من أنسب الوسائل الطبيعية لمقاومة الآفات فى الأراضى المستصلحة فى الصحراء وكمصدات للرياح فى ظل الاستغناء عن أشجار الكافور التى وجد الباحثون أنها جاذبة للفراشات مثل دودة ورق القطن".
يخلط المزارعون فى الهند كمية من أوراق النيم بالتربة لمكافحة مرض النيماتودا أو التعقد الجذرى والذى يصيب الخضروات، واعتبر دكتور أحمد أن النديم مخصب طبيعى للتربة يحسن من خواصها ويعيد إليها خصوبتها ويقلل من ملوحتها ويحمى سطحها من عوامل التعرية.
وقال مستغربا "لا أعلم السبب حول تراجع إقبال المستثمرين على استغلال مستخلصات النيم المنتشرة بشكل خاص فى النوبارية ولا يوجد سوى عدد قليل من الشركات ونستورد معظم استهلاكنا رغم أن عمل المركبات لا يحتاج تكلفة عالية بل لا تختلف نسبة فعاليته عن المستورد".
ويضيف "من الضرورى أن نوسع اتجاهاتنا إلى زراعة مزيد من أشجار النيم واتجاه الدولة لاستثمارها، والتى تعد أحد الوسائل التى ستساعدنا فى المستقبل لمواجهة آثار التغيرات المناخية والتى توقع العملاء نزوح الحشرات من الجنوب إلى الشمال لارتفاع درجة الحرارة، مما يدخل مصر تحت وطأة التهديد من أن تكون الملجأ المستقبلى لأنواع جديدة من هذه الحشرات ويهدد ثرواتنا الزراعية".
شجر النيم.. مبيد حشرى ومصد للرياح ومحسن للتربة
الثلاثاء، 31 أغسطس 2010 08:33 م
شجرة النيم تنتمى إلى الفصيلة "الزنزلختية"
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة