العجمين قرية بمركز أبشواى بمحافظة الفيوم، عرفت بقرية الجريد، وأطلق عليها هذا الاسم لاشتهارها بحرفة ميزت بها، وأصبحت أهم معالمها وملامحها وهى صناعة أقفاص الفاكهة والخضر من جريد النخل، تلك الحرفة التى قامت على استثمار عناصر الطبيعة والأدوات البسيطة، ثم تحولت إلى صناعة يعمل بها الآلاف من أبناء العجميين، وتوغلت فى كل بيوت القرية ويعمل بها كافة الأعمار.
إذا أردت التعرف أكثر عن هذه الحرفة وصناعيها، تكفيك جولة على الأقدام داخل القرية، تجيب على تساؤلات عديدة عن هذه القرية وأهلها والحرفة التى ارتبطت بهم، القرية بكل ما فيها من مظاهر تعلن عن هويتها، فلا يخلو شارع من شوارعها من تلال الأقفاص والجريد والحبال والمقشات، وكلها مصنوعات من منتجات النخيل، فضلا عن عدد كبير من الورش، والتى يصل عددها إلى 5000 ورشة، حسبما أكد أحد أبناء القرية، وكلها ورش خاصة بصنع الأقفاص وورش الأرابيسك الذى يعمل قطاع كبير من أهل القرية به، كل خامات هذه الورش من الجريد والليف، وكل ماكيناتها الشباب والأطفال وكبار السن.
يعانى أبناء هذه القرية العديد من المشاكل أهمها قلة الدخل، وهذا ما أبرزه أحد العاملين بالقرية قائلاً: هذه القرية يبلغ عدد سكانها حوالى 100 ألف نسمة يعمل 80 فى المائة منهم تقريباً فى هذه الحرفة، والعامل يقضى أكثر من 10 ساعات يومياً فى عمل شاق حتى يستطيع إنتاج كمية من الأقفاص تكفى لأن تحقق له دخلاً مناسباً، موضحا أن القفص الواحد الذى يباع إلى محلات الخضر والفواكه بمختلف محافظات مصر، ما بين 3 و4 جنيهات، يستغرق صنعه بالنسبة للعامل المحترف نحو 45 دقيقة وقد يصل إلى ساعة بالنسبة للمبتدئ، وهو ما يعنى زيادة المشقة وقلة العائد.
مشاكل ورش الأرابيسك لا تختلف شيئا عن مشاكل ورش الجريد، والتى تعتمد جميعها على عمالة الأطفال، هذا ما أكده بعض أصحاب الورش من أن عمالة الأطفال فى هذه المهنة أمر يعصب الاستغناء عنه، خاصة أن هذه الحرفة قد أخفقت الميكنة فيها تماماً نظراً لأن المهارة فيها تعتمد على الأيدى البشرية، ومن بين العاملين قابلنا محمود أحمد (13 عاما) فى السنة الثانية من المرحلة الإعدادية، والذى يعمل فى ورشة واحدة مع والده، قال محمود: « بدأت العمل فى الخامسة من عمرى لأساعد والدى فى مصاريف الأسرة التى تضم 5 أبناء غيرى وهو من علمنى إياها .فعملت مع والدى الذى علمنى المهنة، أعمل معه فترة المساء، وفى الصباح أتوجه إلى المدرسة.
المئات والمئات من الورش فى العجميين يجمع بينهم قاسم مشترك، هو أن هذه الورش ليست مملوكة لأى ممن يعملون بها وأن الدخل الحقيقى لهذه الورش لا يعود على العمال بها وإنما يعود لأصحاب رؤوس الأموال، وهو ما أكده محمود الجارحى أحد أبناء القرية قائلاً إن العمال فى هذه الورش يعملون معظم ساعات اليوم من أجل توفير ضروريات الحياة وهو مالا يوازى مشقة المهنة . وطالب بأن تقوم جهة مسئولة بتنظيم هذه الصناعة حتى يتسنى لهؤلاء العمال أن يحيوا حياة كريمة .
فى قرية العجميين: الجريد صناعة من لحم ودم
أصحاب المهنة يشتكون من قلة الدخل ومشقة العمل ويطالبون بتنظيم الصناعة
الثلاثاء، 31 أغسطس 2010 11:09 م